خبر : دردشة رقم (6)..الترقيع في البالي خسارة ..بقلم : ابو علي شاهين

الجمعة 13 نوفمبر 2009 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دردشة رقم (6)..الترقيع في البالي خسارة ..بقلم :  ابو علي شاهين



هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد .. وبعضها عليه تعليق ما / واّن أوان نشرها . إذا رفعت من إمرءٍ فوق قدره ، فتوقع منه أن يحط من قدرك ..، بقدر ما رفعت من قدره الإمام / علي بن أبي طالب ( ر ) ( 1 ) كم هو جميل وكم هو رائع أن يتحدث المرء العادي عن " أبو عمار " .. فكيف بمن جمعته وإياه ..أُخوة القضية ورفقة السلاح والمسيرة .. والتوحد في ذات المصير ، ذات الخندق وذات لحظة الفداء والتضحية ..،. في لحظة الشروع بالحديث حول " أبو عمار " أو الكتابة .. فإن المتحدث أو الكاتب لا يجد صعوبة في ذلك .. بل يجد الأمر سهلاً ..، وسرعان ما يكتشف أنه أمام السهل الممتنع ..، فيتوقف هنيهات .. ولا يبالي أن يدع الأمر برمته للمستقبل .. أو إذا كان لا بد من الأمر يد .. فليفعلها غيره ..، إنها مسئولية التاريخ تقع على عاتق الكاتب أكثر مما يتوقع هذا أو ذاك من البشر القارئ أو الناقد . ( 2 ) أين تبدأ الحكاية ..؟ ماذا تروي ..؟ أين تتوقف ..؟ ، كل مسيرة الرجل تحتاج لقراءة ودراسة وتمحيص .. تحتاج ليعرف المرء أين التقاطعات ..؟ ، ما هي الاستنتاجات المتوجب استخراجها من السياقات ؟ .. كل محطة من حياته تحتاج لمجموعة من البحّاثة ليُدلي كل بدلوه .. في هذه الغابة أو تلك من المعلومات ..،. أين تبدأ ..؟.، أين تتوقف ..؟ ، أين تنتهي ..؟ ، إن كل منها معضلة بحد ذاتها ..، تحتاج لكبير عناء وطول أناة لفك أسرارها وطلاسمها ..، عمره كيف بدأ ..؟ ، أين بدأ ..؟ ، وأين كانت النهاية .. وكيف كانت النهاية ؟..، إنها مجموعة معقدة من الألغاز .. وفي نفس الوقت إنها كالكتاب المفتوح .. المكتوب بلغة لا يعرفها القوم ..، فيصبح كتاباً ليس مقروءاً !! ،. ( 3 ) على الشاطئ الغربي لساحل مضيق الدردنيل .. جلس الكاهن ديموقليس ومعه لفة الخيطان المليئة بالعقد المتداخلة ..، ولم يُواتي الحظ أحداً وينجح في فك عقدها . وعلم الاسكندر المقدولي بأمر عقدة الكاهن ديموقليس .. وبأنها مفتاح الشرق ! كما يدعي .. فتوجه إليه ..، وطلبها منه .. فعلاً إنها معقدة ..، طلب الاسكندر من الكاهن أن يدعها جانباً من بين يديه .. وإستل سيفه وضربها فإنفرط عقدها دفعة واحدة . نريد سيف الاسكندر لنمزق أستار التعقيدات المحيطة بسيرة ( ياسر عرفات ) ..، كم كانت التناقضات تتصارع في ذات الظاهرة ، ( ياسر عرفات ) الظاهرة ، من أجل التقدم ..،. ( ياسر عرفات ) لم يكن لديه ـــ مفتاح حل كل المشاكل ـــ ولكنه مَـلَــكَ سيف الاسكندر ، رحل من ساحة لاخرى ولكنه لم يُهزم قط  .. لهذا عاد الى فلسطين . ( 4 ) لم يجني ثروة .. ولم يُوَرِث ثروة .. حتى للأقربين ، أرملته أو إبنته الوحيدة التي أُنجبت بعد أن جاوز الستين عاماً بقليل ، لم يعقد صفقات شخصية قط .. عاش بكَليتهِ ورحل بكُليته لفلسطين .. لهذا نعي دلالات هذا الحب الجارف من شعبة " له " بعد رحيله ..