بالأمس أستشهد جندي مصري أثناء خدمته على الحدود مع غزة , ولم ينتظر النظام المصري نتائج التحقيق في الحادث , بل شن الإعلام المصري التابع للنظام هجوماً غير مسبوق على حركة حماس , وحكومتها بغزة , ونعتوها بأسوأ العبارات , واليوم وأثناء مطالعتي للصحف والمواقع أوردت وكالة معاً الفلسطينية خبراً مصرياً يصف حركة حماس بالعصابة , نقلاً عن صحيفة الجمهورية المصرية , وعبارات أخرى لا تخرج إلا عن حفنة من الحاقدين حيث لا علاقة لهم لا بالعروبة ولا بالدين . وفي الوقت الذي تتضارب فيه الروايات حول مقتل الجندي المصري وما إذا كان قد قتل بنيران مصرية أو عبر سلاح فلسطيني , وفي الوقت الذي يقوم فيه النظام المصري بتركيز آلته الإعلامية , لتضخيم هذا الحدث والتركيز على مقتل الجندي والتغاضي وعدم التطرق لإصابة 35 فلسطينياً من بينهم 2 في حالة موت سريري إثر إطلاق النار عليهم من قبل الأمن المصري ,ورغم قيام الأمن المصري بتعذيب المعتقلين الفلسطينيين ما نجم عنه استشهاد أبو زهري في سجون مصر , والاستمرار في اعتقال أيمن نوفل أحد قادة القسام في غزة رغم ذلك ما زالت الحكومة بغزة تتعامل بهدوء وحكمة مع هذا الحدث , وما أعقبه من حملة إعلامية مسعورة تبناها الإعلام الرسمي في مصر , وترى أن التحلي بسياسة ضبط النفس هي الأولى في مثل هذه الحوادث . والأمر المستغرب أن تتعامل مصر بفوقية مع حركة مجاهدة كحماس باعتبار مصر( دولة كبيرة وعريقة ) كما تقول أبواق الفتنة , ونحن هنا نقول أن حماس وحكومتها بغزة أيضا كبيرة , وعريقة , وعليكم أن تتعاملوا معها وفق هذا الاعتبار .وحجم مصر الذي تتحدثون عنه لا يكون فقط في مواجهة شعب غزة وحصاره وتضييق الخناق عليه بل يجب أن نرى حجم مصر وقوتها في مواجهة الغطرسة الصهيونية والأميركية , فسيناء ما زالت تحت الرقابة الإسرائيلية , وإن أرادت مصر أن تزيد من عدد قواتها أو عتادها هناك لتضييق الخناق على غزة , وجب عليها أن تستأذن العدو الصهيوني , فإن سمح لها فعلت وإلا فلا .نريد أن نرى حجم مصر وقوتها تجاه ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق المصريين , وبدل من بث سموم الإعلام الرسمي المصري تارة ضد الجزائر بسبب مباراة لكرة القدم , وتارة أخرى ضد غزة المحاصرة فالأولى التركيز على جرائم إسرائيل , وإن كنتم قد غفلتم عن هذه الجرائم بحق مصريين , فأنا أذكركم بها : - في صباح يوم الخميس 18 سبتمبر 2004، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة ، أصابت منطقة تل السلطان برفح على الحدود المصرية وأعقبها ، إطلاق نار عشوائي من الجنود الإسرائيليين تجاه مكان الانفجار الذي أحدثته القذيفة ، فأصاب ثلاثة جنود مصريين، لقي اثنان منهم مصرعهما في الحال، وتوفى الثالث متأثراً بجراحه بعد وصوله إلى مستشفى مبارك العسكري بالعريش . وأوضحت التقارير الأمنية أن القتلى هم على صبحي النجار (21 سنة) ومحمد عبد الفتاح (22 سنة) وعامر أبو بكر عامر (22 سنة) من جنود الأمن المركزي ، وأكدت المصادر أن الشهيد الأول قد أصيب بعدة طلقات نافذة في الصدر والرقبة ووصلت جثته للمستشفى مشوهة تماما ً، وأن الثاني قد أصيب بعدة طلقات نارية أسفل الصدر والبطن والظهر واليد اليسرى ، فيما أصيب الثالث الذي لقي حتفه بعد نقله إلى المستشفى متأثراً بجراحه ، بطلقات نارية في الفخذ الأيسر واشتباه بنزيف داخلي. - في نوفمبر2000، أصيب المواطن المصري سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الإسرائيلي ، حيث كانا يجمعان محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين. أبريل 2001، أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق ناري إسرائيلي أثناء وجودها بفناء منزلها وفي 30 أبريل 2001، قتل