خبر : أي حضنٍ يرغبون ؟؟؟/ بقلم : محمود التعمري

الثلاثاء 19 يناير 2010 12:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أي حضنٍ يرغبون ؟؟؟/ بقلم : محمود التعمري



لقد لفت انتباهي خبر تشكيل اتحاد للكتاب والأدباء الفلسطينيين في قطاع غزة ، حيث أثار عندي مجموعة من الأسئلة والتساؤلات  التي حاولت إن أجد لها أية مبررات منطقية حتى اقنع نفسي بها أولا وقبل أن أقول ما عندي على صفحات بعض المواقع من جهة، ولكي أكون قادراً على إقناع الآخرين – إذا اقتنعت بها - الذين إما سيكون لهم أراء ووجهات نظر أخرى أو بعض الملاحظات بهذا المستوى أو ذاك، أو أولئك الذين سيعارضون جملة وتفصيلاً أية أحاديث حول تشكيل النقابة المذكورة من جهة أخرى، ولكنني – وليعذرني ربع الفكرة – لم أجد أي مبرر واحد يشكل لدي موقفاً ايجابياً من فكرة تشكيل النقابة المذكورة سوى – والاعتراف بالحق فضيلة --  تعميق الفهم السابق وهو أن كل شي في هذا الوطن قابل للقسمة مهما كان حجم الحصة المقسومة ومستواها ونتائجها ، بعيداً عن اخذ أية مصالح إن كانت للوطن أو للمواطن بعين الاعتبار .. إن المتتبع لمجرى حالة الصراع السياسي والتنظيمي والوطني في الساحة الفلسطينية ، يدرك تماماً هذا المستوى من الانحطاط الفكري والأخلاقي الذي وصلت إليه بعض الشرائح الاجتماعية في مجتمعنا، في تعاملها مع الحقائق الوطنية ، ومع قضايا المواطن الفلسطيني .. ونحن ندرك جيدا مجمل الظروف التي أحاطت وتحيط بوضعنا الفلسطيني ،وندرك جيداً إن الحالة العامة ستعكس ذاتها على مجموع حياتنا الوطنية والاجتماعية والسياسية، ولكننا نعرف تماماً إن من يدعي الحرص على القضية الوطنية ومصالح شعبه لن يُقدم على المساس بهذه القضية وهذه المصالح إلا إذا كانت له حساباته الخاصة التي لا تُجيز له أن يتعامل مع هذه القضية وهذه المصالح بمسؤولية وطنية راقية وحقيقية. لذلك نجده يضع مصلحة التنظيم أو الحركة أو الحزب فوق كل مصالح وطنية أخرى .. فأية مبررات سيسوقها أصحاب فكرة تشكيل نقابة ثانية  للأدباء والكتاب في قطاع غزة سوى تعميق الانقسام ووأد التقدم وقتل روح الوحدة الوطنية ؟؟ وتحت أية يافطات سيرفعون شعارات وبرامج وأهداف وتوجهات "المستوطنة الجديدة " في فلسطين ؟؟ . لقد قرأت بعض ما ورد على لسان من قادوا وحضروا الوليمة عند وضع حجر الأساس ، ولكنني وقفت عند جملة وردت على لسان من كان عضواً في مؤسسة المجلس التشريعي المنتهية صلاحيته "صالح البردويل" الذي قال فيها ( نحن بحاجة إلى حضن دافئ يحافظ  علينا) ، وأنا اسأل السيد البردويل أليس لدينا حضناً دافئاً وبالغاً عمره عشرات السنين ؟؟ هل شعرتم ببرودة حضن الاتحاد العام ألان ؟؟ فلماذا لا تشعلون نيراكم لتدفئته من الداخل  بدلاً من فتح مزاريبكم الباردة عليه ؟؟ .  إننا نخشى  أن تصبح كل أحضان مؤسساتنا وعلى رأسها حضن المجلس التشريعي الفلسطيني باردة للدرجة التي لا يحتمل برودتها السيد البردويل وإضرابه فيلجئون إلى تأسيس وتشكيل أحضان دافئة أخرى موازية تحت ذرائع وحجج واهية ندرك جيدا مغزاها ومعانيها المختلفة .؟؟!!!  لقد كان الأولى بالسادة المؤسسين والمبادرين إن يحافظوا على مؤسساتنا الفلسطينية الأصيلة من داخلها بدلا من اللجوء إلى طرق رخيصة للانشقاق والشرذمة والتبعثر والانشداد إلى وسائل وأساليب  هم يدركون جيدا أنها لن تدوم ولن يكتب لها النجاح ، كما أنها لم  تدم روابط القرى وكل البدائل التي حاول الاحتلال الإسرائيلي تأسيسها كبدائل عن مؤسساتنا الوطنية الفلسطينية ..      فلتتقوا الله أيها السادة في هذا الشعب الذي لن يغفل بالتأكيد ولن يصمت أو يستكين أمام كل الهجمات المشبوهة التي تحاول أن تحرف نضاله عن مجرى النضال الوطني الحقيقي ، وهو يرى ما بناه طوال عشرات السنين يتبعثر ويُدمر بفعل مصالح ضيقة وأجندات غير وطنية. وليكن الاتحاد العام للأدباء والكتاب هو البيت الذي يجمع كل طاقات كتابنا ومثقفينا وأدبائنا ويحشدها باتجاهات وطنية صادقة..!