شاركت سفيرة دولة فلسطين لدى ايطاليا عبير عودة في الاحتفالية الثقافية الفلسطينية بنسختها الأولى التي أقيمت في مدينة بولينيانو دي ماريه في إقليم بوليا جنوب إيطاليا على مدار ثلاثة أيام، والتي خصصت لتكريم الشاعر محمود درويش.
ونظمت الفعالية الجالية الفلسطينية في بوليا وبازيليكاتا بالتعاون مع مؤسسة همسة سماء الدنماركية، بحضور الفنان مارسيل خليفة والإعلامي زاهي وهبة، وشخصيات متضامنة وداعمة لشعبنا الفلسطيني على رأسها فرانشيسكا البانيزيه، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحالة حقوق الانسان في فلسطين، ولويزا مورجنتيني.
وافتُتِحت الاحتفالية بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل المقولة "كل قلوب الناس جنسيتي" باللغتين العربية والايطالية، ووضعت في ساحة سان بينيدتو التاريخية والتي تعد من أهم الساحات في المدينة، والتي أنجزت بالتعاون بين الجالية الفلسطينية ومحافظ المدينة.
وتخلل الاحتفالية، مداخلات من ضيوف الشرف، حيث عبر الفنان مارسيل خليفة عن العلاقة الوطيدة التي ربطته بالشاعر محمود درويش وطبيعة عملهما سوياً، كما قدم الإعلامي زاهي وهبة أبياتا من الشعر كان قد كتبها اهداء للشاعر محمود درويش. وقدم الفنان الفلسطيني نبيل سلامة بفرقته (راديو درويش) عروضاً موسيقية مختلفة خلال أيام الاحتفال.
وأشارت عودة إلى أهمية مثل هذه المبادرات في نشر وإحياء الثقافة الفلسطينية التي تتعرض للسلب والاخفاء والطمس من قبل الاحتلال. وقالت إن هذه الاحتفالية تأتي في الوقت الذي ما زال شعبنا يواجه أبشع الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحقه من قتل وأسر وسرقة أراضٍ واقتحامات وتدمير للبيوت والممتلكات وتهجير قسري.
واضافت انه يجب العمل على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية وفي كافة الاتجاهات لمواجهة الاحتلال وممارساته ونشر الرواية الفلسطينية. كما دعت للانخراط في العمل الثقافي في ايطاليا وحشد الدعم من الشعب الايطالي الصديق وتوسيع دائرة المتضامنين، حيث إن مسؤولية نشر الرواية الفلسطينية ودحض رواية الاحتلال تقع على عاتق كل فلسطيني وكل مؤمن بالقضية الفلسطينية العادلة.
وكانت عودة قد اجتمعت مع رئيس بلدية بولينيانو دي ماريه، وشكرته على الجهد الذي بذله وفريقه والدعم الذي قدمه لإنشاء لوحة تحمل اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش، أحد أعمدة الشعر العربي المعاصر.
وأضافت أن هذه المبادرات التي تصدر من المدن الإيطالية ما هي إلا إثبات أن الايطاليين لن يتغيروا، وأن الشعب الإيطالي سيبقى شعب صديق مؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وأن تكون هذه الخطوة هي البداية فقط لفتح مزيد من آفاق التعاون، والتي يمكن أن تكلل بتوقيع اتفاقية توأمة بين مدينة بولينيانو دي ماريه وإحدى المدن الفلسطينية كالخليل أو نابلس أو جنين.
بدوره، عبّر رئيس البلدية عن التزامه تجاه القضية الفلسطينية، وأن هذه المبادرة أضاءت له درب معرفة الثقافة والأدب والشعر الفلسطيني، وأن فكرة وجود عبارة شعرية لأحد أهم الشعراء الفلسطينيين في وسط المدينة لاقت إعجابه منذ لحظة طرحها عليه. وأضاف انه على استعداد للتعاون والحوار في كافة المجالات، كما عبر عن إمكانية استضافة بعض الفنانين الفلسطينيين المعاصرين.