خبر : السلام العادل والشامل في المنطقة ليس من أولويات الإدارة الأمريكية المتصهينة .. بقلم : اكرم عبيد

السبت 20 فبراير 2010 05:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
السلام العادل والشامل في المنطقة ليس من أولويات الإدارة الأمريكية المتصهينة .. بقلم : اكرم عبيد



لقد حاول الرئيس الأمريكي اوباما تحقيق اختراق ولو جزئي في عملية السلام المزعومة في المنطقة وترجمة وعوده الانتخابية ومبادرته العتيدة إلى واقع ملموس على ارض الواقع لكنه فشل بامتياز بسبب تمسك رئيس الحكومة الصهيونية النتنياهو الرافضة للسلام من حيث المبدأ وللمبادرة الأمريكيةويعود السبب الحقيقي لفشل هذه المبادرة لأسباب ذاتية وموضوعية من أهمها ضعف أداء الرئيس الأمريكي اوباما في قيادة إدارته التي كانت ومازالت أسيرة معادلة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية الذي فرض عليه التراجع ألقسري عن مبادرته رغم انفه بعد مقايضته السياسية بالتصويت على مشروع التأمين الصحي الاستجابة الكاملة لمشروع النتنياهو مما انعكس سلباً على الجولات المكوكية للمبعوث الأمريكي ميتشل والذي استثمرته وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون  وتدخلت بشكل مباشر في اجتماع الرباعية الدولية الأخير في بروكسل لإقناع أعضائها بمشروع النتنياهو لفرض المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية للعودة لطاولة المفاوضات دون شروط مسبقة ومن نقطة الصفر وليس من حيث انتهت وخاصة بعد التنازلات المؤلمة التي قدمها رئيس وزراء العدو الصهيوني على حد زعمها في التجميد المؤقت للاستيطان لمدة عشرة أشهر في الضفة الغربية المحتلة باستثناء القدس الشرقية ومضيفاً شرطاً جديداً لشروطه السابقة يتضمن بقاء قوات الاحتلال الصهيوني على الحدود الفاصلة بين الأردن والضفة الغربية المحتلة مقابل بعض الإغراءات لسلطة معازل أوسلو لاستدراجها لحلبة المفاوضات العبثية وفي مقدمتها رفع بعض الحواجز العسكرية من الضفة الغربية المحتلة وإطلاق عدد من أسرى فتح في سجون الاحتلال ومنح السلطة بعض الصلاحيات الأمنية في المنطقة " ا " وستتوج هذه الإغراءات كما يزعمون بإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة في حدود الأراضي المحتلة عام 1967 بعد ضم المستعمرات الكبرى في القدس الشرقية للكيان ضمن حدود جدار الفصل والعزل العنصري ولم ولن تتجاوز هذه الدولة المزعومة حدود المحمية الصهيونية ككيان امني لحماية امن المستعمرات الصهيونيةومن أهم الأسباب الأخرى لتراجع الإدارة الأمريكية في المنطقة فشل الحروب العبثية  التي تخوضها ضد شعوب المنطقة بعد احتلال بلدانها بحجة مواجهة الإرهاب من أفغانستان للعراق وباكستان والسودان والصومال بالإضافة للمشكلة النووية الإيرانية التي أصبحت اليوم بنظر الشريكين الصهيو أمريكي من المخاطر الجدية التي تتهدد مصالحهما في المنطقة وخاصة بعد فشل مجرمي الحرب الصهاينة في خوض حربين ضد المقاومة في لبنان وفلسطين بسبب الصمود الأسطوري وقد تسببت هذه الحروب العدوانية بفشل الاقتصاد الصهيوامريكي وعمقت مأزق الشريكين على الصعيد الداخلي والخارجي لذلك لم تكن عملية السلام العادل والشامل في المنطقة من أولويات الشريكين للأسباب التي تم ذكرها أنفاً لذلك فقد تركزت جولة المبعوث الأمريكي ميتشل الأخيرة في المنطقة على تحريك المفاوضات العبثية لقطع الطريق على تقدم خيار المقاومة والصمود البديل الاستراتيجي لخيار التسوية الفاشل وما يثبت هذه الحقائق زيارة المجرم نتنياهو لمستعمرة معاليه ادوميم قبيل زيارة ميتشل والإعلان بشكل واضح وصريح أن حكومته ستحتفظ بالكتل الاستيطانية الكبرى حتى ولو توصلت حكومته المزعومة مع الطرف الفلسطيني لإتفاق سلام أما وزير الحرب الصهيوني باراك الذي صادق في نفس الفترة على ترسيم معهد جامعي في مستعمرة أرئيل وقال أن المستعمرات باقية في الضفة الغربية المحتلة وكل من يراهن على وقف الاستيطان فهو واهم وهكذا ضربت حكومة الاحتلال