ما حصل في أستراليا بالأمس كان موقفاً مشرفاً يستحق كُل الإحترام والتقدير ، فبرغم أن الشعب الأسترالي لا يمت للشعب الفلسطيني بأي صفة دم أو دين أو عادات وتقاليد لا أن أعداد كبيرة من أبناء الشعب الأسترالي إستقبلت سلفان شالوم نائب رئيس حكومة الإحتلال بالهتافات التي طالبته برفع الحصار عن غزة ووصفته بمجرم حرب . يأتي هذا الموقف المشرف من شعب يتطلع لمأساة شعبنا ومعاناته في الوقت الذي يستقبل فيه شمعون بيرس رئيس كيان الإحتلال إستقبال الزعماء في بعض العواصم العربية ، هذه العواصم التي تدعي نصره الشعب الفلسطيني ودعمه ، فحكومة هذه الدولة تستقبل قاتل الأطفال اللبنانيين والفلسطينيين في مجزرة قانا وغيرها من المجازر التي إرتكبها هذا المُحتل الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية بشكل عام . هذا هو الفرق بين شعب يستقبل شالوم بالهتافات التي تعبر عن غضب هذا العالم الحُر على ما يجري من حصار وتجويع وقتل يومي ، وشعب يستقبل بيرس في أسواقه حين يتجول وفتياته يأخذون الصور التذكارية مع هذا القائد الذي كان ولازال مثالاً لزعامات العصابات . لا أدري أين فرسان الفضائيات من هذان الموقفان ، ولا أدري أين القنوات الفضائية التي تأخذ من القضية الفلسطينية شماعة للتحريض والفتنة على مشروعنا الوطني الفلسطيني ، فأين كاميرات الجزيرة من زيارة بيرس الأخيرة لدولة السيلية وأين فرسان بريطانيا والعواصم الأوروبية وأين من يقول عن نفسه مناضل ضد الإحتلال الإسرائيلي وترك شعبه في فلسطين المُحتلة عام 1948 ليقيم في إحدى العواصم العربية ويبدأ مشوار التنظير والتخوين ومشوار توزيع شهادات الوطنية على أبناء شعبنا الفلسطيني . إن شعبنا العربي الفلسطيني وهو يقود صراع مع هذا المُحتل الغاصب فإنه يحتاج إلى كُل صوت حر وشريف لفضح سياسات هذا الإحتلال الذي أصبح متأكداً بأن العرب في حالة نوم وسبات عميق وأنه يستطيع فعل أي شيء طالما الزعامات والشعوب العربية في حالة شجب واستنكار دائم وطالما أن الشعب الفلسطيني وحده في الميدان فباستطاعة إسرائيل فعل ما تشاء في المقدسات والتاريخ والإنسان الفلسطيني . كٌل التحية للشعب الأسترالي ، وكل التحية للشرفاء ولمناصري الحق الفلسطيني الذين يقفون بشجاعة أمام هذا الإحتلال ليقولوا لا للإحتلال لا للظلم نعم لحرية وإستقلال الشعب الفلسطيني بعد أكثر من نصف قرن من الإحتلال .&&&&&&&&صحفي وكاتب فلسطينيrm_sh76@hotmail.com