الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " حزب سياسي كفاحي، يعمل لتوعية وتنظيم وقيادة الجماهير الفلسطينية من أجل استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كهدف مرحلي على طريق إقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني، والتي يعيش جميع مواطنيها بمساواة كاملة بدون تمييز في الحقوق والواجبات، وهو يناضل من أجل إقامة مجتمع اشتراكي خالي من الاستغلال، قائم على المبادئ الديمقراطية والإنسانية على طريق تحقيق مجتمع عربي اشتراكي موحد"(المادة الأولى من النظام الداخلي للجبهة الشعبية). يصادف يوم الحادي عشر من كانون أول / ديسمبر انطلاقة هذا الحزب الذي عمد بدماء الشهداء وعذابات الأسرى وبسجل حافل من العمل والنضال والكفاح، إن يوم 11/12 من كل عام يوم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يوم لكل فلسطيني يفخر بفلسطينيته وثوريته، يوم لكل ثائر ومقاتل لكل مفكر وعامل وفلاح وطالب، يوم للمرأة الفلسطينية وللشباب الفلسطيني، والأروع من ذلك أنه يوم لكل لاجئ هجر وشرد من دياره ومن أرضه عام 1948 أثر نكبة فلسطين التي أحلت بالشعب العربي الفلسطيني من قبل الغزاة الصهاينة الذين استوطنوا الأراضي الفلسطينية، هجرت الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين خلال النكبة الفلسطينية، حيث تم تهجير أكثر من 700 ألف فلسطيني ما بين الأعوام 1947-1949، وبقي نحو 150 ألف فلسطيني فقط في المناطق التي أصبحت بتاريخ 15 أيار 1948 تعرف بدولة "إسرائيل". وهنالك ما يقارب 400 ألف فلسطيني معظمهم هجّر للمرة الثانية أثناء الحرب العربية- "الإسرائيلية" في العام 1967 وعدد منهم هجّر داخلياً بمن فيهم الفلسطينيون من شرقي القدس. كما تواصلت بعدها عمليات التهجير القسري للفلسطينيين ومنهم اللاجئين من المناطق المحتلة عام 1967 وفي مناطق الشتات وبأشكالٍ مختلفة.* 11/12/1967 تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من رحم حركة القوميين العرب كرد على هزيمة حزيران " النكسة " ولم يكن اختيار الدكتور جورج حبش ورفاقه مؤسسي الجبهة مجرد صدفة عابرة إن اختيار يوم 11/12 هو مرتبط بقرار الأمم المتحدة قرار 194 القاضي بحق عودة اللاجئين لتؤكد للعالم أن حق العودة لا يمكن لكائن من كان أن يعبث أو يفرط به، ولتصبغ هذا الحق بعقول كل الأجيال. صدر عن الأمم المتحدة حوالي ثلاثين قرارا تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، واستخدمت أميركا في كل مرة حق النقض (الفيتو) لإبطال هذه القرارات التي تدين "إسرائيل". ورغم تأكيدها المستمر في أكثر من نص واضح على حرية الشعوب والأفراد في تقرير مصيرهم والعيش بكرامة، اتخذت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين بتاريخ 29/11/1947، وبعدها انسحبت بريطانيا من فلسطين وحلت مكانها إسرائيل إثر حرب عام 1948 التي أسفرت عن تهجير العديد من الفلسطينيين عن أراضيهم ومنازلهم. وفي 16/9/1948 رفع الوسيط الدولي برنادوت تقريره إلى الأمم المتحدة الذي حمل فيه "إسرائيل" المسئولية، وطالب بحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم ومنازلهم كشرط أساسي لتسوية النزاع بين الطرفين. ووفقاً لهذا التقرير أصدرت الأمم المتحدة قرارها رقم 194 بتاريخ 11/12/1948 حيث تؤكد الفقرة 11 على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، " تقرر وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف. أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسئولة"(نص قرار 194 المادة 11). كما ودعا القرار إلى إنشاء لجنة توفيق دولية مهمتها السعي لتحقيق السلام في فلسطين، وتسهيل عودة اللاجئين من جديد، وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب دفع التعويضات لهم. تعتبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قضية اللاجئين جوهر الصراع العربي "الإسرائيلي" كما وتعتبر حق العودة ثابت من أهم ثوابت القضية الفلسطينية دون التقليل من أهمية الثوابت الفلسطينية تقرير المصير وإقامة الدولة لذلك كان لا بد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تربط ذكرى انطلاقتها بذكرى قرار حق العودة لتحيى هاتين المناسبتين وتؤكد على حرصها الدائم على إبراز قضية اللاجئين باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية، والجسر الذي نصل به إلى دولة فلسطين العلمانية الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني. إن يوم 11/12 يمثل للشعب الفلسطيني يوم عز وانتصار يوم أن فجرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انطلاقتها لترفض الواقع العربي الهزيل الذي لحق بالجيوش العربية جراء هزيمة حزيران، ويمثل هذا اليوم أيضا حق تاريخي كفلته الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني من خلال إصدار قرار 194، هذا القرار الذي يجب علينا كفلسطينيين أن نطالب بآليات تطبيقه وليس لنتفاوض عليه، إن المطروح من خلال إعلان المبادئ ( اتفاقية أوسلو ) لحل قضية اللاجئين وما طرح من مواقف المبادرة العربية والمفهوم الأمريكي لحل قضية اللاجئين لم ولن يرى النور لأن ما يطرح لم ولن يلبي عذابات وتضحيات جماهير شعبنا الذين هجروا والذين عانوا مرارة اللجوء، ولم يطبق هذا القرار(194) كما ترى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلا من خلال إعادة طرح القضية الفلسطينية تحت مظلة مؤتمر دولي كامل الصلاحيات يبحث في آليات تطبيق قرارات الشرعية الدولية وليس التفاوض أو الالتفاف عليها. كل عام ولاجئ شعبنا بألف خير .. كل عام والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بألف خير .. كل عام وجماهير شعبنا بألف خير. · يذكر أن عدد اللاجئين حسب تقديرات الأونروا لعام (2008) 4.7 مليون لاجئ