خبر : وقفة إكبار لنشر ثقافة الوعي والموضوعية التي أسس لهما الاعلام الفلسطيني ...د. نهى العايدي

السبت 13 فبراير 2010 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
وقفة إكبار لنشر ثقافة الوعي والموضوعية التي أسس لهما الاعلام الفلسطيني ...د. نهى العايدي



  شاهد الكثيرون برنامج "عل المكشوف" الذي بثتة فضائية فلسطين مساء الجمعة12/2/2010  ، لأن القضية التى طرقت في هذة الحلقة حساسة للغاية، ولكن ليست هي موضوع تعقيبي حيث قيل فيها الكثير.         ولكن ما أود طرحه يندرج في محورين :- المحور الاول: التطور والتحسن الذي طرأ على التلفزيون الفلسطيني وفضائيته في الجرأة على طرح القضايا وملامسة عقل  المواطن الفلسطيني واحترام تفكيره، وهذا يحسب بكل تقدير لكل من يقوم على  هذه الموسسة بحلتها الجديدة، ممثلة بمشرفها العام الاستاذ ياسر عبدربه. المحور الثاني : الجرأه الاعلامية والتعبئة الفكرية التي هي من أهم صفات ومقومات الصحفي الوطني المسؤول ومن أبجديات  الأصوات الحرة غير المأجورة، فالطرح الموضوعي الذي قدمه الصحفي ناصر اللحام في حلقة اليوم هو بمثابة قرع الأجراس للتأسيس لنشر الثقافة  الواعية في التعاطي مع الامور وبالأخص الأكثر حساسية للرأي العام الفلسطيني, دون مجاملة أو تملق أو تشهير. لأنه كما يقول المثل الفلسطيني"عندما يقع الجمل تكثر السكاكين" الا أن الحس المسؤول الذي خاطب فيه  جمهور المشاهدين كان مستمدا من المخزون الثقافي والمعنوي والوطني الذي يتسلح به كل فلسطيني، وهذا المنطلق هو الذي لطالما نادينا به في التأسيس لثقافة حوار هادئ متزن يحترم المحاور الجمهور بعقلياتهم المختلفة ومشاربهم السياسية. ويطرح المحاور ما يريد قوله برزانة ومنطقية وصدق دون جعجعة وتخوين وشتائم أو خوف من غضب أو استفزاز لأحد. ما أحوجنا اليوم إلى هذا النهج في كل مؤسساتنا و ليس الاستسلام الى الإرهاب الفكري والاداري والخوف ممن هم أعلى بحكم الصدفة والمحاباة, بل تأسيس نهج المكاشفة الواعية والمحاسبة وتحمل المسؤولية . فالإبداع لا يتوقف عند عمل فني أو أدبي، بل ان التأسيس لنهج إعلامي واع يصنف في أعلى درجات سلم الإبداع, والطريقة التي طرح فيها الموضوع حديث الساعة جاءت في إطار التثقيف الوطني، وتعزيز الصمود من خلال طرح فكري مغاير للخطابة والبيانات التي لطالما ضجرها ومل منها الجميع، فالخطاب الاعلامي- في ظل انتشار  الصحافة الالكترونية والصالونات المباشرة- أصبح أقوى وأقصر الطرق للتعبئة الفكرية من الكتب و المنشورات والمؤتمرات التي يقرؤها أو يحضرها النخبة أو من يدعون أنهم النخب الثقافية.   وإذا اتفقنا أن مثلث التعبير يعتمد على ثلاث أدوات استفهام :  ماذا تطرح ؟  ومن تخاطب ؟ وكيف تخاطب ؟ فأنت نجحت بتفوق في الإجابة على ماذا، فالقضية حديث الوطن والمواطن. أما الفئة الموجه لها الحديث فهي  جميع الشعب. وكيفية الطرح لاءمت بل ودخلت في عقول وقلوب  ومشاعر كل من شاهدك وسمعك لذا فأنت استطعت الامساك باطراف التعبير وأقنعت.... ولامست الروح الوطنية والنضالية لكل مواطن وأعطيته غذاء فكريا ووطنيا ، وعززت روح الإرادة والصمود والثبات والانتماء ،ودعمت المناعة الوطنية التي ما فتئ المحتل إضعافها و ضرب روح الإرادة والصمود والمقاومة.   وفي نهاية المطاف فإنه لايصح الا الصحيح, ومهما تلبدت الغيوم في سماء هذا الوطن فبعدها تبزغ شمس تبشر بيوم جديد، لإن الجميع يثقون بحكمة وسداد الرأي الذي يتمتع به سيادة الرئيس.. فنحن معك ياأبا مازن ماضون نحو الحرية والاستقلال والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.                                   أستاذ مساعد جامعة القدس المفتوحة