خبر : للغوغائيين !! ... حسن عبد الرؤوف القطراوي

الثلاثاء 02 فبراير 2010 02:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
للغوغائيين !! ... حسن عبد الرؤوف القطراوي



لقد قرأت باهتمام شديد كلمات وأحرف الرسالة التي كتبها السيد خالد مشعل لولي العهد السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي قيل في الإعلام أنها توسل مفضوح من قبل رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس للسعوديين وللملك على وجه الخصوص.في البداية فإني لم أقرأ في حياتي رسالة تحمل قوة وجرأة كما رأيتها في رسالة مشعل هذه، وقد يرى البعض أن هذا نوع من المواربة السياسية أو الحزبية لكن من يتفحّص الرسالة جيداً يرى أن خالد مشعل وهو رئيس حركة حماس قد ترفعّت نفسه حين خاطب ملك دولة عربية ترفعّاً كبيراً فهو لم يخاطبه قط من أجل نفسه أو أحد من أبنائه أو أنه يريد أموالاً لجيبه هو خاطبه من أجل شعب عظيم كالشعب الفلسطيني بكل أطيافه وهو يُذبح ولا نصير فمشعل الذي خاطب السعوديين والملك على وجه الخصوص خاطبه ليضع الملك في حقيقة الأمور التي خبت عنه حين هرول البعض ليوسوس للملك بأن حماس ومشعل قد خانا عهد مكة وقد ضربا باتفاقها الذي رعيتموه يا جلالة الملك عرض الحائط ولا يخفى على أحد الجفاء الذي شاب علاقة حماس بالسعودية بعد وساوس شياطين الإنس فكان لابد من مشعل أن يرسل هذه الرسالة وكان لابد أن يظهرها الله عز وجل لتصل لكل القيادة السعودية بل كانت رسالة لكل قادة العرب حين خرجت إلى الإعلام ولو أني أعتبر أنها متأخرة أعواماً لكنها كلمات كانت لا بد منها ليرى قادة السعودية والعالم حجم المؤامرة التي لا تخفى على أحد بل وصل الأمر في شياطين الإنس ليمرروا هذه المؤامرة على الأوروبيين وقد ذكر ذلك بكل شفافية وزير خارجية فرنسا كوشنير الذي قال بصراحة أن الحوار مع حماس غير ممكن لرغبة أطراف فلسطينية بعدم الحوار معها ثم يأتي هؤلاء ويقولون مصالحة، مصالحة على غرار اتفاق مكة لتقع حماس في شَرك المصريين بعدما وقعت بخطط شياطين الإنس الجهنميّة في شَرك السعوديين، مشعل الذي خاطب الملك السعودي بكل أدب وبثقافة الرجل المؤمن لم يأتِ بهذا من عنده فقد تعلم مشعل أدب الخطابة من نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين خاطب قائد الروم بوصفه ملك فقال له إلى ملك الروم وهو كافر فما بالُنا بملك السعودية فالمؤمن لا يخرج منه النابي من الكلام.أما فيما يتعلق بسطور الرسالة فإني سأقتطع منها فقرات تحدّث الإعلام عن أنها استجداء لتتعرفوا على تفاهة بعض الإعلاميين وفيما يلي الفقرة الأولى: اقتباس "وقد بلغ حد استجداء مشعل‏,‏ القول في رسالته لخادم الحرمين الشريفين‏:‏ أنا حريص على المصارحة والمكاشفة من قبل جلالتكم والاستماع لأي عتب كريم منكم‏ أضاف مشعل في استجدائه طلب اللقاء مع خادم الحرمين الشريفين‏:‏ إنني مازلت أتطلع إلى اللقاء بجلالتكم ـ ولذلك أرجو أن تتكرموا بتحديد موعد قريب‏,‏ فاللقاء معكم أمر نعتز به ونتشرف به‏..