، / والآخذ بالانتشار أفقياً وعمودياً .,.، وهذا التقدير والإعزاز والود لذاك الراقد في مثواه ما قبل الأخير .. مثواه المؤقت .. إلى أن يعود إلى مدينة مهد " مهد ( ياسر عرفات ) الأول ، مدينة مذود ( ياسر عرفات ) الأول ، مدينة صرخته الأولى بعد أن آتى إلى الدنيا ــ وليداً ــ وفتح عينيه على الدنيا لأول مرة ، أُجزم أنه كان مشاغباً ــ ، يريد ( ياسر عرفات ) العودة إلى القدس ..، وبأسرع وقت ممكن لكي يُبعث من بيت المقدس وليس من أكناف بيت المقدس . يريد ويلح أن نُسَّرع عودته إلى مدينة أولى القبلتين وثالث الحرمين .. مدينة كنيسة القيامة ، مدينة العهدة العمرية ، نعم يريد أن يرقد رقدته الأخيرة ــ الذي يعلم أنها لن تكون إلا ومدينة القدس محررة .. لهذا يُسرع ويلح ( ياسر عرفات ) في طلب ــ في أمر الانتقال إلى القدس .     ( 5 ) إسمح يا قائد الثورة أن أخاطبك بصيغة المُخاطَب .. لأنك لا زلت ماثلاً أمامي ..، سأخاطبك .., نعم لقد رحلت ولكنك لم تمت يا قائد الثورة .. أنت القائد الخالد لهذه المسيرة حتى النصر ، ولما كان الخلود لا يموت .. وأنت قائد الثورة الخالد .. , فأنت بيننا لا زلت تصنع الحدث .., بل انك أقوى الحضور .., وستبقى كذلك . ( 6 ) أنت أسفار تراكمت معاً ، كل مجموعة منها تراكمت معاً ، وكل سفر منها تراكم .. تراكماً على التراكم ، وكل حَدَثٍ في الأسفار .. راكم وراكم فكان مراكمة ما بعدها مراكمة .., كل هذا ــ وأُجزم أنك لم تقرأ كتاباً كاملاً لمكسيم جوركي .. ولم تعرف باسل الشهيد ولم تتعرف على " الأم " بيلاجيا ايفلانوفا .. ولكنك عرفت حكاية أمك التي عَجَلّت الرحيلا . ولم تقرأ مذكراته .. ولكنك عرفت أُستاذيته الإنسانية ..، . ولم تقرأ " الحرب والسلام " ــ ليوتولستوي ــ النبيل المتصوف .. الهارب أبداً من زوجته سليطة اللسان .. ولكنك صنعت " الحرب "وكنت تتمنى صناعة السلام . ولم تقرأ رائعة " جاك لندن ــ العقب الحديدية " والصراع الطبقي الرائع في إحدى مدن الرأسمالية المتوحشة ، كنت واعياً لدور الشعب ودور مصاصي دماء الشعب ( دراكيولا ) وكنت تضع حِزَم الثوم على نافذتك لدرء شرور ( دراكيولا ) . لهذا عندما طالبتهم بعد " أوسلو " أن يكونوا " روتشيلد ـ فلسطين "  صاحوا .. أنت لست هرتزل ولا وايزمن ولا حتى بن بنغوريون ، ليتملصوا من دورهم في بناء المؤسسات الإنتاجية ، عرفوا من القضية الاقتصادية فقط الخصخصة فيما يريدون لهم من مصالح مالية جارية .. ، . ولم تقرأ مذكرات " فتاة شقية " لسيمون دي بوفوار .. وما تفعله مرحلة المراهقة للفتاة لتشذيب مستقبلها وبناء صيرورتها ، وكيف أن الفكر الليبرالي قد صنع منها كاتبة عالمية  وفيلسوفة وجودية تقدمية .  