كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية، صباح اليوم، الأحد، أن وفداً أمنياً رفيع المستوى عاد من عمّان، ليلة البارحة، شمل رئيس “الشاباك” رونين بار، التقى رئيس جهاز المخابرات وقادة في الجيش الأردني للتشاور والتنسيق حول الثورة السورية، وحول بعض جماعات المعارضة في المملكة.
وقال موقع “والا” العبري إن الجانبين الإسرائيلي والأردني قد تباحثا في عمان في المخاوف المشتركة الناجمة عن سقوط نظام بشار الأسد.
وحسب الصحفي الإسرائيلي براك رافيد في موقع “والا”، فإن المملكة الأردنية تقوم اليوم بدور الوساطة وقناة الاتصال المركزية بين إسرائيل وبين بعض فصائل الثورة السورية.
وينقل رافيد عن ثلاثة مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن إسرائيل والأردن شرعا، يوم الجمعة الأخير، في مداولات سرية من أجل تنسيق موقفيهما حيال الحالة الأمنية الجديدة في سوريا. ويشير إلى أهمية مثل هذا التنسيق بالقول إن إسرائيل والأردن يملكان حدوداً مع سوريا ولديهما قلق وهواجس أمنية مترتبة على الثورة في سوريا، خاصة في ما يتعلق بمستقبل استقرار وأمن المملكة الأردنية.
وقالت الإذاعة العبرية الرسمية، اليوم، إن إسرائيل تخشى استنساخ نجاح الثورة السورية في إسقاط النظام خلال أيام في الأردن أيضاً، خاصة أن هناك أوجه شبه بين الجانبين، لا سيّما من ناحية الأوضاع الاقتصادية الصعبة، علاوة على أن “أقلية تحكم بالتوارث أغلبية” في الأردن، تماماً كما كان في سوريا.
ويوضح المعلّق السياسي للإذاعة العبرية الرسمية سليمان مسودة أنه رغم عدم وجود جماعات مسلحة في الأردن، بعكس سوريا، لكن إسرائيل قلقة جداً لعدة أسباب، ولذلك اجتمع الكابينت عدة مرات للنظر في احتمال انفجار زلزال سياسي في الأردن أيضاً اقتداءً بالسوريين.
وأضاف: “الخوف الإسرائيلي من حدوث مثل هذا السيناريو حقيقي، خاصة أن الحدود الشرقية مع الأردن تمتد على أكثر من 300 كيلومتر، وأن هناك مجموعات أردنية لا تثق بالنظام الأردني وتناصب إسرائيل العداء”.
وقال إن زيارة رئيس الشاباك إلى الأردن ليست استثنائية، لكن عندما يصطحب رئيس الاستخبارات العسكرية شلومي بندر، فإنه من الواضح عما يدور الحديث في عمان، ولذا من المتوقع أن تتكرر هذه اللقاءات. “فإسرائيل تخشى المساس باستقرار المملكة، ولا أعرف إذا كانت إسرائيل تقدم أي نوع من المساعدة، والرقابة العسكرية تمنعني من الإفصاح هنا عن تفاصيل أخرى”.
يشار إلى أن جهات إسرائيلية، رسمية وغير رسمية، تحذّر، في العام الأخير، من خطورة بقاء الحدود مع الأردن غير محكمة، ويمكن تجاوزها بسهولة، ومن تهريب سلاح إيراني إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى خلفية ذلك، كان وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد قال، قبل أيام، إن الجيش يستعد لبناء شريط حدود عازل على طول الحدود مع الأردن من الحمّة إلى العقبة، وهي حدود شهدت عدة مرات عمليات تهريب سلاح إلى الضفة الغربية، وتسلّل مسلحين نفذوا عمليات ضد أهداف إسرائيلية.