خبر : نتنياهو لايريد السلام ويخشى المغامرة بالحرب..! ..بقلم : واصف عريقات

الأربعاء 10 فبراير 2010 12:05 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نتنياهو لايريد السلام ويخشى المغامرة بالحرب..! ..بقلم : واصف عريقات



لا يختلف اثنان على صحة كل ما قيل عن نتنياهو وحكومته ووزير خارجيته ليبرمان وعن حجم ما يملكانه من مخزون تطرف وحقد وكراهية  تجاه العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، بدى ذلك بشكل واضح في لحظة بلغت ذروتها من التأزم عند الناخب الاسرائيلي ورغبته في التخلص من قيادته السابقة حيث استغل نتنياهو فرصة محاكمة رئيسها "ليبرمان" بتهمة الفساد ولعب على وتر رفع سقف الوعود والعهود وفي مقدمتها تخليصهم من الوضع القائم واسترداد هيبة المؤسسة العسكرية وأكثر من ذلك القضاء على التهديد النووي الايراني ومحاربة الإرهاب، وبتلاعب مفضوح  بالمفردات تحدثوا عن السلام في الشرق الأوسط، وبنية دفع الفلسطينيين الى التسليم بسياسة الأمر الواقع وفرض الحقائق بمصادرة الأرض وتهويد وأسرلة القدس وصهينتها.  لم يتعلم نتنياهو من فشل تجربته السابقه ولم يقرأ الواقع على حقيقته وأن الاعتماد على القوة العسكرية في مواجهة الشعوب لا يجلب الا الدمار ولايفرض الاستسلام، ولم يعر أي انتباه لتقارير لجان التحقيق السابقة ولم يدرك ان مضمون هذه التقارير والتوصيات التي ذيلت بها تحتاج الى عشرات السنين لترميمها، كما لم يستمع لخبرائه وباحثيه عندما نوهوا له بذلك، لذلك نجده مترنحا، صقر جارح (يؤيد تهديدات ليبرمان العدوانية) عندما يعيش في عالم الماضي، وحمل وديع عندما يتراجع عنها ويدعي بأنه يقبل بالمفاوضات المشروطة(بدون شروط مسبقة)، لم يخرج نتنياهو من جلده ولم يغير من قناعاته أو أهدافه، لكنه يتلون وينحني للعاصفة خاصة حينما يسمع وزير حربه يقول بأن الحرب ستنتقل (الى داخل مدن اسرائيل) وأنه أي وزير الحرب باراك لايتوقع للجيش الاسرائيلي نصرا جارفا يمنح اسرائيل موقع قوة سياسية اذا رفضت اسرائيل وشرعت للحرب، وبعدها لن يكون مجال لمفاوضات على السلام، وما يزيد الطين بلة ما  يلمح به بعض رؤساء أجهزة الأمن الاسرائيلية ويبدون شكوكهم في جاهزية الجيش الحقيقية للحرب وأهم منها جاهزية الجبهة الداخلية، والبعض الآخر يوضح بأن أي حرب تبادر اليها قيادتهم في الوضع الراهن ستلحق بهم ضررا فادحا. وعلى صعيد متصل يدرك نتنياهو حجم معاناة الحليف الأمريكي من جراء تورط جيشه في العراق وأفغانستان وأنهم لا يريدون مزيدا من المعاناة ويسعون للخلاص من هذا الوضع الشاذ الذي أعادهم لورطاتهم السابقة في فيتنام، بالاضافة لمشاكلهم الداخلية خاصة الازمة الاقتصادية، وادارتهم لأزمة التهديد النووي الايراني وتأثيرها السلبي على علاقتهم بروسيا(اضافة لأزمة الدرع الصاروخي وتمدد حلف الناتو) والصين (تسليح تايوان والنت)، وعدم قدرتهم على التقدم للأمام في مجال تحسين صورتهم وعلاقاتهم مع بقية دول العالم خاصة الاسلامي، في نفس الوقت لم تعد ثقة الحليف الأمريكي بقدرات الجيش الاسرائيلي كما كانت في الماضي، بسبب تراجع أدائه خاصة في حروبه الأخيرة، مما يؤدي الى الإعتماد أكثر على السلاح الأمريكي وهو ما تحدث عنه بشكل غير مباشرعدد من الخبراء والمحللين ومراكز الأبحاث الأمريكية. وفي سياق آخر يدرك نتنياهو أن زمن خداع العالم قد ولى وأن أساليبه المستخدمة لا تساعده على الخروج من العزلة الدولية، كما لاتعفيه من دفع الاستحقاقات التي يجمع عليها المجتمع الدولي، لذلك فأمله ضعيف في تعاطف هذا المجتمع معه عند شن عدوان جديد، فلا غرابة في تصريح نائب وزير خارجيته "داني أيالون" بأن اسرائيل لا تهدد أحدا وذلك أثناء الندوة التي عقدت في منتدى الأمن بمدينة ميونخ بألمانياتحت عنوان "الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط". لم يخب ظن تسيبي ليفني رئيسة"كاديما" في توصيفها لحكومة نتنياهو حيث قالت عنها"حكومة نتنياهو كما تبدو من تركيبتها ومن تصريحات رئيسها أنها حكومة بلا طريق سياسي ستصل الى الباب الموصود في القضايا الأساسية المهمة"، وفي المجال العسكري خلفت تسيبي ليفني ومعها وزير الحرب باراك ورئيس الوزراء السابق اولمرت ارثا ثقيلا من الاخفاقات وبسببها أغلقت في وجههم المطارات،      وأصبح همهم الأكبر كيف يفلتون من العقاب كمجرمي حرب، وهو ما زاد من ضعف نتنياهو وكبح جماحه ويضعف قدرته على التخلص من مآزقه الداخلية والخارجية بتصديرها عبر الحرب كما كانت تفعل كل القيادات العسكرية السابقة خوفا من ان يقوده سعيه للخروج من هذه المآزق الى مآزق أكبر.    فلسطينيا وعربيا هذا وحده لا يكفي ولا يجب الإعتماد عليه، فحينما يتراجع العدو يجب أن نتقدم.  كيف نتقدم...؟؟؟ هذا يحتاج الى مؤتمرات وورش عمل تدرس وتناقش وتغني النقاش وترسم الخطط وتستخلص التوصيات التي تؤسس عليها القرارات. خبير ومحلل عسكريwaseferiqat@hotmail.com