حللنا والسيد/ محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة رام الله أمس الأربعاء الموافق 10/2/2010م ضيوفاً منفصلين ومتتابعين على نشرة أخبار الساعة 9 مساءً لفضائية القدس للتعليق على العدوان الصهيوني على مخيم شعفاط بمدينة القدس، فقال كلمات مبعثرة وغير متناسقة مع بعضها البعض لا تتوازى وحجم المعاناة التي يعانيها شعبنا الفلسطيني في مخيم شعفاط ومما قاله: "إن الهدف من وراء ذلك هو تقويض الدولة الفلسطينية، لي ذراع السلطة الفلسطينية كي تقبل بالإملاءات الفلسطينية ونحن لا نريد العنف من أجل العنف بل نختار أدوات النضال فالحكمة في المقاومة السلمية ولا نريد استغلال العواطف ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما صبر في مكة"، وبعدها سألني المذيع ما رأيك بما قاله السيد الوزير؟ ولضيق الوقت قلت لقد استشهد بشيئ ليس في موضعه ولا في مكانه؟؟ وأكملت الجانب السياسي في السؤال؟؟ وفور انتهائي من المقابلة وجدت في نفسي غصة كيف يقوم السيد محمود الهباش بالاستشهاد بسيرة النبي محمد وكيف زج بهذا الاستشهاد في غير موضع ولا مناسبة ولا حتى وجه مقارنة بينهما، فوجدت نفسي ملزماً على الرد عبر مقالي هذا :- سيد محمود إن النبي كان في فترة دعوته الأولى وحيداً ثم أسلم معه العديد من الصاحبة الكرام ومن طبقات مجتمعية وإن كان الغالب عليهم من الطبقة المكلومة والمضطهدة في المجتمع المكي وكانوا قلة بالنسبة لسكان مكة فكان حرص النبي بعدم منازلة ومقارعة كفار قريش كي لا يتم القضاء عليهم فلا يقوم للإسلام قائمة وهذا ظهر جلياً في غزة بدر الكبرى عندما وقف النبي يدعو الله قائلاً "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم"ومع ذلك وفور تمكن النبي من امتلاك وسائل القوة ومع اختلاف المقارنة بما لديه من عتاد عسكري وما يملكه الأعداء إلا أنه في غزوة بدر الكبرى وافق على القتال وبدأ بتحريض أصحابه والقصة لديك؟ أما نحن اليوم فكم نملك من الرجال وكم نملك من العتاد على جميع الصعد الإسلامية والعربية والفلسطينية أليس عندنا رجال لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها أليس عندنا نساء تدفع بفلذات أكبادها إلى الوغي وميادين الجهاد وهي مسرورة وتنظر لتعلي الزغرودة عند سماعها نبأ استشهاد ولدها ألم نصدر الانتفاضات لدول العالم وخاصة الكتلة الشرقية في بداية التسعينات ألم تفرض كلمة الانتفاضة على القاموس الدولي بفعل المجاهدين والمقاومين من أبناء هذا الشعب المعطاء اذا المعادلة تغيرت وعندنا ما نستطيع به مقارعة المحتل وكسر شوكته ولنا في استقلال الدول التي احتلت من الغزاة على مدى العصور السابقة العبر والدروس فلم يكتفوا بالمقاومة السلمية بل حملوا السلاح وأجبروا المحتل على الخنوع والاعتراف باحتلاله لأرض الغير ومن ثم خروجه صاغرا. - سيد محمود هدف النبي من فترة مكة هو إعداد جيل قوى روحانياً وإيمانيا؟ً وعقائدياً يعده لمناكب الدهر والابتلاءات والخطوب والمحن، ولعلك درست هذا جيداً فيما سبق وما أن أذن الله بالقتال انطلقوا كالفرسان لا يقف في وجوههم أحداً مهما علت مكانته أو اشتد بأسه إلاّ خرّ صريعاً أمامهم أو فر قبل أن يصلوا إليه من الرعب الذي دبه الله في قلوب الأعداء.