ولم تقرأ " الطاعون " وهو يضرب أعماق مدينة عربية مُسْتَعْمَرة .. محتلة ، والاستعمار يراقب من على بعد خشية أن يصاب بالوباء .. ولكن ما دَفَـعَ حظر من قدر .. أو " المقصلة "  وكيف أن العقاب ليس رادعاً .. لا بد من عدالة توزيع الثروة على المجتمع ليكون القانون فاعلاً كما شرح ذلك ألبيركامو في كتابه الصغير الحجم ــ الكبير المعنى والتأثير " المقصلة " ، هذا الكاتب الفيلسوف الذي عاش في الجزائر المستعمرة ولكنه لم يكن مستعمرا ، رفض جائزة نوبل للآداب وقاد سيارته بسرعة جنونية وصدم وانتحر  ..،.  قابلت ( كما سمعت ) جان جانييه ولم تقرأ كتبه ولكنك ناقشته في الهموم المشتركة بين بني البشر .. وكيف يمكن معالجتها ..، ( 7 ) لم تقرأ مسرحيات جان بول سارتر وكتبه .. وهو رجل " المقاومة " ضد الاحتلال النازي .. والذي رفض المس بِ " إسرائيل " كواقع قائم ..، يجب ألا يعود الغزاة من حيث أتوا من البحر ــ في بوابير البحر ــ وهذا يفرض أن يُقذف بنا في البحر ليأكلنا السمك .. ليصطادوا سمكاً يكون أكثر اكتنازاً !، نعم .. رفض سارتر وأقرانه .. " المحرقة النازية لليهود " ولكنهم لم يستنكروا " المحرقة الصهيونية للشعب الفلسطيني .." ، ولأن قذف الشعب الفلسطيني في البحر صعب .. على بعض ( القلة ) من ذوي الضمائر الحية .. لكيلا يأكلهم السمك .. إذن فليقذف بأبناء الشعب الفلسطيني إلى الصحراء لتأكلهم الضواري !! . لم تقرأ زوربا .. ولم تقف عند مأساة الأرملة الحائرة العينين .. الزائغة البصر وهي تواجه الموت مصيراً محتماً لأمر رفضت إقترافه .., ولم تتعرف على المعتوه الذي كان أكثر أهل القرية ذكاءاً .., والأخطر أنك لا تعرف مأساة ( عجوز الأدميرالات ) .. وكيف تمت سرقة بيتها وهي في النزع الأخير .. تنتظر الساتان الأصلي !..،.  ربما لم تقرأ " ثلاثية ــ نجيب محفوظ ــ وما حوت من غرائب وعجائب ولكنها حقائق .. ولقد واجهت في حياتك .. عشرات " ثلاثية نجيب محفوظ " زميلك في جائزة نوبل ( فرع آخر ) .. هذه الجائزة التي لم أتمناها لك على شاكلة ما جرى ــ يوماً قط ــ . ( 8 ) لم تقرأ كثيراً .. لقد أكل عليك العمل والفعاليات الميدانية معظم ساعات عمرك .. إن لم يكن أكثر ..، ولكنك كنت مثقفاً إنسانياً راقياً .. كنت ابن الحياة وتلميذها النجيب وكنت أستاذاً كبيراً في كل ما يخص فلسطين وما يهمها ..، كنت مثقفاً سمعياً جيداً وهادفاً فيما تسمع وتحاور وتناقش وتخرج بالنتائج التي تريدها لفلسطين ولفائدة فلسطين ..، ما سبق لا يعني أنك لم تكن قارئاً البتة .. بل كنت قارئاً من الدرجة الاولى فيما يتطرق لفلسطين من قريب أو بعيد ..، كنت تقرأ السياسة والمجتمع والثقافة الفلسطينية يوماً بيوم .. بل ساعة بساعة .. وكنت توزعها علينا جميعاً .. شذرات وليس كتباً أو دراسات ومنذ رحيلك لم نعد نرى ورقة واحدة ، لأن الأمر فيه إسراف وتبذير مالي ، بإختصار كان ــ ما كان في زمانك صفقة تبذير مالي  خاسرة ( !!! ) . ( 9 ) وكنت تقرأنا بذكائك بطرق عدة ولكن ليس عن طريقنا المباشر .., كنت تقرف من أي كان .. له علاقة مع الدول ..