يعتقد بعض مرضى النفوس وبعض صبيان السياسة والثقافة الصفراء، إن اهانة رجال الأمن الفلسطيني هي قضية عادية وحق ديمقراطي يمارسونه كما يمارسون سيادتهم على زوجاتهم في الغرف المظلمة والمغلقة ..وكأنهم لا يدركون نتائج وعواقب ما يقولون ، بحق شريحة اجتماعية أساسية في مجتمعنا الفلسطيني ،يقف خلفها ألاف الأسر الفلسطينية التي كان وما زال لها الدور الأول والأساسي والمقرر في الحياة السياسية والنضالية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكل وجوه العمل المختلفة في داخل الوطن وخارجه. لقد أصبحت مواقف الاهانات والحط من قدر وقيمة الجندي المناضل – وأصر هنا على كلمة مناضل_الفلسطيني ، قضية لا تطاق ولا يمكن السكوت عليها بأي شكل من الإشكال ،لأنها ببساطة باتت تشكل معضلة لدى كل هذا الجيش الوطني من رجال الأمن الفلسطينيين..الذين – اعتقد جازما- إنهم لن يرضوا الاهانة لأنفسهم خاصة وإنهم من تربوا في مدرسة الثورة والانتفاضات والكفاح والنضال ،وإنهم مَن قدموا وما زالوا يقدمون حيوا تهم رخيصة من اجل القضية وحق شعبنا في العيش الكريم ..في الوقت الذي لم يكن فيه –السفلة- الذين يهينون شرف الجندي الفلسطيني ويصورونه بأقذر الصور وكأنه أصبح ماسح أحذية بطاقيته التي تحمل شعار العسكريةالفلسطينية..كما فعل المحرضون وأصحاب الفتن وفاقدي الضمائر الحية في فيلمهم الكرتوني "دايتون"، قد بلغوا سن الرشد بعد،أو أنهم لم يولدوا من بطون أمهاتهم ،وكأنهم قدموا ما من شانه تعميق الوعي الوطني أو تثقيف أطفالنا بمادة وطنية ،وقد تناسوا –ولم ينسوا- إن ما قدموه لا يعدوا كونه مادة إعلامية رخيصة وتافهة ،الهدف منها تشويه المعارف والمعلومات ..وإسقاط نفوسهم المريضة على الحقائق التي لا تقبل الجدل.. وهنا نسأ ل هؤلاء، ماذا يمكننا القول بحق أولئك الذين ينفذون أوامر قادة الحرس الإيراني والذين ما زالوا يتلقون تدريباتهم في طهران وأصفهان وقم ؟؟؟ وماذا نقول عن أولئك الذين حُقق معهم واعترفوا بارتباطاتهم مقابل عدة شواقل حين نراهم يقفون في مقدمة من يقتل ويعتقل ويطلق الرصاص على المفاصل ويضعون أقدامهم على رأس فدائي مناضل كما فعلوا في قطاع غزة ؟؟؟ وماذا سنقول عن أولئك الذين يمارسون الخاوات والإتاوات والسرقات من جيوب الفقراء ؟؟؟ وماذا سنقول عن تلك القيادات التي باتت قبلتها طهران والشام وبعض شيوخ الفتاوى في بعض أقطار الوطن العربي ؟؟؟ وكيف يمكننا تفسير كل هذه المطالبات المحمومة التي تطالب باعتماد رجال أمنهم على ملاك قوى الأمن الفلسطينية.. وصرف رواتب لهم كالبقية من قوى الأمن؟ حينها هل سيغيرون برامجهم ويقولون عن رجل الأمن الفلسطيني انه مناضل ووطني ومقدام وقوي؟؟؟لقد بلغ السيل الزبى ، ولم نعد نحتمل من يسئ لمؤسستنا الوطنية العسكرية ، أو يحط من شرف جنديتنا ،لأننا في نهاية المطاف من يقرر مصير المعركة ، مع كل التزامنا وانضباطيتنا بالقرارات والتوجهات والبرامج والقيم التي ترعرعنا وتربينا عليها طوال سنوات هي أطول واكبر وأعمق من تاريخهم مهما صوروه زورا وبهتانا، لأننا الأبناء الحقيقيون لهذا الشعب الذي سيلفظ كل من يسئ لأبنائه وقادته ومناضليه ..إننا لا نحب لغة الردح وإطلاق المسميات كيفما كان ، ولكننا لن نسمح لمعتوهٍ أو بذئٍ أو سيئ الصيت والسمعة أن يهين شرفنا العسكري الوطني كائن من كان ..فنحن لسنا ماسحي أحذية لدايتون ولا راكعين أمام جندي إسرائيلي ولا جبناء إذا ما وقعت الواقعة، فنحن وطنيون بالأساس وقبل أن يعرف الكثيرون منكم أبائهم وأمهاتهم... ان من اخطر الاشياء هو طمس الحقيقة ، وقد طمس اولئك الذين يعتقدون انهم الاحرص على الوطن والمواطن ،كل الحقائق حينما اغفلوا وتغافلوا قاصدين حجم التضحيات واعداد الشهداء من قوى الامن الفلسطيني الذين قضوا في خضم المعارك والمواجهات دفاعا عن جماهير شعبنا وقضيتنا وقرارنا الوطني ، ودفاعاً عن اولئك الذين يهينون هؤلاء الشهداء ، الذين كانوا يقاتلون من اجل منع جيش الاحتلال من الوصول اليهم في مخابئهموجحورهم .ويبدو ان ولائمهم الخاصة قد انستهم مئات الاسماء من ضباط وجنود قوات الامن الفلسطيني الذين تلقوا الاصابات والرصاص والاعتقال وما زالوا حتى اللحظة يقبعون في زنازين سجون ومعتقلات الكيان الصهيوني،مثلما هم اخوتهم ورفاق سلاحهم قابعون في سجون حكام قطاع غزة ومحاصرون في بيوتهم وممنوعين من ممارسة حياتهم الطبيعية ...الستم وجهين لعملة واحدة ؟؟؟