خبر : ستبقى " فتح هي فتح وحماس هي حماس " .. م. عماد عبد الحميد الفالوجي

الثلاثاء 05 يناير 2010 12:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ستبقى " فتح هي فتح وحماس هي حماس " .. م. عماد عبد الحميد الفالوجي



  احتفلت كلتا الحركتين الرئيسيتين فى الشارع الفلسطيني خلال الشهر الماضي بانطلاقتيهما وسمعنا جيدا الخطابات الرسمية لكل منهما , وتوقع بعض المراقبين – وأنا أحدهم – استغلال تلك المناسبتين الهامتين لإطلاق مواقف جديدة على الأقل فيما يخص إعادة الاعتبار للوضع الداخلي أو التوجه لعملية تقييم عامة تشمل كافة مناحي الوضع الفلسطيني , ولكن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المواقف من كل القضايا لازالت كما هي , ولم نسمع أي مبادرة جديدة خاصة من حركة حماس كما تناقلت بعض وسائل الإعلام بأن هناك مبادرة سياسية هامة سيعلن عنها الأخ خالد مشعل ستتضمن روحا جديدة وخطابا بلغة سياسية غير مسبوقة بل وذهب البعض الى التلميح بأن هذا الخطاب سيكون المقدمة لتأسيس حزبا سياسيا بمواقف مرنة لحركة حماس وسيضم بين ثناياه شخصيات مستقلة وأكاديمية لخوض الانتخابات القادمة , ولكن ذلك لم يحدث , وكذلك توقع البعض أن يكشف الرئيس محمود عباس عن اسم خليفته القادم – فى حال أصر على قراره بعدم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة – أو الإعلان عن سياسة جديدة للحركة خلال العام القادم المليء بالمتغيرات والمفاجآت , ولكن أيضا هذا لم يحدث .وبقيت فتح كما هي فى موقفها الواضح من المصالحة بأنها فعلت كل المطلوب منها من خلال توقيعها على الوثيقة المصرية وتنتظر توقيع حماس عليها لتنطلق بعدها المصالحة الفلسطينية وهي فى أتم الجاهزية لتحقيق ذلك , والموقف من العملية السياسية واضح لا لبس فيه وكرر الرئيس محمود عباس موقفه الرافض للعودة للمفاوضات على الأسس السابقة التى أثبتت فشلها , وإصراره على ضرورة الاتفاق على مرجعية وسقف زمني لإنهاء المفاوضات بالإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ووقف سياسة الاستيطان وعدم الاعتراف بشرعية الاستيطان على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 , أما حركة حماس فلا زال موقفها كما هو من قضية المصالحة فلا زالت تطالب بضرورة أخذ ملاحظاتها على الوثيقة المصرية بعين الاعتبار قبل التوقيع على الوثيقة وبالتالي عدم موافقتها على إجراءات المصالحة قبل تنفيذ هذا الشرط وأما الموقف السياسي فقد أعلنت موافقتها على قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وتنفذ على الأرض فى قطاع غزة هدنة غير معلنة لضبط الأمن فى قطاع غزة بطريقتها الخاصة .وهكذا دخلت الحركتان عاما جديدا دون تحرك عن مواقفهما السابقة ولازالت الجهود تبذل من أطراف عدة للعمل على جسر الهوة وتحريك قاطرة المصالحة الفلسطينية المثقلة بهموم المواطن والوطن الفلسطيني , ويعمل الكيان الإسرائيلي بكل ما يملك من قوة ومكر ودهاء لاستغلال هذه الحالة الفلسطينية وفرض وقائع على الأرض يصعب تغييرها أو تجاوزها فى المستقبل أو استحالة استردادها مثلما يحدث فى القدس واستمرار الحفريات وسرقة الآثار التاريخية وتغيير معالم المدينة المقدسة وتهجير أهلها , ولعل انهيار نفق تحت أحد شوارع حي سلوان فى القدس يؤكد استمرار المخطط الصهيوني ضد المؤسسات المقدسية والأخطار الى تواجهها والمسجد الأقصى ليس بعيدا عن تلك المخططات وهي عل كل حال لم تكن فى يوم من الأيام سرية بل تعلن عنها العصابات الصهيونية بشكل يومي , وترى تلك العصابات أن الانقسام الفلسطيني فرصة ذهبية لتحقيق أهدافهم بأقل الخسائر . وبناء على كل ما سبق فإن حركة فتح لازالت وستبقى حركة فتح حركة واحدة لا تتجزأ وخاصة بعد نجاح عقد مؤتمرها السادس , فلا يوجد فتحاويون عقلاء او غير عقلاء أو فتحاويون  وطنيون أو غير وطنيون ، لأنهم جميعا يجمعهم إطار واحد وسياسة واحدة بالرغم من وجود تيارات وتكتلات تهم الشأن الداخلي الفتحاوي فقط كأي حركة كبيرة متشعبة منفتحة ولا تحمل أيدلوجية محددة بل أيدلوجيتها الوطن الفلسطيني بكل أبعاده وأفكاره وألوانه , وأما حركة حماس فهي أيضا حركة واحدة ولا يوجد حمساويون متنورون أو معتدلون و حمساويون مظلمون أو متطرفون لأن حماس اختارت قيادتها وتلتزم بمجموعها بمواقفها المعلنة بالرغم من وجود تيارات فكرية قد تختلف فيما بينها , وقد نسمع من البعض لغة أجمل وأكثر هدوءا واتزانا من البعض الآخر ولكن فى نهاية المطاف جميعهم ملتزمون بالموقف الواحد  ومن هنا لابد أن يكون التعامل مع كلتا الحركتين بهذا المفهوم الشامل ومطالبتهما بضرورة تقييم المرحلة السابقة بكل أبعادها ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل الاعتبارات , والدعوة موجهة أكثر الى حركة حماس لتأخذ الخطوة وكسر الجمود فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية وأخذ القرار بالتوقيع على الوثيقة المصرية لبدء عملية المصالحة لأن التوقعات والمؤشرات تؤكد أن العام القادم يحمل فى جعبته الكثير من المصائب بحق شعبنا وقضيتنا إذا لم نتدارك أمورنا بالسرعة المطلوبة .          رئيس مركز آدم لحوار الحضاراتwww.imadfalouji.ps