‏ وأنتم بالنسبة لنا في مقام الوالد قدرا واحتراماً‏" انتهى الاقتباس. ‏أنا لا أعرف أين الاستجداء في أسطر هذه الفقرة ولو أنني أرى فيها أدباً واحتراماً غير معهود ولا يمكن أن يكون هذا إلا عند رجل متزن مقتدر إيمانياً ولغوياً حين يتحدث مع ملك وكأنه والد ولا شك في أن ملك السعودية هو الأب الكبير والحنون والمعطاء لكل الشعب الفلسطيني ولا يخفى علينا حجم العطاء الذي بادرت به المملكة من أجل تعزيز صمود هذا الشعب ولا أعرف ما العيب حين يستمع مشعل لأي عتب وقد وصل الأدب أبعد حدود ليصف العتب "بالكريم" ليقول عتبكم الكريم، ثم ما المانع الذي يغيظ بعض التفة ليطلب السيد مشعل لقاء بالملك، أما عن الفقرة الثانية فهي كالتالي اقتباس "بالإضافة إلى ذلك تضمن خطاب الاستجداء من جانب مشعل مبررات عديدة لتسويغ موقفه وحماس من الاستمرار في الانقسام الفلسطيني‏,‏ والانقلاب على اتفاق مكة للمصالحة الفلسطينية وعلاقة حماس مع إيران‏,‏ ولدرجة استخدام مشعل لغة طائفية من قبيل قوله نصاً‏:‏ نحن سنة نعتز بانتسابنا إلى أهل السنة والجماعة‏..‏ كما أشار إلى أن العلاقة مع إيران ليست على حساب عقيدة أهل السنة والجماعة‏,‏ التي نشأنا عليها‏,‏ ونضحي في سبيلها" انتهى الاقتباس، الفقرة الثانية تقول بأن مشعل استخدم لغة طائفية حين قال إنه وحركته أهل سنه نعتز بانتسابنا إلى أهل السنة والجماعة، ولا شك انه أمر في قمة التفاهة هل كانوا ينتظرون أن يقول مشعل أن حماس غير ذلك وهل سيُصدق الملك؟! ثم أين الاستجداء أو العيب في أن حماس تعتز بعقيدة أهل السنة والجماعة بل والله إنها قمة الاعتزاز والشرف، أما عن الفقرة الثالثة فهي أجمل رد للغوغائيين حين تقول: اقتباس" وقد طرقنا باب الجميع‏,‏ فمن استجاب لنا قلنا له شكراً‏ً,‏ وهذا هو الذي يحكم علاقتنا مع كل البلاد العربية والإسلامية‏,‏ بما فيها إيران‏,‏ بل مع أي بلد آخر في العالم شرقا أو غربا‏.‏ لكننا لا يمكن أن نقبل دعماً مشروطاً من أي دولة أو طرف‏,‏ ولا يمكن أن نقبل ثمنا لأي دعم من أي دولة أو طرف كان‏.‏ هذه سياستنا الثابتة التي بدأناها منذ أن انطلقت حركتنا‏,‏ وما زلنا عليها‏,‏ وسنبقى بإذن الله عليها حتى نلقى الله‏.‏ ونحن أحرار أعزاء لا يمكن أن نخضع لأحد‏,‏ ونعتز باستقلالية قرارنا ووجهتنا‏.‏ ثم إننا عرب أقحاح‏,‏ نعتز بعروبتنا‏,‏ ونحن سنة نعتز بانتسابنا إلى أهل السنة والجماعة‏,‏ فلا يمكن على الإطلاق أن تكون علاقتنا مع أي طرف في العالم‏,‏ إيران أو غير إيران‏,‏ على حساب أمتنا العربية وأمنها ومصالحها‏,‏ ولا على حساب عقيدتنا‏" انتهى الاقتباس" ربما تكفي كلمات الفقرة لتكون رداً لكن زيادة أقول هل فتحت أبواب الأموال العربية لشعبنا لكي تكفيه طلب العون من أي دولة حتى أمريكا ولو أن الأموال العربية كانت كافية لشعبنا لما مدت السلطة الوطنية في الضفة أيديها لأمريكا وأوروبا تلك الأموال المشروطة التي يستخدمها دايتون لنقتل بعضنا بعضاً، ولما كنا في حاجة أمريكا ولا أوروبا ولا حتى إيران لكنها سياسة الغوغائيين وحسب.