خبر : عالم استعماري مخادع ، وإرادة مفقودة ...!!!..طلعت الصفدي

الأحد 22 نوفمبر 2009 12:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عالم استعماري مخادع ، وإرادة مفقودة ...!!!..طلعت الصفدي



  تتبدل الشعارات والأدوار لكن السياسة الاستعمارية لم تتغير إلا في شكلها  ، ومضمونها يبقى  استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ، وقهر إرادة الشعوب ، وخلق النزاعات والصراعات الداخلية في كل بلد وقطر ، على قاعدة  فرق بين الإخوة تسد عليهم ، وتحرفهم عن معركتهم الأساسية ضد المستعمرين والمحتلين .  سابقا كانوا يغزون بجيوشهم وأساطيلهم وقراصنتهم  بلدان العالم الثالث ، بما فيها العالم العربي ، ويغزونه اليوم ويسيطرون عليه بأدوات محلية وإسرائيلية .  المستعمرون القدامى والجدد أذكياء ولكنهم إرهابيون ، لا يؤمنوا بالغيبيات ويؤمنوا بسلطة العقل والعلم والتكنولوجيا ، يذهبون كل يوم أحد للكنيسة لا للتعبد  بل ليمسحوا عارهم ، وعار أجدادهم ، وآبائهم  بسبب ما ارتكبوه من فظائع ومذابح بحق الشعوب التي احتلوا أرضها في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية ، في الأقصى والأدنى والأوسط والمغرب العربي..... من قال أن اتفاقية تقسيم العالم العربي  في سايكس بيكو عام 1916 قد ماتت ، أنهم لا زالوا يغتصبون العالم العربي ولكن دون جيوش وأساطيل ، ينهبون خيراته ، يسيطرون على مقدراته ... يتلونون كالحرباء في كل زمان ومكان طبقا لمصالحهم التي لم تتهدد بعد  ، هم قراصنة وإرهابيون ،وضحاياهم  الشعوب العربية المسحوقة والمطحونة من قهر الظلم القومي والاجتماعي والطبقي . القائد العربي لا يرى مأساة شعبه فهو ما أنفك يهرش بين فخذيه ، ملهي باللعب بأعضائه التناسلية ،والبحث عن زواج المتعة ، وفحل المثنى والثلاث والخماس  وما ملكت خزائنه ، لا يفكر سوى بملء بطنه من خيرات سلبها من الغلابا والفقراء ،ومن تجارة الجنس والمخدرات والمهربات والانفاق ، والعالم الرأسمالي ، وأدعياء الديمقراطية وحقوق البشر على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ،  يستمتعون باقتتال الإخوة وصراعهم على اغتصاب أختهم ونهب شعوبهم، في السودان والصومال ، في فلسطين ولبنان ، في العراق واليمن ، في الباكستان وأفغانستان ،ويجرى مسخ  العلاقة الوطيدة ، والإخوة بين الشعبين المصري العربي ، والجزائري العربي إلى معركة إعلامية مقيتة على لعبة كرة قدم بريئة ، توقد نارها الفضائيات الصفراء المجنونة ....!!! باراك حسين اوباما  الذي طلب الصفح والغفران من الشعوب العربية والإسلامية في خطابه في القاهرة بسبب سياسة بوش القبيحة  ، مدعيا أنه المنقذ للسياسة الأمريكية ، ورافعا شعار التغيير ، وسيعمل على تحسين صورتها بعد مسؤوليتها الكبيرة عن تفاقم الأزمة المالية العالمية أمام العالم ، لم يمض على توليه رئاسة  الولايات المتحدة الأمريكية سوى 100 يوم ، يتراجع عن مطالبته إسرائيل بوقف الاستيطان ، وبقيام الدولة الفلسطينية تحت ضغط اللوبي الصهيوني ، والطغمة المالية العسكرية التي تحدد السياسة الأمريكية بعيدا عن سحنة الرئيس  ، ويوجه بتراجعه لطمة لكل من راهن على الموقف الامريكى ..  والاتحاد الاوربى يعرب عن استيائه وعلى استحياء كمن فقد عذريته متلطعا  وراء الموقف الامريكى ، وبان كي مون لا حول ولا قوة  ، وإسرائيل تضرب بعرض الحائط كل الاستنكارات وبيانات الشجب العربية والفلسطينية ،وتمعن في تنفيذ مخططها الاستيطاني ، وتهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية . ولذر الرماد في العيون فالولايات المتحدة الأمريكية منزعجة من قيام إسرائيل ببناء 900 وحدة استيطانية في القدس العربية المحتلة  ... الخ التواطؤ الامريكى ، والصمت العربي ، والعجز الفلسطيني أسلحة بيد حكومة اليمين المتطرفة العنصرية ، والكل يولول كالقطط  المذعورة أمام الكلاب المسعورة في زنزانة القبر  ، لا استثناء لأحد من الأنظمة العربية الرسمية سواء المعتدلة منها ، أوالممانعة ،  ومن القوى والأحزاب القومية واليسارية والمتأسلمة ، وكل مكونات المجتمع المدني ، والمنظمات غير الحكومية والحقوقية والقانونية  ..لا يملكون إستراتيجية سياسية وكفاحية  سوى الخنوع للابتزاز الصهيوني الامريكى الرأسمالي ،  بعضهم يملك الإرادة ولكنه لا يملك  الأدوات والإمكانيات ، وبعضهم يملك الأدوات والإمكانيات ولا يملك الإرادة الحقيقية لمواجهة المشروع الاستعماري وأداته إسرائيل، فهل تتكامل الإرادات والأدوات لتغيير هذا الواقع المأساوي ، ونصرة قضايا شعوبها العربية وفى مقدمتها نصرة الشعب العربي الفلسطيني؟؟ أم تحول العالم العربي لمحمية أمريكية وبحراسة إسرائيلية ، ويجرى التعامل مع شعوبها كحيوانات يسلخ بعضها جلد بعضها.!!!!   طلعت الصفدى غزة - فلسطين20/11/2009   talat_alsafadi@hotmail.com