- سيد محمود، هدف النبي من فترة مكة، إيجاد أرض صلبة يأوي إليها ليقيم شعائر الدين الإسلامي يثبت أركان دولته عليها بعد أن صد في مدينته فحاول في الحبشة والطائف لكنه عاد بعد أن خذله أهل الطائف ثم مكن الله له من أهل المدينة، فأعد العدة وكون الجيش وانطلق ملبياً حي على الجهاد حتى مكن الله له في أرضه، ونحن لنا من الأنصار والأحباب الملايين التي قد تدعمنا بالرجال والمال والسلاح ولنا فئة نأوي إليها بل جماعات وجماعات، فلسنا وحيدين على هذه الأرض فأرض الله واسعة وأهلنا من بني وطننا لنا ذخراً وسنداً ناهيك أهلنا وبني عروبتنا وإسلامنا الذين يتمنون أن تفتح السدود والحدود لينافسونا الأجر العظيم في مقارعة أعداء الله المحتلين لأرضنا والمنتهكين لحرمتنا.- سيد محمود، لم يمتلك الرسول في مكة ساحات للتدريب وتخريج أفواج المجاهدين والمقاتلين بل كان يلتقي بهم سراً في دار الأرقم ابن أبي الأرقم بينما نحن وبحمد الله نملك المجاهدين وساحات الإعداد والجهاد على طول أرضنا الفلسطينية ولنا المدد العربي والإسلامي بل لنا الجيوش الإسلامية والعربية إن أحسنا العلاقة معها وشاركناها هنا وقضيتنا.- سيد محمود، لم ينكر النبي على بعض أصاحبه في إعلان إسلامهم جهرة في وضح النهار وفي وسط الكعبة وبين حشود وجموع الكفار فهذا الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، خرج ونطق بالشهادتين أمام الجميع وضرب ضرباً مبرحاً ومع ذلك لم ينكر عليه الرسول فعلته وهذا أسد الله حمزة بن عبد المطلب الذي دخل على أبي جهل في الكعبة ووجده جالسا بين القوم، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له: (أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول؟... فرد ذلك علي إن استطعت)، وهذا عمر بن الخطاب يخاطب النبي فقال: يا رسول الله علام نخفي ديننا، ونحن على الحق ويظهرون دينهم وهم على الباطل. قال: يا عمر إنا قليل قد رأيت ما لقينا. فقال عمر: والذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا أظهرت فيه الإيمان ثم خرج فطاف بالبيت ثم مر بقريش وهي تنتظره فقال: أبو جهل بن هشام: يزعم فلان أنك صبوت. فقال: عمر اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فوثب المشركون إليه ووثب على عتبه فبرك عليه وجعل يضربه وأدخل إصبعه في عينيه فجعل يصيح فتنحى الناس فقام عمر وجعل لا يدنو منه أحد إلا أخذ بشريف من دنا منه حتى أعجز الناس واتبع المجالس التي كان يجالس أهلها فيظهر الإيمان ثم انصرف إلى النبي وهو ظاهر عليهم، وعندما هم بالهجرة وصعد ونادى في جميع من الكفار قائلاً " إنى مهاجر غداً فمن أراد أن تثكله أمه أو ييتم أولاده فليلحق بي خلف هذا الوادي "وها نحن اليوم يتكرر بنا أمثال هؤلاء الصاحبة فهاهم المجاهدين يتقدمون الصفوف يذيقون العدو الضربات تلو الضربات وها هو العدو يجند العالم بأسره معترفاً بعجزه أمام ضربات المجاهدين فكم من مؤتمر عقد للنيل من المقاومة الفلسطينية بل كم من قرارات اتُخذت لحصار وتجفيف منابع المقاومة وكم من اجتماع سري وعلني عقد لملاحقة المجاهدين والمقاومين وضربهم واعتقالهم وتسليمهم.- سيد محمود، فلتعتذر لرسول ولتعتذر للمقاومة الفلسطينية الأبيّة التي تتخذ الرسول قدوة لها في جميع مراحلها السرية والعلنية، ولتحترم عقول المشاهدين ولتصون العلم الذي تعلمته وتوقفه لله ولرسوله خالصاً وصادقاً، فعمر الانقسام قصير وعمر الوفاق طويل وآت قريباً فحينها لا يجد نبات الهالوكّ له أرضاً ولا عشبا... ولا تجد سمكة الريمورا لها بحراً ولا قرشاَ؟؟ والسلام على نملة وهدهد سليمان.