تناول موقع "Middle East Eye" البريطاني تقريراً أشار فيه إلى حراك جيش من المتطوعين المناصرين لفلسطين في نيويورك، لرفع مستوى الوعي، مشيراً إلى أنهم يتجهزون لمظاهرة ضخمة، في 30 مارس/آذار، والذي يواكب "يوم الأرض الفلسطيني".
كان زياد زين الدين ماراً بجوار "منتدى الشعب" في مدينة نيويورك، بعد ظهر أحد أيام شهر نوفمبر/تشرين الثاني، عندما لمح علم فلسطين معلقاً على نافذة.
ولم يكن زين الدين معتاداً على رؤية الرموز الفلسطينية في وسط مانهاتن، فدخل المكتب الواسع في شارع 37 ليكتشف أنه واحد من مراكز المدينة الرئيسية للتعبئة والعمل من أجل فلسطين، كما دعاه المنظمون في الداخل للانضمام إلى ما وصفوه بـ"اجتماع المتطوعين" في يوم الإثنين التالي.
قرر زين الدين العودة في يوم الإثنين مدفوعاً بألمه على خسائر الأرواح المدمرة في الحرب على غزة. وانضم زين الدين بذلك إلى جيش يضم مئات المتطوعين من مناطق نيويورك الخمس، ومن نيوجيرسي على الضفة الأخرى من نهر هدسون، حيث يعيش زين.
جيش من المتطوعين المناصرين لفلسطين في نيويورك يعقدون اجتماعا اسبوعيا
ويتجه هؤلاء المتطوعون إلى مانهاتن مساء كل إثنين للنقاش والتخطيط لتحركاتهم، وتعبئة الآخرين من أجل إنهاء ما يصفونها بـ"الإبادة الجماعية" في غزة.
وقال زين الدين، ذو الأصول المصرية، لموقع Middle East Eye البريطاني خلال اجتماعٍ للمتطوعين، في مارس/آذار: "ينتابني شعور تضامن جميل عندما أكون هنا".
يصف منتدى الشعب القائم في مانهاتن نفسه بـ"حاضنة الحركة" التي تُروج للمساواة الاجتماعية والاقتصادية داخل الولايات المتحدة وحول العالم.
وأوضحت ليان فوليهان، منسقة التعليم في منتدى الشعب، أن الدافع الأصلي لإقامة اجتماعات المتطوعين جاء أثناء المسيرة الوطنية إلى واشنطن -نصرةً لفلسطين- في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
فبعد أن لاحظوا مستوى الطاقة والرغبة من النشطاء لتنظيم أنفسهم والمشاركة، قالت ليان إن منتدى الشعب حاول تسخير طاقات مختلف المجتمعات من أجل المضي قدماً في بناء حركة مزدهرة ومستدامة ذاتياً لأجل فلسطين.
وذكرت ليان أنهم أدركوا كذلك أن النظرة العامة للفلسطينيين في أوساط الشباب الأمريكي قد بدأت تتغير خلال تلك الفترة، وأرادوا استغلال ذلك.
ومع ذلك، لم يكن واضحاً عدد الأشخاص الذين سيلبون دعوة التطوع، أو إن كان هناك من سيلبيها من الأساس.
لكن المئات حضروا لتلبية الدعوة، وتستمر الأعداد في الزيادة بعد مضي خمسة أشهر، حيث يحضر كل متطوع جالباً معه أفكاره ودوافعه للعمل.
ويُمكن القول إن عدداً من الأحداث التي جرت في نيويورك على مدار الأشهر الخمسة الماضية جرى التخطيط لها هناك، أو خرجت للنور نتيجة التفاعلات بين الأشخاص الذين يأتون إلى المنتدى. وبدأت تلك الأحداث بإغلاق المحال التجارية على مستوى المدينة، في الـ17 من نوفمبر/تشرين الثاني.
ومنذ ذلك الحين تحوّلت اجتماعات المتطوعين، في يوم الإثنين، إلى دائرة لنشر المعلومات وتعبئة الآخرين من أجل التحرك.
وقالت ليان: "نكتسب مهارةً جديدة في كل أسبوع مثل الاعتصامات، وطرق الأبواب، والإضرابات. وقد اعتمدوا على تكتيكات أخرى لنشر الوعي وإشراك المزيد من الناس".
ولم تسفر هذه الجهود عن التعبئة الفعالة فحسب، بل أدت إلى نتيجة أخرى أيضاً: البنية التحتية التنظيمية.
يتجهزون لمظاهرة ضخمة بهذا الموعد
إذ تابع الموقع البريطاني مئات المتطوعين وهم يترددون على المكان كل يوم إثنين لعدة أسابيع، ثم ينقسمون إلى مجموعات بناءً على المنطقة، بالإضافة إلى تشكيل مجموعات فرعية من الطلاب والفنانين.
وتناقش تلك المجموعات تحركات الأسبوع السابق، بما شهدته من نجاحات وإخفاقات، والتحركات المحتملة للأسابيع المقبلة، كما تناقش التحركات التي سيكون من المفيد استهدافهم لها كمجتمع.
ولا شك أن شبكة المتطوعين المنحدرين من خلفيات مختلفة تعني أنهم يتمتعون بمجموعة كبيرة من المهارات، حيث يعملون في مجالات تصميم الرسوميات والعلاقات العامة والتقنية وإدارة الأعمال.
فضلاً عن أن كونهم من مختلف المناطق يعني وجود بنيةٍ تحتية جاهزة، وقادرة، ومترابطة من المتطوعين المستعدين للتحرك من أجل فلسطين في غمضة عين، بينما يعدون الآن لمظاهرة ضخمة في الـ30 من مارس/آذار الجاري.