أمام تتابع أخبار التهديدات الاسرائيليه بشن حرب على قوى المقاومه في المنطقه وعلى رأسها حزب الله وحركات المقاومه الاسلاميه في فلسطين أجد من المناسب تسجيل بعض الملاحظات في هذا السياق لإزاله الغمه عن بعض الذين يخشون على المنطقه وقواها الحيه الناهضه من الانهيار أمام (السيد) الاسرائيلي التوراتي .. أولا : تبيّن أن اسرائيل تتشاور مع حلفائها ليس في الغرب وحده بل من العرب كذلك عندما تريد أن تشن حربا على العرب الآخرين ..ولا داعي لاثبات ذلك فهذا أصبح معروفا ..وأوضح مثال على ذلك تشاورها مع نظام مبارك قبل توجيه الضربه العسكريه الأخيره لغزه في أواخر العام 2008م ثانيا: اسرائيل بندقيه مرتزقه لمن أراد استخدامها فيما يرضيها هي ولا يتضارب مع مصالحها الآنيه أوالاستراتيجيه .. مقابل أن يدفع من يريد استخدامها الثمن لها من سيادته واستقلاله وخيرات بلده .. ولا أدَل من ذلك على الغاز المصري المجاني الذي يعطى لاسرائيل بأقل بسته أضعاف من ثمنه في السوق الدوليه وبأقل من ثمن تكلفه انتاجه ..!! ثالثا: اسرائيل جاهزه اليوم لشن الحرب على خصمائها سوريا وحزب الله وحماس والجهاد في آن واحد .. ولكن مع ايران فأشك في ذلك ..فحجم القوه الايرانيه اسرائيل تعرفها جيدا ومدى الدمار في المصالح الامريكيه الذي سيمس بالمنطقه وأقطارها وبالذات الخليجيه هو أكبرمن أن يتخيله أي مراقب محلي ..!! ومع ذلك فالقرار الاسرائيلي بشن الحرب على القوى الأخرى الأقل قوه وضراوه (حزب الله – حماس والجهاد) هو مؤجل بسبب الفيتو الأمريكي الحالي ..ولحين الانتهاء من بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصريه الفلسطينيه الذي من أهدافه الأساسيه منع أيه قطعه سلاح من الدخول الى غزه قبل وخلال وبعد الحرب المتوقعه ..! رابعا : بالنسبه لقطاع غزه فلن يتم توجيه أيه ضربه الى غزه الا بعد اطلاق سراح شاليط وبالثمن الذي تقبل به اسرائيل داخليا ..! خامسا : المنطقه برمتها وخلال العشره سنوات القادمه مقبله على مرحله من الحروب والاضطرابات والعواصف السياسيه والديمغرافيه التي ستقلب المنطقه راسا على عقب و ستنتهي في نهايه 2020 بالتقريب بتراجع اسرائيل الى حدود أقل من الحدود التي أعطاها لها قرار التقسيم في العام 1947م ..بسبب توقع تقدم قوى المقاومه في المنطقه وتراجع واندحار بل وهزيمه تيار الإعوجاج أقصد الاعتدال في الأنظمه العربيه ..وفشل خيارات أنظمه التسويه العربيه مع اسرائيل ، وفلسطينيا سقوط تيار عباس - دحلان المدوي خلال العامين القادمين ..ودفن قوى التنسيق الأمني الفلسطيني مع الصهاينه الى الأبد .. فأمريكا لا تستطيع أن تقاتل في ذات الوقت على عده جبهات في نفس الوقت أفغانستان - العراق- الجزيره العربيه - اليمن الخ ..ومن المرجو أن يسهم انسحابها المتوقع حدوثه في منتصف العام 2011 الى اضعاف تيار (الإعوجاج - الاعتدال) في النظام الرسمي العربي بشكل دراماتيكي ومذهل وذلك لصالح تيار الممانعه والمقاومه في المنطقه ..( هناك أنظمه عربيه طلبت من أمريكا تأخير انسحابها من العراق !!؟؟) ماذا ستفعل اسرائيل حيال هذه التغييرات الجيوسياسه المتوقعه ...أعتقد أنها ستحاول خلط الأوراق من جديد وتستبق هذا الانسحاب بتوجيه ضربه عسكريه قاصمه لقطاع غزه نهايه العام الجاري أو القادم كما أتوقع ..ونتائج هذه الضربه ستحدد الكثير من عوامل الضعف والقوه عند القوى المتصارعه ..ووحدها حماس التي تستطيع أن تسجل لنفسها في المواجهه القادمه الهزيمه أو النصر ..من حيث مدى قدرتها على اعداد ما استطاعت من قوه ومن (رباط الخيل) لمواجهه الهجمه الاسرائيليه القادمه لوحدها ..ومن حيث تمكنها من دفع الداخل الفلسطيني وبالذات شعب قطاع غزه الى أن يقف كله معها ومن خلفها عبر ايجاد أفضل أليات التخاطب والحوار والانسجام مع مختلف القوى والشرائح الداخليه التي تختلف معها أو تتفق معها .. ولاريب أن كل محاولات اسرائيل وأمريكا ونظامي محمود عباس ومبارك في مصر لإحكام الحصار على غزه والمتوقع ازدياد ضراوته خلال العام الجاري ما جاءت إالاّ ليسهم هذا الحصار في زياده تآكل قدره حماس والجهاد على الصمود في وجه أيه هجمه عسكريه اسرائيليه قادمه على القطاع .. القادم جميل رغم خطورته وقسوته ودمويته ..ومصر قلب الأمه ..بدأت تتململ ..وعلى الجميع من المخلصين أن يستعد ليزرع مع طلائع الأمه فيها مليون ورده انتصار على الطريق الطويل ..طريق ذات الشوكه ..أما المراهنون على التسويات وأنصاف الحلول فعليهم أن يجدوا لهم كرسيا (محترما) على أرصفه التاريخ أوعلى أعتاب قهاوي البلد العتيقه .* الكاتب قيادي سابق في المقاومه الفلسطينيه وناشط سياسي .