خبر : الحب ممنوع في غزة /بقلم:ماجدة البلبيسي

الإثنين 15 فبراير 2010 01:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحب ممنوع  في غزة /بقلم:ماجدة البلبيسي



ما أن وطأت أقدامنا احدى المطاعم في مدينة غزة في محاولة للترفيه عن أنفسنا من عناء ومشاق الحياة اليومية واقتناص ساعتين من هذا اليوم للاستماع برفقة مجموعة من الصديقات ، وقضاء بعض الأوقات وسط الطبيعة الخلابة للترويح عن أجسادنا ونفوسنا حرارة هذا اليوم الذي يصادف " يوم الحب " وإلا فوجئنا بأن المطعم على غير عادته خاويا من الزبائن والناس ، ما دفع فضول بعضنا للسؤال عن سبب ذلك ، فكان الرد من  قبل أحد مقدمي الخدمة بأن الاحتفال بالحب ممنوع اليوم وجاءتنا تعليمات بعدم استقبال من يلبس أو يحمل اللون الأحمر ، لم نبدي استغرابا بالأمر في ظل حالة محدودية  الحريات في قطاع غزة ، منذ فترة طويلة ، وما هو المانع أن نحتفي ولو تقليدا للآخرين بهذا اليوم ، أليس من حقنا كشعب أنهكه وأعياه الحصار والدمار والفراغ السياسي ، والإحباط اليومي والأزمات المتلاحقة التي يكابدها المواطن الغزي في ظل انعدام فسح الأمل ، والحياة والتمتع بأبسط الحقوق الآدمية حيث لا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب ولا متنزهات ولا سفر ولا ترفيه واللاءات كثر في هذا الشأن بأن يتمتع بهذا اليوم ولو من قبل الترفيه والتقليد ...؟ تساءلت  في نفسي ما هو الشيي الذي غدا مسموحا في هذه البقعة الصغيرة من أرض الوطن ، أعي جيدا بأن أعيادنا الشرعية ثلاثة ، هم عيد الأضحى وعيد الفطر ويوم الجمعة المبارك ، ولكن ماذا  يضير بأن نحتفل بهذا اليوم الذي يمثل  دعوه للحب والود والإخلاص والتوحد فهي من المبادئ والقيم الإنسانية  السامية ، التي يسعي كل فرد لتحقيقها في حياته فبدون الحب كيف يمكن أن تستقيم الحياة ، حتى الحيوانات تأتلف قلوبها ولديها مشاعر تعبر عنها ، فلماذا يحرم المواطن الغزي عنوه بأن يحتفي بهذا اليوم ، نحن مجتمع مسلم بالتأكيد ونحافظ على شعائرنا الدينية ولكن في نهاية الأمر أن الدعوة للفضيلة يجب أن تكون بالحسنى استنادا لقول الحق سبحانه وتعالي " وجادلهم بالتي هي أحسن " فالأصل في إسداء النصيحة  والهداية هو إتباع الطرق المحببة وليست المنفرة حتى لا يكون كل شيء ممنوع مرغوب . لم اتفق مع  الكثير ممن كتب بأن هناك مظاهرا ليوم الحب في قطاع غزة ، لأنني كنت  شاهد عيان في أكثر الأحياء  و المناطق حيوية في القطاع وهى  الرمال التي تكتظ بالمحلات التي تبيع الورود والزهور ولكن اليوم لم أري مظاهر واضحة لهذا اليوم مثل السابق ، وأن هناك حالة من التوجس والحذر حتى لدي بائعي الزهور ومحلات الإكسسوارات والمحلات التجارية . وحتى لا يساء ما قصدت من وراء كتابة مقالتي بأنني من دعاة الاحتفاء بالبدع ، ولكن يبقى هناك هامشا من الحرية الشخصية للافراد للتعبير عما يجيش في دواخلهم من مشاعر ، فطريق الحلال بين والحرام بين . فماذا يضير أن نكون مثل العديد من الدول العربية التي تحتفي بهذه المناسبات فهناك على سبيل المثال يوم عيد الربيع الموافق في الحادي والعشرين من آذار فهو يوم للأم واعتاد الجميع أن يحتفي بهذا اليوم بطرق مختلفة وفاء لأمهاتنا التي تستحق الوفاء في كل الأوقات ولكن درج الناس على اعتبار هذا اليوم بمثابة يوم مميز في حياة أمهاتهم فالعادة في بعض الأحيان تصبح تقليدا راسخا ومرسخا في عقول الناس .