خلال الأسبوع الأخير أعلنت شركة جوال الفلسطينية عن حملة بيع شرائح جديدة وبسعر اقل من 30 شيكل للشريحة الواحدة مع رصيد يساوي الثمن المدفوع وأصبحنا نرى بسطات في الشوارع لبيع تلك الشرائح "بذلك الثمن البخس". ومع أن هذا الأمر يشكل إغراء للمواطن وتسهيلا عليه إلا أن الأهم من ذلك أن الاتصال عبر شركة جوال أصبح يشبه "بحوار الطرشان" فما أن ترغب بالحديث مع صديقك أو زميلك في العمل حتى تحتاج إلى ثلاث أو أربع محاولات للحديث وفي كثير من الأحيان تضطر لتغيير المكان الذي تتحدث منه وقد يظن البعض انك لا ترغب أن تتحدث أمامه مما يشكل إحراجا كبيرا لبعض الناس، وقد تضطر لإنهاء الحديث على أمل الحديث في وقت لاحق وقد يقطع الحديث دون أن تتمكن من فهم فحوى الاتصال.. ومع أن الجميع يؤيد ويشجع أن تكون هناك حملات للتخفيف عن كاهل المواطن سواء كان بتوفير شرائح الاتصال أو بتخفيض تكلفته، إلا انه يجب أن تكون الخدمة الجيدة والمميزة أهم من توفير شرائح الاتصال دون إضافة مجال يغطي ذلك. ويجب على شركة جوال أن تحترم القدرة التشغيلية القصوى لها فليس من المعقول أن يقترب عدد المشتركين في الشركة إلى مليوني مشترك في حين أن قدرة الشركة لا تتجاوز تشغيل أكثر من مليون خط فقط. وأنا لا اعرف هل يواجه موظفي ومستخدمي شركة جوال نفس المشكلة التي نواجهها أم أن لهم استثناء معين لهم لا نعرفه وإذا كانوا يواجهون مشاكل فما هو موقفهم من ذلك. في الدول المتقدمة يرتبط حجم الخدمة للشركات والمؤسسات مع الجودة بالدرجة الأولى وليس أدل على ذلك من قيام شركة تويوتا اليابانية بسحب ملايين السيارات من السوق بسبب خلل في الصناعة والاعتذار للزبائن عن هذا الخلل، ومن باب أولى أن تقوم شركة جوال الوطنية بتحسين الخدمة للجمهور بدلا من إرهاقهم حتى أصبح المواطن يفضل أسلوب كتابة الرسائل على الاتصال حتى لا يصبح كالمجنون عندما يرتفع صوته خلال حديثة عبر الجوال. أن المواطن الفلسطيني مثقل بمشاكل وهموم عديدة تبدأ بالاحتلال وتنتهي بالمشاكل الحياتية ويجب ألا تكون شركة جوال جزء من تلك الهموم والمشاكل حيث أن المواطن يستحق أن تقدم له خدمة تتفق مع ما تدعيه الشركة من أنها حريصة على تقديم أفضل خدمة للمواطن. غزة