يُتابع شعبنا بإهتمام بالغ الأحداث الجارية على أرض مصر الكنانة ، هذه الأرض الطيبة التي كانت ولازالت منبع للشرفاء الذين كانوا ولازالوا عناوين للتضحية والفداء ، فبرغم حق شعبنا المصري الشقيق في التعبير عن مطالبه وحقوقه الهادفة لتحسين أوضاعهم المعيشية والإقتصادية ، وهي حقوق مشروعة تأتي بناءاً على حاجة الجماهير التي كانت دائماً تحب مصر . إلا أن المؤسف ما نسمعه عبر وسائل الإعلام من قيام البعض من استغلال هذا الأمر ليحول المطالبة بالحقوق إلى مشاريع نهب وسرقة وتعديات على المواطنين وممتلكاتهم وكرامتهم ، وليبدأ قطاع الطرق واللصوص من ركوب الموجة لتنفيذ مخططات المساس بالأمن الاجتماعي في إطار نشر الفوضى حتى تصل البلاد إلى مرحلة الفلتان الأمني . سمعنا نداءات المواطنين ، ومنهم نساء يطالبون الأمن بالوقوف أمام هذه الظاهرة ، وبالتأكيد إن هذه المطالبات تأتي إيماناً من الشعب المصري بأهمية الأمن الذي هو فقط من يحمي البلاد والممتلكات ، فأصحاب الشعارات الرنانة لا يستطيعون توفير الأمن لشعب في ظل أزمة مثل هذه الأزمة ، وتجار السياسة يهربون وقت الشدة ، لكن رجال الأمن هم فقط الذين يشعرون بأهمية أن يكونوا أمام مسؤولياتهم وإيمانهم بأنهم الجزء الأهم في هذه المعادلة بعيداً عن أي تجاذبات أو إصطفافات . إن القرار الحكيم بتعيين اللواء عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية المصرية ، هو انتصار حقيقي لشعب مصر العظيم ، لأن عمر سليمان جاء من قلب الوطن ، وهو ابن المجتمع الفقير الذي عاش قساوة الفلاح المصري وعرف العرق والتعب ، وشاهد آباءه وأجداده في محافظة قنا وهم يركضون وراء لقمة العيش ليشعر أن مصر هي للمصريين ، عمر سليمان من الشخصيات الوطنية صاحب اليد النظيفة والملف النقي ، هذه الشخصية التي تعمل بصمت بدون أضواء الإعلام . لقد حاول البعض أن يسرق هبة الشعب المصري ، ليُصبح بطل على حساب معاناة المواطن البسيط ، ويأتي على ظهر قرار أمريكي يطالب الحكومة المصرية بالديمقراطية ، وكأن هذه الشخصيات آتيه لتخلص الشعب المصري من معجزة ، لذلك فإن أمثال السيد البرادعي لن تكون يوماً ما شخصية محورية عليها إجماع الفلاحين والمثقفين والأدباء وأبناء الشعب المصري ، هذا الشعب الذي يريد شخصية وطنية ضحت من أجل مصر ، وأكلت من رغيف العيش المصري ، وشربت من ماء النيل .إن الانتصار الحقيق للشعب المصري هو كسر الإرادة الأمريكية بخلق بدائل للشخصيات الوطنية المصرية ، والانتصار الحقيقي أيضاً يتمثل في عودة الأمن والاستقرار للوطن الكبير مصر ، هذا الوطن الذي يُعتبر الصورة المشرقة للوطن العربي ، وهو السد المنيع أمام المؤامرات التي تُحاك ضد القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين . نعم لإرادة الشعوب ، ولا للإرادة الأمريكية في فرض رؤية الديمقراطية على المقاس الأمريكي ، فقد أثبتت الولايات المتحدة الأمريكية أنها منحازة لإرادة مصالحها ومصالح حلفائها من أعداء الأمة ، ولن تكون يوماً منحازة لإرادة الشعوب العربية فسياسة الكيل بمكيالين هي التي تظهر اليوم في تصريحات البيت الأبيض التي تريد شعوباً عربية يحكمها قيادات تتحكم بهم الولايات المتحدة بالريموت كونترول .إعلامي وكاتب فلسطينيrm_sh76@hotmail.com