جدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، دعوته إلى احتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات فيه، إضافة إلى معارضته إبرام اتفاق مع حركة “حماس” لتبادل أسرى ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وقال سموتريتش، زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية) “أنا شخص يميني أؤمن بالاستيطان في أرض إسرائيل”، على حد زعمه.
وأضاف: “لدينا مناقشات حول اليوم التالي (مستقبل غزة بعد حرب الإبادة)، إنها ليست جزءا من أهداف الحرب، هناك مناقشات، هناك تقييم لليوم التالي”.
وتابع: “بالنسبة لي، الشيء الصحيح هو احتلال قطاع غزة وإعادة الاستيطان. هذا ليس جزءا من أهداف الحرب بالنسبة لي، أهداف الحرب هي إزالة التهديد من غزة على سكان إسرائيل عبر القضاء على حماس”.
وبعد احتلاله منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 وفككت مستوطنات أقامتها فيه.
كما جدد سموتريتش معارضته التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقال “لن نعقد صفقة فاسدة. لن نعقد صفقة استسلام. سيكون هذا (عودة الأسرى الإسرائيليين من غزة) من خلال الضغط العسكري، هذا هو الأفضل”.
وأردف “لدينا هدفان ويجب ألا ندع الهدف المهم بشأن المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) يدمر هدفنا الثاني وهو تفكيك حماس”.
ورغم الإبادة المستمرة في غزة منذ نحو 14 شهرا، إلا أن إسرائيل تعجز عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة للحرب، ولاسيما استعادة الأسرى من القطاع والقضاء تماما على قدرات “حماس”.
ويوميا تعلن “حماس” قتل وإصابة جنود إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية في أنحاء غزة، وتطلق من حين إلى آخر صواريخ على إسرائيل، وتبث مقاطع مصورة توثق بعض عملياتها.
سموتريتش زاد بقوله “لا يمكن لإسرائيل أن تتحمل خسارة هذه الحرب. ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) لا يمكن أن يتكرر. نحن بحاجة إلى تفكيك حماس”.
وفي ذلك اليوم، هاجمت “حماس” 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
بينما دافع سموتريتش عن دعمه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قائلا “بعد النجاح الاستراتيجي. هناك مبررات سياسية، تم نشرها. الإدارة الأمريكية وجهت مسدسا إلى رؤوسنا”، دون إيضاحات.
وعشية وقف إطلاق النار، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن 3 مبررات رئيسية له وهي “التركيز على التهديد الإيراني”، و”التجديد الكامل للقوة” (عتاد الجيش)، و”فصل الساحات وعزل حركة حماس”.
ومنذ فجر 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسري اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، أنهى قصفا متبادلا بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في الشهرين الأخيرين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و961 شهيدا و16 ألفا و520 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية.
وردا على العدوان، أعلن “حزب الله” أنه نفذ بين 17 سبتمبر/ أيلول الماضي و27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين 1666 عملية عسكرية، قتل خلالها أكثر من 130 إسرائيليا وأصاب ما يزيد على 1250، ودمر 76 آلية عسكرية.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.