خبر : في عيدها الوطني الـ 38 الإمارات، نموذجا للوحدة والنهضة.. عبد الله ابو رمان

الجمعة 04 ديسمبر 2009 11:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
في عيدها الوطني الـ 38 الإمارات، نموذجا للوحدة والنهضة.. عبد الله ابو رمان



صحيح إن احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة، بعيدها الوطني، تأتي هذه المرة، في مناخ من التحديات الاقتصادية التي تجابهها إمارة دبي، مع دخول مرحلة جديدة من الأزمة المالية العالمية؛ إلا إن تجربة الإمارات العربية المتحدة، تبدو عن كثب أقوى بكثير و أمتن مما يخال البعض. وهي تجربة لا يجوز اختزالها في الجانب الاقتصادي على أهميته؛ فهناك، أيضا و قبل كل شيء: تجربة فريدة من الوحدة العربية الناجحة؛ وهي فريدة بمعنى الكلمة، ذلك أنها الوحيدة التي استمرت، لامتلاكها من الأساس شروط النجاح والاستمرار، ومراعاة الخصوصيات و احترام التنوع، و إحجامها عن المنطق الإقصائي الأقرب إلى الاحتلال، والذي وصم تجارب وحدوية عربية أخرى، فلم تلبث وأن انكشفت عند أول هزة. وهي، كذلك، تجربة وحدوية، ارتبطت بإرادة النهضة الشاملة، لا على مستوى العمران و التمدن وبناء المنشآت، فحسب، ولكن أيضا، على مستوى الإنسان. وقد كان رهان الدولة على الاستثمار في المواطن تعليما و إعدادا؛ رهانا ناجحا، أثمر نسبة مرتفعة جدا على صعيد التعليم، و التعليم العالي، وتلاشيا لمستويات الأمية.. و اللافت أكثر: ذلك الموقع المتقدم الذي حققته المرأة الإماراتية اجتماعيا و ثقافيا، وعلى المستوى السياسي، و هو ما تجلى بوجود سيدات في مواقع وزارية، وفي الصفوف الأولى من الوظائف العليا، وفي معظم القطاعات.. وبشكل سلس، تدريجي، دون أن يتسبب بأزمات اجتماعية، أو يثير مخاوف وشكوكا، مألوفة، في حالات التحول؛ فالتحولات الإماراتية، طبيعية، وليست إقحامية، وارتبطت، منذ البداية، بمسيرة التحديث و النهضة، ما يسر لها مرورا آمنا. على الصعيد السياسي، احترمت دولة الإمارات دورها و موقعها، واختارت نهجا وسطيا معتدلا؛ فلم تبحث عن أدوار مركزية معقدة، ولم تسع إلى استثارة الأزمات و القفز على قوانين الجغرافيا السياسية وأحكامها، بحثا عن أدوار، أو سعيا وراء الأوهام. وقد أدارت الدولة صراعاتها بحكمة وروية، وحددت بدقة معاييرها و استراتيجيتها. و كانت، دائما، جزءا رئيسا، من تفاعلات التضامن العربي، وداعما لأي جهد يدفع باتجاه حماية المنطقة من الانزلاق في حروب بالوكالة، أو أن تكون ساحة لصراعات نفوذ إقليمي- دولي. وبذلك، امتازت الدبلوماسية الإماراتية، بالتمسك المبدئي بالثوابت، وعدم التفريط في الحقوق الوطنية (قضية الجزر الإمارتية المحتلة من قبل إيران، نموذجا)؛ و في الآن نفسه: الاعتماد على منطق الشرعية الدولية.. والابتعاد، الكلي، عن المهاترات الإعلامية وسياسات التجييش و التأزيم. ..دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة حقيقية، محترمة. وهي نتاج بناء متين، و رؤية نهضوية، لا يجوز اختزالها في بعض المظاهر. وهي دولة مؤهلة و قادرة على تجاوز التحديات. ومثلما قال الشيخ محمد بن راشد، في حديث مع وفود الإعلاميين العالميين، مؤخرا: فإن الأزمات هي في أحد أوجهها فرص، يمكن التعامل معها بعقلانية وإرادة، وتطويعها، لتحقيق أهداف مخطط لها مسبقا.. ولا تعني أبدا نهاية المطاف. و يبقى: إن أخلاق السياسيين الإماراتيين تتجلى عند الحديث عن الأردن. وهو حديث مليء بالاحترام والتقدير. و قد أفاض الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم و التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أمام الوفود الإعلامية العالمية، في حديثه الحميم، الدافئ، عن دور الأردنيين وإسهاماتهم في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة.. ما ينم عن خلق رفيع هو نموذج للخلق الإماراتي، ولوفاء نادر، في التعامل مع إسهامات الأردنيين، والتي تجاوزت في جوهرها الجانب الوظيفي إلى جوانب مشرقة من الإخلاص و الإيثار و الجدية في العمل و العطاء. mman@yahoo.com