اليمينية الصهيونية المتطرفة المسمار الأخير في نعش المفاوضات العبثيةوفي نفس السياق سربت بعض الصحف الصهيونية معلومات على لسان جورج ميتشل أكد خلالها عدم وجود أي رسالة ضمانات للفلسطينيين لأن هذه الرسالة سيعتبرها الفلسطينيين بمثابة اعتراف الإدارة الأمريكية والرباعية الدولية بالدولة الفلسطينية المزعومة وتعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني الضغط على الإدارة الأمريكية للحيلولة دون تقديم مثل هذه الضمانات لإحراج الطرف الفلسطيني وحشره في زاوية قاتلة ليرفض المبادرة  المزعومة ويصبح الطرف الصهيوني هو الأحرص على التسوية مع العلم إن سلطات الاحتلال الصهيونية المتطرفة هي التي تسعى جاهدة لإفشالها وبكل المقاييس لرمي الكرة في الملعب الفلسطيني لاستثمار عامل الوقت لنهب المزيد من الأراضي لبناء وتوسيع المستعمرات  ومصادرة المزيد من المنازل في القدس لفرض الأمر الواقع عليها وهذا يعني بصريح العبارة أن سلطات الاحتلال مازالت غير مؤهلة للسلام وليست شريكاً بسبب مواقفها اليمينية المتطرفة وفي هذا السياق لم تنكر السلطة الفلسطينية فشل المبادرة الأمريكية في وضع حد للصراع في المنطقة بعدما احتكرت عملية التسوية على قاعدة الانحياز للسلام الصهيوني المستند لخيار القوة العسكرية المحتلة وليس للسلام العادل والشامل المستند للقرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية بعد حرمان الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين من مشاركتها الفاعلة في عملية السلام العادل والشامل في المنطقة لغاية صهيو يدركها الجميعلذلك فالإدارة الأمريكية  تتحرك اليوم وبشكل فاضح لتسويق المواقف الصهيونية اليمينية المتطرفة لحكومة المجرم نتنياهو لتحقيق أهدافهم العدوانية من الضغط على معظم الأنظمة العربية المهرولة للتطبيع مع العدو الصهيوني والاستقواء بهذه الأنظمة للضغط على سلطة معازل أوسلو للاعتراف بما يسمى يهودية الكيان الصهيوني وضم الكتل الاستيطانية إليه والاحتفاظ بالقدس كعاصمة أبدية لهذا  لكيان اليهودي الموعود بعد فرض ما يسمى مشروع تبادل الأرض الذي سيفرض بدوره تبادل السكان كمقدمة للتخلص من أهلنا في المثلث والجليل والنقب والساحل وسكان القدس لطردهم من ديارهم لمحمية معازل أوسلو بالرغم من الرفض الخجول لرئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته ابومازن لهذه الشروط الصهيونية والدعوات الأمريكية للعودة للمفاوضات العبثية فقد أكدت مصادر صحفية صهيونية أن المفاوضات السرية مستمرة بين الطرفين برعاية أمريكية مصرية بالرغم من تعثر المفاوضات العلنية للخروج علينا بالمستقبل القريب باتفاق اخطر من اتفاق أوسلو التصفوي  لذلك لم يكن إستكلاب النظام المصري على المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بشروط الرباعية الدولية المتصهينة من خلال الضغط على الفصائل الفلسطينية المقاومة وتشديد الحصار على أهلنا في قطاع غزة لتوقيع الورقة المصرية المشبوهة إلا جزء لا يتجزأ من هذه المؤامرة الصهيو أمريكية الخبيثةومن المحتل إذا فشل النظام المصري في ألضغط على قيادة حماس بالتوقيع على الورقة المشبوهة تحريض العدو الصهيوني على توجيه ضربة عسكرية ثانية لقطاع غزة بعد تشديد الحصار علية معتقدين ومتوهمين انه الحلقة الأضعف بين قوى الصمود والممانعة التي تتعرض للتهديد والوعيد لكسر إرادة شعبنا وتحريضه على قوى المقاومة بحجة رفضها توقيع الورقة المصرية لتمرير المشروع الصهيوني متجاهلين أن المعادلات اليوم تغيرت بعد هزائم العدو الصهيوني المشهودة في لبنان وفلسطين وبالرغم من هذه الهزائم تعمد مجرمي الحرب الصهاينة اغتيال القائد محمود المبحوح في الإمارات العربية بدعم غربي فاضح إلا رسالة واضحة المعالم والأهداف الصهيو أمريكية لقوى المقاومة والصمود والممانعة وبتواطؤ معظم الأنظمة العربية المهرولة لتصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها النظام المصري المشبوهakramobeid@hotmail.com