خبر : الطلقة الحقيقية خرجت....! ... نواف الزرو

الثلاثاء 09 فبراير 2010 06:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
الطلقة الحقيقية خرجت....! ... نواف الزرو



 اعلان نتنياهو وباراك معا حول اهمية المفاوضات والسلام مع سوريا، ومحاولتهما التخفيف من حدة التصريح الحربي التهديدي الذي اطلقه ليبرمان ضد سوريا، ليست سوى مناورة من مناوراتهم، فالطلقة الاسرائيلية الحقيقية قد انطلقت وخرجت، والوجه الاسرائيلي الحقيقي ينكشف مرة اخرى، وكل المناورات والتكتيكات لا تجدي نفعا امام الحقيقة الصارخة المدعمة بكم هائل من تراكمات المعطيات والقرائن اليومية، التي تجمع كلها على ان"اسرائيل"  تتوجه نحو حرب اخرى في المنطقة قد تكون اقليمية، او محددة على جبهة من الجبهات الفلسطينية او السورية -اللبنانية  او الايرانية.ولا شك انها نوبة من نوبات هستيريا الحرب والعدوان تتلبس "اسرائيل" بحكومتها اليمينية المتشددة في هذه الايام...؟!وهي في الآن ذاته هروب اسرائيلي الى الامام من استحقاقات عملية السلام  -المعلقة-...؟!ولكنها بالاصل نوايا وخطط واستعدادات اسرائيلية حربية عدوانية حقيقية مبيتة  تعود الى العلن...؟!.بل هي كل هذه الحسابات معا..؟.والا كيف يمكن ان نفسر هذا التصعيد الحربي الابادي الاسرائيلي الموجه لكل الجبهات عامة، وللجبهة السورية بل للنظام السياسي السوري بشخص رئيسه بشار الاسد حصرا...؟.فحينما يهدد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الرئيس السوري بشار الاسد من انه "سيخسر الحرب والسلطة" اذا ما شن حربا على اسرائيل"، مضيفا خلال مؤتمر صحافي مخاطبا الاسد "عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة ايضا انت وعائلتك/ ا ف ب – الخميس 4/2/ 2010"، فان فحوى الرسالة تغدو واضحة تماما، اذ يطلق ليبرمان  هذه الرسالة ليس باسمه الشخصي، وانما باسم "اسرائيل" والحكومة  والمؤسسة الامنية الاسرائيلية، بل انه يفتح لنا عمليا حقيقة الملف السوري على الاجندة العدوانية الاسرائيلية.صحيح ان بعض نواب حزب كديما المعارض اعلنوا  "ان حكومة نتنياهو تلعب بالنار"، و"انها بدلا من تهدئة الخواطر تعمل إسرائيل الرسمية على تأجيج النار"، الا ان حقيقة الموقف الاسرائيلي هنا هو كما وصفه وزير الخارجية السوري  وليد المعلم قائلا:"ان اسرائيل تسرع مناخ الحرب في المنطقة"، محذرا"كفى لعبا لدور الزعران في هذه المنطقة، مرة يهددون غزة وتارة جنوب لبنان ثم ايران والان سوريا".اذن نحن امام حكومة زعران، بل امام دولة ارهاب وحروب تبيت العدوان على سوريا وفلسطين ولبنان.وفي اطار النوايا والمخططات المتعلقة باجندة العدوان على سوريا و نوايا التغيير انظامها السياسي، نقرا اخطر واوضح التصريحات الواردة على لسان ابرز اقطاب المؤسسة الصهيونية بعبارات مكثفة هنا وهي غيض من فيض هائل من التصريحات والمواقف الاسرائيلية في هذا السياق :  - فقد كان سلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي في حينه اعلن:"ان  مصلحة العالم اجمع في تغيير النظام السوري"، ثم تبعه الرئيس الاسرائيلي  بيريز مكشرا عن انيابه قائلا : "ان ثمة حاجة لاجراء تغييرات في سورية"،  كما دعا رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلي يوفال شطاينتس آنئذ الى "تغيير النظام السوري " لان "استبدال سلالة الاسد هو مصلحة امريكية –اسرائيلية" .  