أن تقتل من أجل وطنك فهذا شرف عظيم... أن تفدي روحك من أجل فلسطين فهذا هو قدر الثوار ولكن عندما تقتلك فلسطين فهذا عار كبير على كل الأحرار في هذا الوطن .. أن تكون صادقاً فهذا رصيد لك يضمن نجاحك ولكن أن تدعي أنك الصادق الوحيد فهذا هو الانتحار بعينه.. فالحقيقة أياً كان مصدرها نسبية وتحمل عدة وجوه ولكنها تبقى عنيدة ولا تقبل القتل أو الدفن أو القسمة على اثنين لأنها تصبح أنصاف حقائق. أن تدّعي الوطنية هو حق لا يجادلك فيها إلا أعمالك ولكن أن تنفي الوطنية عن الآخرين مستنداً إلى الحقائق المطلقة فأنت ظالم والظالم مصيره النار.. والاحتراف والاختفاء... فقد يطير الطير بلا ذنب ولكن بصعوبة .. وقد يطير بلا أرجل ولكنه لن يعرف بر الأمان أبداً.. ولكن أن يطير بجناح واحد أو بنصف جناح فهذا هو الجنون بعينه.. إن كل ما يجري الآن في الساحة الفلسطينية من صراع داخلي لم يعد يُعني للمواطن الفلسطيني إلا شئ واحد.. قيادة فاشلة.. ضعيفة وغير مسئولة.. ومرتبطة بسياسات الغير.. ضاربة بعرض الحائط المصلحة الوطنية السفلى والعليا.. ولم يعد الوطن بالنسبة لجيل كامل سوى أكذوبة أو قصة درامية يموت في نهايتها البطل وتحترق المدينة وتسكنها الغربان فيما بعد.. ثم تنتظر حتى يتساقط المطر لينبت جيل جديد يعيد الحياة إلى تلك المدينة.. وهنا يكمن بيت القصيد.. أين الحكماء منكم.. فساعة المطر قد اقتربت وعلى الغربان أن ترحل من كل الأسوار ومن كل المعاقل .. لا أحد برئ حتى أنت.. لا يجوز لك أن تدّعي أنه لا حول ولا قوة لك ولا يجوز لك أن تتنصل من مسئولياتك .. استيقظ قبل أن تقتلك فلسطين.. قد يكون باسم الوطن وقد يكون باسم الدين لا أحد يعرف... ولكن الأكيد أنك ستكون الضحية.. وستموت مرتين مرة بأياديهم ومرة بألسن الناس.. فلا تنتظر وأعصف كل ما في صدرك فأصل العاصفة نسيم رقيق... والتغير لا يحتاج إلى كثير من العناء.. فقط ارفع رأسك واصرخ.. نحن لسنا عبيداً ولن نقبل بالانتحار ولا العودة إلى الوراء.. ألم تكن الشمس غايتنا؟.. فهي وإن غابت سويعات فلابد لها أن تعود وما عليكم إلا تسيروا في اتجاه الشمس حتى لا تتغيب أبداً.. كلام جميل.. وعبارات رائعة ولكن ما قيمتها إن لم تحرك ساكناً أو تهز عرشاً وهذا صحيح.. ولكن صوتي وصوتك معاً يصبح رعداً.. يتكلم ويقول بصريح العبارة إن كل ما يجري خطأ كبير.. هنا وهناك أخطأ في كل شئ وفي العبادة وفي السياسة وفي أرزاق الناس وفي الإدارة وفي العدالة وفي التوزيع وفي المحبة وفي الصراع.. لا شئ يسير بشكل صحيح.. فلا تقبل ولا تضع رأسك بين الرؤوس ولا تنتظر أن تنزل الرحمة من السماء لأنها قد تطول ... أنت من يمتلك مفتاح الحل .. فارع صوت ..