شاب مصري يدعى ميلاد محمد حميدة ، عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين وفي 9 مايو 2001، أصيب المجند المصري أحمد عيسى بطلق ناري أثناء وجوده بمنطقة خدمته على الحدود . - في 30 نهاية مايو 2001، أصيب المواطن المصري زامل أحمد سليمان (28 عاماً) بطلق ناري في ركبته أثناء جلوسه بمنزله في حي الإمام على بمدينة رفح المصرية. وفي 30 يونيه 2001 قتل المجند السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية في المنطقة الفاصلة بين مصر وإسرائيل. وفي سبتمبر 2001 ، أصيب الضابط المصري برتبة نقيب عمر طه محمد (28 عاماً) بطلق ناري وعدة شظايا في الفخذ الأيسر نتيجة تبادل النيران بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية . - 5 نوفمبر 2001، أصيب ضابط شرطة مصري الرائد محمد أحمد سلامة أثناء دورية له في منطقة الحدود . وفي 23 ديسمبر 2001، أصيب الشاب المصري محمد جمعة البراهمة (17 عاماً) في كتفه بطلق ناري إسرائيلي. - في 28 فبراير2002، أصيب الطفل فارس القمبيز (5 سنوات) بشظية في فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله. وفي 7 نوفمبر 2004، سقط صاروخ إسرائيلي في حديقة منزل في رفح المصرية دون أن يحدث أية إصابات. - في 25 يناير 2008 أصيب مجند مصري على الحدود وفي 27 يناير إسرائيل قتلت المواطن السيناوى المدني حميدان سليمان سويلم (41 سنة) خلال ذهابه لعمله .- في 27 فبراير إسرائيل قتلت الطفلة سماح نايف سالم ابنة أخ القتيل السائق أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم. وفي 21 مايو 2008 إسرائيل قتلت المواطن سليمان عايد موسى (32 سنة) بحجة تسلله داخل أراضيها بالقرب من كرم سالم .- في 22 مايو قتل عايش سليمان موسى (32 عاماً) عند منفذ المعوجة برصاص إسرائيلي ومثله 5 آخرون في عام 2008 وتم تسليم جثامينهم لذويهم بسيناء. وفي 9 يوليو 2008 مقتل محمد القرشي ضابط مصري برصاص إسرائيلي خلال مطاردة لمهربين على الحدود قتلته إسرائيل بدم بارد وفتحت تحقيقا صوريا في الحادث لم يسفر عن شيء ، وادعت أن الشهيد دخل إلى الأراضي الإسرائيلية، وأطلق النار عليه بطريق الخطأ. - في 24 سبتمبر 2008 أخطرت السلطات الإسرائيلية الجانب المصري بأن أحد المهربين المصريين قد سبق وحاول التسلل لإسرائيل من الأراضي المصرية ، وبعد أن اجتاز الأراضي الإسرائيلية أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص عليه وأردته قتيلا ، والقتيل يدعى سليمان سويلم سليمان (26 سنة) من سكان منطقة القسيمة بوسط سيناء .هذا ما علمناه وما تم الإعلان عنه , وما خفي كان أعظم ! لماذا لم نسمع لأبواق الفتنة صوتاً ؟ ولا حتى همساً ؟ ولماذا لم يصرخ المصريون وأعني هنا النظام الحاكم , في وجه إسرائيل ولم يقولوا لها : ( إن مصر كبيرة وعظيمة , وعريقة , وعلى إسرائيل أن تدرك حجم مصر وأن تتعامل معها وفق هذا الاعتبار ) ؟ ولماذا لم يقل المصريون إن صبر مصر بدأ ينفذ ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ أخيراً على النظام المصري الحالي , ألا يبالغ في تصريحات مسئوليه , لأننا نعرف جيداً هذا النظام , ونعرف حجمه الحقيقي , بل ونعي ذلك تماماً .عليه أن يدرك جيداً , أنه يتعامل مع حركة مجاهدة , تدافع عن شعبها ووطنها , وأنها لن تفرط كما هم فرطوا … ولن تذل كما ذلوا … ولن تخضع كما خضعوا …على هذا النظام أن يدرك أن حماس وحكومتها بغزة تحارب أقذر جيش في العالم , في الوقت الذي تفتح فيه أبواب مصر لقادة هذا الجيش . أما نحن فنعي تماماً أن الشعب المصري في واد وحكومته في واد آخر , نعلم أن هناك خلف الحدود مع غزة , شعب يحب غزة , ولو تركه النظام فسيقدم الكثير الكثير من أجل غزة . كاتب من غزة