لا أعرف لماذا يُصر الاخ نبيل شعث على معاكسة الحقيقة والواقع ، ويقول لنا مثلا ان الورقة المصرية للمصالحة بين فتح وحماس لا تزال صامدة رغم سقوط النظام المصري ! نعم ، ابشروا ، كل نظام مبارك سقط ولا تزال ورقة عمر سليمان تعاند رياح الثورة والتغيير بحسب الاخ نبيل شعث وهي ورقة سحرية لا تزال على حالها كما ولدت في حضن المخابرات المصرية في اول مرة ! الم تفهم السلطة الفلسطينية بعد؟ ثم من قال ان المشكلة تكمن في اسم الورقة ، كانت مصرية ، يمنية او حتى سعودية ، بقدر ما يتصل الامر بجوهر اية مبادرة تدعي او تريد ان تضع الشعب الفلسطيني على طريق الوحدة والمصالحة . وهل الوحدة الوطنيه الفلسطينية صارت تعني عقد مصالحة بين حركتي فتح وحماس؟ هذا تقزيم لمعنى ومبنى الوحدة الوطنيه واخذها رهينة لاتفاقيات ترضى عليها فتح وحماس . هكذا اذن يتحفنا الاخ شعث بحقيقة ان النظام المصري الذي قهر شعبه وقسمه لمسلمين واقباط وعرض مصر الى الاحتراب الداخلي وهدر دورها يمكنه ان يوحدنا نحن الفلسطينيين حتى بعد وفاته وقبره! الم تقول لنا حكمة الاجداد ان من يجرب المجرب عقله مخرب. اولم يذهب الاخوة – الاعداء - الى مكة المكرمة وطافوا فيها ومعا حول بيت الله الحرام وعقدوا صلحاً تاريخيا ً لم يعد يتذكره احد ، هناك ، تحت شرفة النبي العربيّ الكريم ؟ ماذا جرى بعد ذلك الصلح المقدس في مكة ؟ سقط 350 فلسطيني صرعى وضحايا الاقتتال بين الحركتيين الكبيرتيين في الساحة الفلسطينية ولا نزال على حالنا بل ان بعضنا لا يزال يبشر الشعب ان الورقة المصرية لم تسقط بعد! لا يوجد اوراق عربية يمكنها ان تستر عورة القيادة الفلسطينية في رام الله ، فهذه الانظمة " يدوب" تستر عورتها هذه الايام ، وهي مشغولة في درء عفاريت الثورة عن ابوابها ونوافذها . على قيادة السلطة الفاسطينية وهي ذاتها القيادة اللاشرعية في م ت ف ، عليها ان لا تبحث عن نظام عربي اخر " تلطي " خلفه او تستقوي به على حركة المقاومة وحتى على حكومة غزة . لان الورقة الوحيدة التي لها وزنا حقيقيا وسياسيا هي الورقة الفلسطينية التي يملها الشعب الفلسطيني مصدر كل الشرعيات وبها فقط نؤسس لوحدة حقيقية وفي كل الميادين ، وحدة تتجاوز الصراع على السلطة والمناصب وتحيا بدفن اتفاق اوسلو سئ الصيت والاسم . المرحلة التي تعيشها الامة العربية يجب ان تدفع كل قوى وفئات الشعب الفلسطيني الى عقد صلحها التاريخي، بعيدا عن النظام العربي الرسمي و" زنقاته " ، وحدة تتحقق في اي مخيم فلسطيني ، في اي مكان داخل الوطن او في الشتات، ان توفرت الارادة الجماعية والادارة الديموقراطية للشان الداخلي الفلسطيني ، وحدة برعاية تحت رقابة شعبية فلسطينية اولا وعاشرا ، حينها فقط ، يمكننا ان ناخذ موقفنا ليس الى الوطن العربي وحسب ، بل الى العالم والقول بوضوح : هذه خارطة طريقنا نحو دحر الاحتلال واستعادة حقوقنا الوطنيه المشروعة