خبر : غزة تكشف حبها الحقيقي لمصر ..هاني بدر الدين

الأربعاء 18 نوفمبر 2009 09:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة تكشف حبها الحقيقي لمصر ..هاني بدر الدين



الفرحة هي أصدق تعبير عن الحب الحقيقي رغم أي محاولات لكبته،‮ ‬وهذه هي الحقيقة الواضحة التي ظهرت وبوضوح جلي مساء أمس بعد فوز مصر علي الجزائر بهدفين مما أعاد الفرصة للفراعنة للوصول لنهائيات كأس العالم القادمة في جنوب أفريقيا‮.‬ فآلاف الفلسطينيين خرجوا بمجرد إطلاق صافرة الحكم معلنًا انتهاء المباراة في مظاهرات عفوية سادت مختلف أنحاء قطاع‮ ‬غزة ابتهاجًا بفوز مصر علي الجزائر،‮ ‬وبينما كان آلاف المصريين يجوبون الشوارع في مدن مصر‮ ‬ابتهاجًا بالفرحة وعودة الأمل من جديد في الوصول للمونديال كان نفس المشهد يتكرر في قطاع‮ ‬غزة حيث طافت عشرات السيارات والدراجات النارية الشوارع وبخاصة في رفح الفلسطينية حيث خرج الآلاف يهتفون للفريق المصري رافعين أعلام مصر وفلسطين في مظاهرة هي الأولي من نوعها منذ سنوات ابتهاجًا بالفرحة المصرية،‮ ‬بينما بدأت الإذاعات المحلية بثا مفتوحًا عبر خلالها الفلسطينيون من سكان القطاع عن حبهم لمصر وفريقها الكروي فيما هتفت الجماهير بأسماء لاعبي المنتخب المصري لاعبا لاعبا واختصوا أبوتريكة ومتعب وعمرو زكي،‮ ‬وبعد المباراة كان هاتفي هو العنوان لمصر للكثيرين من الأصدقاء في‮ ‬غزة الذين اتصلوا بي مهنئين لمصر فرحين بالفوز الغالي تمامًا كالعديد من الأصدقاء المصريين‮.‬ فأهالي‮ ‬غزة علي نحو خاص والفلسطينيون عمومًا لمن لا يعلمهم هم في حقيقتهم مصريو الهوي كما كان يقول الرئيس الراحل ياسر عرفات،‮ ‬فغزة نشبت علي حب مصر وعشقها باعتبار مصر هي الأخ الأكبر الذي يقدم كل ما يستطيع لمساعدة الضعيف،‮ ‬فجماهير الكرة هناك ستجدها تشجع إما الأهلي أو الزمالك كما ستجدهم جميعًا أمام الشاشات وقت مباريات منتخب مصر لتخلو الطرقات‮.‬ فمنذ نكبة فلسطين عام‮ ‬1948‮ ‬كان قطاغ‮ ‬غزة علي علاقة خاصة بمصر،‮ ‬فأهالي‮ ‬غزة دأبوا علي رؤية جنوب مصر وهم يمرون من أجل تحرير فلسطين من براثن الدولة الإسرائيلية التي قامت فوق أرض الأجداد الفلسطينيين،‮ ‬ورغم فشل العرب في تحرير فلسطين إلا أن الحب الذي زرع في قلب الفلسطينيين وبخاصة في‮ ‬غزة تجاه مصر تجذر يومًا بعد يوم وبخاصة بعدما ظل القطاع تحت الإدارة المصرية التي وفرت له الحماية من الاعتداءات الإسرائيلية كما وفرت له مقومات الحياة إلي حد ما من خلال المناهج المصرية في التعليم وكذلك الأطباء المصريين بخلاف الضباط الذين كانوا ذراع مصر الباطشة علي الأعداء والحانية علي الأشقاء فعلمتهم حمل السلاح دفاعًا عن أنفسهم ولا ينسي التاريخ البطل المصري مصطفي حافظ الذي كان شهيد الواجب بعدما دوخ الأعداء فاستحق الشهادة ومعها‮ ‬احترام وتقدير المصريين والفلسطينيين فأطلق اسمه علي أكبر شوارع‮ ‬غزة التي طالما دافع عنها وسالت دماؤه الطاهرة علي أرضها‮.‬ والجهود المصرية لمساعدة الأشقاء في فلسطين وغزة علي نحو خاص لا تنقطع بدءًا من المساعدات الغذائية والطبية واستقبال المرضي والجرحي للعلاج وأيضًا تسهيل سفر المعتمرين والحجاج لأداء الشعائر المقدسة بخلاف الجهود السياسية التي لا تنقطع لحل الخلافات الداخلية وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بالتزامن مع دفع جهود السلام الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة‮.‬ الخلافات السياسية التي فرقت الفلسطينيين وتوجت بفرض حماس سيطرتها علي‮ ‬غزة بالحديد والنار اختفت أمس فرحة بفوز مصر،‮ ‬فالآلاف الذين خرجوا للشوارع أمس فرحًا واحتفالاً‮ ‬بفوز مصر لم يستطيعوا الخروج في مناسبات عديدة آخرها الذكري الخامسة لوفاة عرفات خوفًا من بطش حماس وأجهزة أمنها الوحشية التي لا تتحرج في استخدام القوة ضد الشيوخ والنساء قبل الرجال‮.‬ صحفي بحريدة الاهرام العربي عن صحيفة روز اليوسف المصرية