وكان رئيس الاستخبارات الاسرائيلية سابقا الجنرال اهارون فركش قد اعلن مبكرا في يديعوت احرونوت: "ان كرسي الرئيس الاسد اخذ يهتز وان النظام السوري  بدا يتفكك". وكان سلفان شالوم ايضا قد دعا المجتمع الدولي الى عزل سوريا مبكرا ايضا بعد احتلال العراق.  وبينما كان  الباحث المستشرق المعروف "غاي بخور "قد استخلص –في رسالة موجهة للادارتين الامريكية والاسرائيلية "ان الرئيس الاسد اصبح اليوم العامل الذي يقوض استقرار الشرق الاوسط وان سورية ضالعة في الارهاب السني في العراق وتتدخل في العلاقة الاسرائيلية –الفلسطينية "، دعا الى "دراسة امكان استعمال القوة لردع النظام السوري لانه بهذه الطريقة يمكن  تحقيق الاستقرار في البؤر الثلاث التي تنزف دما : العراق وفلسطين ولبنان "، كان جنرال اسرائيلي قد افصح في لقاء مع مجلة "ديفنز نيوز" الامريكية عن " هدف إسرائيل" العاجل مؤكدا :" ان إسرائيل تدرس عملية اسقاط نظام حكم الرئيس الأسد في سوريا .. ونحن ندرس كيف يمكن تحقيق هذا الهدف باستخدام الحد الأدنى من القوة". لتتدحرج حملة التصعيد العدواني الاسرائيلي ضد سوريا الى الاعلان صراحة عن ان الحرب على سوريا ...والتغيير السياسي فيها مسألة وقت فقط...؟!!! .   ولذلك غدت سورية هدفاً لحملة سيكولوجية عنيفة وتهديدات صريحة من جانب الادارة الامريكية البوشية اولا، لتواصلها "اسرائيل" حتى اللحظة.الى ذلك- هناك في الوثائق الاسرائيلية ما يطلق عليه"خريطة طريق خاصة بسوريا" تهدف الى ضرب وتفكيك سوريا ومعها لبنان، والتفكيك هنا يعني في الجوهر اعادة تشكيل سوريا ولبنان وتطبيعهما وفق الاجندة والمصلحة الاسرائيلية . ووفقاً لـ "خريطة الطريق الخاصة بسوريا" فـان الادارة الامريكية واصدقاء اسرائيل في واشنطن يخططون –منذ زمن- لتنفيذ خريطة طريق وضعوا بنودها باحكام لتضييق الخناق على نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومحاصرته اقليميا ودوليا وسياسيا واعلاميا واقتصادياً وعسكريا وتكنولوجياً وصولاً الى فرض الشروط الامريكية –الاسرائيلية عليه، وهي الخريطة التي فشلوا في تحقيقها .اذن- فان استهداف سوريا مسألة قديمة – جديدة متجددة ، موثقة وواضحة وصريحة وسافرة.وحيث اننا امام حكومة اسرائيلية تتبنى اللغة البيبرمانية  وهي لغة الحرب والعدوان والابادة والتدمير والترانسفير العنصري فقط....ولغة ان تكون" اسرائيل"او لا تكون بالمضامين الحربية الصهيونية المعروفة،وامام حكومة حروب واستيطان وتهويد في الضفة الغربية والمدينة المقدسة كما كنا كتبنا في مع بداية عهد  نتنياهو، فنحن اذن ربما نكون على اعتاب حرب  تؤيدها تطورات المشهد الاسرائيلي على مختلف الجبهات...!.ما يستدعي من سوريا والفلسطينيين والعرب معا اعادة ترتيب اولوياتهم السياسية القومية من جديد بما يتناسب مع اسرائيل الليبرمانية .....؟!!.ولعله من الجدير في هذا السياق ايضا  العودة دائما الى قراءة الاجندة الاسرائيلية الخفية الحقيقية وراء هذا التصعيد الليبرماني الحربي  المحموم ضد سوريا...!   Nawafzaru @ yahoo.com