خبر : "قـصّة الشريط".. القذيفة الأولى في معركة الإعلام القــذرة!! .. بقلـم: عبد الناصر النجار

السبت 13 فبراير 2010 09:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"قـصّة الشريط".. القذيفة الأولى في معركة الإعلام القــذرة!! .. بقلـم: عبد الناصر النجار



القضيّة ليست شريطاً مصوّراً، وليست خدمات إصلاحية يقدمها الاحتلال للفلسطينيين.. إنها، ببساطة، نيران الـمعركة الإعلامية بالأسلحة الثقيلة، هدفها الأوّل؛ القيادة الفلسطينية.. وعلى رأسها الرئيس.الإعلام الإسرائيلي يُستخدم، عَـلَناً، وبصورة مكشوفة، لقيادة هذه الحرب، التي تستهدف القضية الفلسطينية سياسياً، والأرض الفلسطينية مصادَرَةً، والقيادة للتنازل.ولكن، السؤال الـمطروح أمام الجماهير الفلسطينية؛ هل سينتصر الاحتلال في حربه الإعلامية؟ أو، بطريقة أخرى؛ هل سنساعد العدوّ في تحقيق انتصاره الإعلامي، وحصد ثمار ذلك من خلال تفتيت الـمجتمع الفلسطيني، وحرفه إلى زاوية الالتهاء، وبثّ الفتنة الـمجتمعية، والنيل من قدرته على الصمود؟؟!!اليومان الـماضيان، أكّـدا، دون شك، أنّ إسرائيل، من خلال استخدامها إعلامها الـموجَّه، ترغب في إعادتنا للـمربّع الأول، وإيهامنا بأننا شعبٌ لا يستحق دولة أو استقلالاً.. من باب أنّ جميعنا فاسدون ومفسدون، ولن تُحقِّق ذلك إلاّ بضرب الرأس، حتى يستكين الجسد جثّة هامدة..!!جماهيرنا الفلسطينية مطالبة بأن تعي حجم الـمؤامرة، وأن تساهم في مزيد من الصمود للقيادة السياسية.. ومن أجل ذلك، لا بد من تفنيد هذه الحملة الإعلامية الـمسعورة، من حيث: التوقيت، الهدف، مصدر الـمعلومات.أمّا من حيث التوقيت؛ فإنّ الحرب الإعلامية بدأت منذ أن أعلن الرئيس أن لا مفاوضات مع مواصلة الاستيطان.. ورغم، أولاً: محاولات الإغراء بكافة أشكالها، التي حاولت سلطات الاحتلال تقديمها، وثانياً: محاولات الضغط التي مورِست من تل أبيب وواشنطن، وغيرها من العواصم الغربية، إلاّ أن الرئيس أصرّ على مواقِفِه.. ومن هنا بدأت حملات التشكيك، ثم تصعيد ذلك إلى وصف أبو مازن بأنّه أصبح غير ذي صلة، وصلت حتى التهديد بالحصار، وغيره..!!وهنا، يصبح التوقيت عاملاً حاسماً في محاولة الحصول على تنازلات سياسية، من خلال الاعتقاد بأن الاعتداءات الإعلامية، ستؤدي إلى التنازل، وهذا لن يحصل فيما إذا قرّر الشعب الفلسطيني ــ وهو مطالب بذلك، اليوم ــ الصمود أمام هذه الـموجة العاتية.أما بالنسبة للهدف الأشمل من هذه الحرب، فهو تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، بل ربما محاولة نفي الصبغة الجمعية عنه.. بمعنى؛ أنه لـم يعد يمثّل شعباً، وإنّما مجموعة من الجماعات ذات الـمصالح الـمختلفة، التي يبحث كلٌّ منها عن مصالحه وملذّاته الشخصية.يليه، هدف جرّ الشارع الفلسطيني للالتفات إلى قضايا تحمل تناقضات داخلية ــ رغم خطورتها وأذيّتها لنا ــ لتنال من قضيتنا الوطنية الجامعة، ودماء شهدائنا، الذين سقطوا من أجل الوطن.الإعلام الإسرائيلي يحاول بثّ صدمة قوية في أوصالنا، ولعلّ نظرية الإعلام القائمة على مفهوم الرصاصة التي استخدمها الإعلام الهتلري في حينه، والتي تقوم على أنّ الـمعلومة مثل الرصاصة، تُطلَق فتصيب.. بمعنى؛ أنّ الـمتلقّي يتأثّر بها تلقائياً وسريعاً، ويكوّن رأياً عاماً حولها.. وبالتالي، فإنّ ما نُشِر من معلومات كان يهدف إلى خلق رأي عام فلسطيني سلبي ومحبط، لتهشيم ما يتبقّى فينا من قوّة وإيمان بعدالة قضيتنا الوطنية.وبالنسبة لـمصدر الـمعلومات، فإنّ إسرائيل تبني روايتها الـمنسوجة بإحكام، من خلال تجميع معلومات من مصادر خائنة، مشوّهة، كارهة، غاضبة، متساقطة.. وبالتالي، توجه هذه الشائعات، ككرة الثلج، نحو الجسد الفلسطيني، ونحن نقول، إنّ الإشاعة، في أساسها، معلومة تمّ تشويهها، فأصبحت كالخلايا السرطانية التي تضرب دون هوادة..!! على الشعب الفلسطيني، أيضاً، أن يدرك أنّ القائمين على الحملة الإسرائيلية هم، في الأساس، الـمستوى السياسي والعسكري.. وتأكيداً على ذلك، لا يمكن لوسيلة إعلام إسرائيلية أن تنشر أيّة معلومات دون أخذ موافقة من الرقابة العسكرية الإسرائيلية، وهذا أمر معلوم.. وربما إسرائيل هي الكيان الوحيد الذي ما زال فيه الرقيب العسكري متواجداً بقوّة.إضافة إلى ذلك، فإنّ الـمعلومات التي تسربت من الجانب الإسرائيلي تؤكّد أنّ حكومة نتنياهو استعانت بالخبير الإعلامي نفسه، الذي قاد الحملة ضد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ليقود الحملة ضد الرئيس محمود عباس.. وهو الذي ساهم، عملياً، في الإشراف على نشر الشريط الـمصوّر.. واعداً بمزيد من الحرب الإعلامية، داخلياً وخارجياً..!!ختاماً؛ لا بد من الاعتراف، أيضاً، بأن الاحتلال يستفيد من أخطائنا وخطايانا.. وبهذه، لا بد من إعادة النظر، بجدية وشفافية كبيرة، في كفاءة مَن يتبوّأ الـمناصب الـمهمة، خاصة أن الإنسان يأخذ أهمية من صفته الاعتبارية، وليس من شخصه.. وعندما يصبح شخصية عامة اعتبارية، عليه التأكد من أنّ حياته لـم تعد ملكاً له.. وأن أخطاءه مؤثّرة على الـمجتمع بشكل كامل.ومن هنا، لا بد من إعادة مبدأ الـمحاسبة، وعلى كل الـمستويات.. مَن أصاب فليُكافَأ، ومَن أخطأ فليُحاسَب دون تأجيل أو تسويف.. دون هذا الـمبدأ، ربما سنواصل دفع أثمانٍ، نحن في غنى عنها!!. a