هل المطلوب أن يأخذ المستقلون دور منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني في القضايا المصيرية .. ؟ سؤال هام ومُلح بحاجة إلى إجابة دقيقة وواضحة بدون أي عمليات تجميل أو رتوشات ، فمن الواضح أن هناك تحركات لبعض الشخصيات التي تدعي الإستقلالية على كافة المستويات برغم أن هذه الشخصيات لها ضوابط وبرامج من الضروري التوافق عليها بما يتعلق بدورها في المجتمع لكن الواقع يقول غير ذلك ، لأن هذه الشخصيات أصبحت تأخذ دور منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الوطنية الفلسطينية في القضايا الجوهرية كالإتصال مع بعض الدول أو المنظمات الدولية تحت مسميات عديدة منها بحث الوضع الفلسطيني السياسي العام أو الفلسطيني الداخلي ، وبالتأكيد فإن ذلك يُعتبر إنتقاص من دور منظمة التحرير والسلطة الوطنية في تحمل مسؤولياتها تجاه هذه القضايا كونها مرجعيات الشعب الفلسطيني الشرعية والقانونية وهي صاحبة الحق الأصيل في الإتصال الرسمي مع الدول والمنظمات الدولية . إن دور مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات في المشاركة بقضايا الوطن والمواطن هو شيء محمود ومُرحب به بشرط أن يكون دور مُكمل للسلطة الوطنية أو مؤسسات الدولة ، وبما يتوافق مع توجهاتها الهادفة لتقديم الخدمة الإيجابية للمواطن وكذلك أن يكون متناغم مع المصلحة الوطنية العليا خاصة إذا اقترنت القضية بقضية شعبنا الذي عانى الكثير ومازال يعاني . إن المُلاحظ اليوم هو إنتشار لظاهرة الشخصيات المُستقلة بالشعار والمشكوك في إستقلاليتهم في الجوهر والمضمون لأن الإستقلاليه الغير مسيسة تحتاج إلى مواقف أكثر وضوح خاصة في القضايا التي من شأنها تحديد جوهر أي مشكلة في المجتمع فما بالنا بأكثر المشكلات تعقيد في واقعنا الفلسطيني وهو الإنقسام الذي كانت ولازالت نتائجه وخيمة على مجمل الحياة الفلسطينية والقضية الوطنية وما بينهما من تراجع في مستوى الوضع الإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي والوطني . إن شعبنا يحتاج إلى كُل مظهر من مظاهر الوحدة وترتيب البيت لتخليصه من ويلات الإحتلال ومن جنون الإنقسام ومن تبعاته التي سنبقى نعانيها لأجيال قادمة ، نريد أن يتم استجماع هذه القوى المتفرقة في إطار وحدوي يُكمل بناء المؤسسة الفلسطينية الواحدة ذات المرجعية الواحدة والقرار الواحد ، ولا أن يكون أي جهد تحت مسمى مستقل الهدف منه إظهار شعبنا وكأنه وحدات متفرقة نستغلها لتحقيق أهداف خاصة لدى بعض المستقلين الذين ليس لهم أي علاقة بعمل سياسي أو تنظيمي أو إجتماعي ، بل أن تساقط الوضع السياسي وانحداره هو الذي أخرج مثل هذه الظواهر التي سوف تكون جزءاً من المشكلة والحل في المستقبل .