خبر : سيناريوهان حراك إنهاء الانقسام الداخلي /أشرف أبوندا

الأحد 13 مارس 2011 02:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
سيناريوهان حراك إنهاء الانقسام الداخلي /أشرف أبوندا



مع ازدياد الحراك الجماهيري ضد الانقسام الداخلي , خاصة مع اقتراب يوم 15 مارس الموعد الذي حدده شباب " الشعب يريد انهاء الانقسام" و دعى فيه الشعب الفلسطيني النزول الى  الميادين  العامة في كل المدن و التجمعات الفلسطينية الرئيسية للمطالبة و الضغط على طرفي الانقسام حماس و فتح لإنهاء الانقسام بدون شروط أو مماطلة و رفض أي ذرائع أمنية أو سياسية تعطل المصالحة الوطنية. و لقد إلتف حول شباب انهاء الانقسام مجموعة من السياسيين و المثقفين الوحدويين شجعوا و دعموا الشباب بكل اخلاص و من منطلق وطني. و طالبوا طرفي الانقسام و حكوماتهم و اجهزتهم الامنية بعدم احباط التحرك الجماهيري , و حذروهم من التصدي لاحتجاجات 15 مارس , ومن استخدام العنف مع الجماهير, و نبهوهم أن الأزفة أزفت لإنهاء الإنقسام و إلا رياح التغيير ستعصف بكم .لا شك ان حركتي فتح وحماس و حكوماتهما تشعران بعدم الراحة من الحراك الجماهيري المتزايد. فكل منهما يحاولان توجيه ضغط الجماهير نحو الأخر . ففي محاولة من د. سلام فياض نجده يخصص له صفحة على الفيسبوك يعلن من خلالها انه مع مطلب الشعب في انهاء الانقسام  و يعلن عن مبادرة شخصية لانهاء الانقسام عبر تشكيل حكومة موحدة. مبادرة بغض النظر عن  مدى صلاحيتها لانهاء الانقسام الا ان الهدف منها في هذا الوقت امتصاص الحراك الجماهيري الى جانبه من جهه و إحراج فتح و حماس من جهة اخرى. و هذا ما لمسناه من تصريحات قادة فتح و تحفظ قادة حماس على المبادرة.و تعد محاولة حماس عند خروجها في مسيرة تنادي بإنهاء الانقسام خطوة استباقية الهدف منها قطع الطريق أمام تحرك 15 مارس لعدم مطالبتها و الضغط عليها لانهاء الانقسام,   و لسان حالها يقول للجماهير يجب ان يتجه الضغط على فتح و الحكومة في رام الله  ليس على حماس و حكومتها هذا من ناحية,  و من ناحية اخرى تريد توجيه سؤال الى تحرك 15 مارس فيه اتهام ضمني بالحزبية  "لماذا لم تشاركونا في المسيرة التى دعونا لها لانهاء الانقسام ".  اتهام يهدف الى تبرير مسبق لطريقة وشكل التعامل مع تحرك 15 مارس. أما فتح ترى ضرورة التحرك الجماهيري و الاحتجاجات في غزة بغض النظر تحت أي شعار , و ترى أن الاحتجاج ضد الانقسام يجب ان يكون في غزة ضد حماس مصدر الانقسام كما ترى , و ليس في الضفة ضد فتح مصدر الوحدة الوطنية. في ظل هذه المعطيات هناك سيناريوهان للحراك الجماهيري القائم و هما يعتمدان بشكل أساسي على شباب " الشعب يريد انهاء الانقسام" السيناريو الاول : عندما يكون التحرك الجماهيري يوم 15 مارس منسق و متفق عليه بين غزة و الضفة .اذا  كل خطوة و نشاط وفعالية و شعار و أشكال الضغط  ووسائله و استمراريته منسق  بين الجماهير في غزة و الضفة و متفق على القيام به حتى النهاية عندها يحقق تحرك 15 مارس إنجاز هام و هو الوحدة الجماهيرية بين الضفة وغزة على إنهاء الانقسام  و عندها تبدأ كرة الثلج بالتدحرج نحو تحقيق الهدف و تبدأ حماس و فتح بالتراجع و الاستجابة بشكل عملي لانهاء الانقسام من خلال استجابتهم لأول مطلب جماهيري بإطلاق سراح المعتقليين السياسيين من السجون في غزة و الضفة. السناريو الثاني : في حالة عدم وجود تنسيق و اتفاق بين الجماهير في غزة و الضفة. عندها الشعارات و الفعاليات و اشكال الضغط و ادواته و استمراريته  و اهدافه ستختلف. ففي حالة خروج الجماهير بكثافة في غزة و لم تخرج أو خرجت بشكل ضعيف و غير مستمر في الضفة كما هو متوقع حسب المعطيات. هذا سوف يضعف موقف الحراك الجماهيري الذي يسعى للضغط على طرفي الانقسام و ليس على طرف واحد فقط , و سوف يفسر بشكل مغلوط من حماس و حكومتها على انه موجه ضدها و الهدف منه زعزعة الحركة و حكومتها. من الضروري ان تتحرك الجماهير سويا في الضفة وغزة و على قدم المساواة و ان يكون التنسيق شامل كل القضايا حتى ينتهى الانقسام و إلا سيعود الامر الى مربع الصفر . تمثل الايام القادمة فرصة تاريخية لانهاء الانقسام على الجماهير ألا تتركها و على حماس و فتح ان تلتقطها,  فرصة لهما  لحفظ ماء وجههما و استعادة ثقة الجماهير فيهما , و من يتراجع أولا عن الانقسام و يقدم خطوة نحو المصالحة يكسب الجماهير.