خبر : والله زمان ... بقلم : سلطان عدوان

الإثنين 30 نوفمبر 2009 01:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
والله زمان ... بقلم : سلطان عدوان



دائما نتذكر زمان .. كان زمان والله زمان ساق الله على أيام زمان .. ما أجمل ذلك الزمان فى جلساتنا فى علاقاتنا نقول لأصحابنا فاكر زمان بس زمان أحسن . عندما نتواجد فى الأفراح التى غلبت عليها الصبغة السياسية والانتماء الفصائلي فى مجريات وأحداث الفرح نقول وين أيام زمان أيام الزفة اللي فيها الدحية والزغاريد وين أيام الحفلات والتجمعات والمهنئين والقهوة والمخاتير  ... نستذكر زمان لان التهنئة باتت تقتصر على الأصدقاء وأصحاب الفكر السياسي الواحد ولا أبالغ  لأنك قد تفقد تهنئة جارك او احد أبناء عائلتك. لم تعد هناك التهاني الجماعية والجيران والهدايا المعهودة لذلك نستذكر زمان فقد كان الوفاء زمان طاغي على الوجدان أما الآن فقد استحل النكران المكان. عندما نسمع عن حالة وفاة نستبق الاستعداد لأداء الواجب بالسؤال عن المتوفي وعائلته وعمله فلم يعد يتأصل فينا الحب والواجب إلا من باب العتب ، بيوت عزاء قد تكون فارغة إلا من أهلها لم يعد هناك الالتفاف وتأدية الواجب للجار والصديق وحدث ولا حرج ان كان بيت العزاء لأصحاب النفوذ حينها لن تجد لقدمك موطئا .. لم تعد النخوة هي التى تقودك لتشارك الناس أحزانها فقد كانت الصداقة زمان فن للاحترام والامتنان وأصبحت بهذا الزمان مصالح تقاس بالميزان ،، حينها نقول وين أيام زمان والله زمان على بيوت العزاء اللي كانت مليئة صغيرا وكبيرا من هنا وهناك الجيران المحبين الأصدقاء النخوة المحبة المعزة المشاركة للأسف افتقدناها .. فى رمضان والأعياد نقول فاكرين أيام زمان فانوس زمان أضاحي زمان نتجمع نتزاور نحكى حكايات  فلم يكن للبغيضة والحقد والكراهية مكان أما الآن فقد أصبحت الزيارات تتقلص او تكاد تتلاشى بعد ان كانت العائلة تزور بعضها لبعض رجالا ونساء أصبحت تقتصر على الأخت او العمة وأحيانا الخالة  ... زمن اقتصرت فيه التهنئة على رسائل المحمول مع احترامي للتكنولوجيا - حينها نقول وين أيام زمان لما كان كبيرنا يجمعنا وندخل كل بيت . اليوم علاقات اجتماعية قائمة على النفاق والانتماء السياسي والفصائلي ، انقسام حطمنا دمرنا مزقنا ومزق عاداتنا وعلاقاتنا واجتماعياتنا فقد كان الحب زمان تضحية وحنان أما الآن فالكراهية هي العنوان وهى من استحل المكان . فى كل جلسة فى كل حديث نستذكر ذلك الزمان ليتها تعود أيام الزمان أيام الحب الحنان الإخلاص الانتماء أيام الواجب العزة توطيد العلاقات .   لم نعد نستذكر زمان من احتراما للماضي والتراث وإنما لنقارنها مع أحداث اليوم والواقع والسلوك الاجتماعي الذي أصبح زمنا من هذا لزمان ، سلوك ومظاهر اجتماعية موجودة للأسف وان حاولنا ان ندفن رؤوسنا ونغض عنها ونلتزم الصمت حيالها ولكنها موجودة وقد يتفق او يختلف معي البعض وان كان هناك استثناءات فى مجتمعنا الفلسطيني .    ولا اعرف ربما هي قواعد اللعبة الآن ان نختبئ ونصمت لكننا فى النهاية وبلا جدل سنتفق بان الذوق كان عنوان لفترة من الزمان ولكنه اليوم كثير من الألوان نتمناها ان تكون  مزيجا من السلوك الاجتماعي المقبول لنسمو عاليا و نمحو النفاق الذي احتل فينا جزءا لنبحث عن جمال القلب والإنسان ونفتخر بأننا من هذا الزمان .    – إعلامي فلسطيني