يوم سيبقى محفورا في ذاكرة التاريخ الفلسطيني ، يوم قفز على المناسبة التي اعد لاجلها ، ذكرى إعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني ، ليحيلها لذكرى اعادة انطلاق المقاومة الشعبية ، المقاومة التي لا تعرف المساومة كما أراد لها الشاعر الفلسطيني الغزاوي والمناضل الكبير معين بسيسو الامين العام الاسبق للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة ,حزب الشعب الفلسطيني حاليا، في هذا اليوم الاغر عاد معين بسيسو لسماء غزة رفرف بجناحه الاحمر كمارد الحكايات القديمة ، عاد معين بسيسو بصولته بثورته بعشقه للحسناء غزة ليهتف في شعبه الذي اذله الجوع و اثخنته الجراح : أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح ... إن عهد الموت قد زال … هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة ... فنهوضا إلى النضال نهوضا لا يعيش البركان تحت الرماد لم يكد سكان غزة يسمعون النداء ، نداء المارد الذي نفض عنه الغبار فتحدى الموت و الزمان و المكان حتى عانق الضحايا الضحايا ، و اشتبكت الايادي بالايادي لترسم بجوعها ، باصفادها ، بدموع اطفالها على سماء غزة خريطة للوطن ، وطن لا مجد فيه الا للمقاومة ، لراية الاصرار الشاهقة ، للموجة الحمراء من الصيحات المعلقة على الشوارع الممزقة . عاد معين لغزته الحسناء ليجدها دائما طاهرة وفية ، رغم الجوع و الظلام لم تهب مصباحها لزيت خائن ولا فراشها لمغتصب آثم ، دموعها لم تزل حمم بركان و نبض قلبها مثل الزلازل ، لم تقبل سوط جلادها كجارية بل ظلت حرة عنيدة لا تلين لاي طاغية . ايها الحسناء غزة ، لم يعد شعبك حزين سجين ، مدي يدك ايتها البهية و التقطي فجر الحرية إنه بين انقاض السنين فانبشي قبره بايدي المعذبين ، بالشوك ، بالاظافر بسلاح المغدور في الازقة و الخنادق بدمعة الام التي ثكلت ابنها بيد اخيه بدم قلبها المدبوح مرتين .ايها الحسناء غزة عاد حبيبك عاد ، من موج بحرك الهادر ... من بين الطلقات الطائشة ... من القلوب الحائرة المرتعشة ... من فوهات البنادق العمياء ... من جحافل الضياع الزاحفة ليرفع الستار عن المجازر ...عن وجه كل ثائر ... عن اسمك المهيب ... يا صخرة من اللهيب و غابة من السواعد ، يا بندقية البنادق و خندق الخنادق ، هذا صياح الثائرين يوقظ الرصاص في البنادق ، يؤجج الرياح في الحرائق انهضي يا غزة فراية النصر توشك ان تقبل هامة المحارب ...السماء تمطر حمما حمراء .. لقد انتهى عطش المقابر ولن تقتاتي بعد اليوم على اشلاء الضحايا، او تشربي من دم المعذبين ، فقد نضجت السنابل و جراح ابنائك شقت على ارضك الجداول ... فافتحي يا غزة دروبك للفجر القادم