، ليس عن طريق المؤسسة الوطنية .. أي ليس عن طريقك . كنت قارئاً في زاوية .. ولم تكن قارئاً في أخرى .. ولكنك كنت مثقفاً بما ينفع القضية الفلسطينية .. كنت حزبياً في قواعد مسلكيتك .. وكنت الوطني الذي يُجمع من حولك الجميع .. بل وكنت في محطات حياتك تمثل بارومتر الوطنية الحق على مدار حوالي أربعة عقود من الزمن . ( 10 ) والسؤال .. ماذا سيكون ردك .. لو أن الفئة الانقلابية .. قامت بما قامت به وأنت بيننا حياً بما عهدناه بك من أخذ ناصية وزمام الأمور بين يديك من حسم في المكان والزمان والإنسان لحل الأشكال الحاصل ؟..، -         أولاً : لم تلده أمه بعد ولن تلده أبداً .. الذي ( ربما ) يفكر بالانقلاب على الشرعية في حياة قائد الثورة . -         ثانياً : فيما لو فكر أحد الأغبياء أو بعضهم بالانقلاب .. وجاءهم مس من الجنون وقاموا بالتنفيذ على الأرض .. لضرب الشرعية النضالية والكفاحية والتمثيلية والسياسية .. وكذا الشرعية المصيرية لشعبنا واجتثاثها ..، والصب في خانة المشروع الاستعماري الصهيوني ، كما فعلت الحفنة الانقلابية المأجورة في قطاع غزة ، فسيعمد قائد الثورة لمنع وحظر ووئد تحركهم في مهده .. كما فعل إثر أحداث " مسجد فلسطين ـ غزة " .. ومحاولة اغتياله في تلك الأحداث [ 18/11/1994 ] ،. -         ثالثاً : وكذا في أحداث أوائل ( 1996 ) حيث تمت تصفية ـ عناصر الشرطة الفلسطينية ( حراسات الشخصيات المهمة ) وقتلهم برصاص قَـتَـلَة حماس .., وفرقة أسلحتهم الفردية ، ولقد تم اعتقال المنفذين والقائمين على تلك الجرائم ، وعوملوا بكل إنسانية مطلقة في اعتقالهم .. إلا أنهم وَضَعوا على طاولة المحققين ( الأمن الوقائي ــ وغيره ) كافة المعلومات القديمة والجديدة ، ولم يتخلف كبيرهم قبل صغيرهم في التغريد كما أفضل أنواع البلابل . ( 11 ) استكمالاً لما سبق ، في تجربة ميدانية سابقة إفتعلت حماس أزمة في منتصف ( 1991 ) وعاودتها في منتصف ( 1992 ــ وامتدت نهاية سبتمبر من نفس العام ) ، وإفترت على الحقيقة بأكثر من إختلاق وعلى أعلى المستويات بعضهم الآن في العالم الآخر ــ ، والبعض منهم لا زال في عالمنا ..، وإعتدوا على أبناء " فتح " في ظل الاحتلال الصهيوني .., وأُجبرت فتح على الدفاع ــ المحدود ــ عن عناصرها .. ولكن الأمور زادت عن حدها .., وهذا دفع قائد الثورة .. من أجل حماية المسيرة ، خلال اجتماع ضم أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المقيمين في الأردن [ 7/10/1992 ] إلى القول : ـ " ألا تعلمون من هي قبائل الزولو الفلسطينية ؟! .. إنها هي التي تطلق على نفسها اسم " حماس " ، إن نلسون مانديلا لا يطلق الرصاص ، أمّا أنا فإني أُطلقه ، وليعلم الجميع هذه الحقيقة " . ( 12 ) يا قائد الثورة .. لم كنت رائعاً وأنت تُمحص الحقيقة ، وتشخص الداء ، وتصف الدواء ..، وأختصر الجواب على سؤالي .. وإسمح لي يا قائد الثورة .. أن أجيب .. نعم .. حقاً لقد صدق أجدادنا .. قدماء العرب .. عندما قالو : ـ " إنما العاجز من لا يستبد " ، ولم تكن يوماً عاجزاً ولم تستبد .. ولكن الدفاع عن الشرعية .. يفرض عليك .. أن تحمي منجزات الأداء الوطني الثوري لشعبنا على مدى نصف قرن .. بكل الوسائل والسبل وباستعمال وتوظيف واستثمار كل الإمكانيات .. وتسخير الطاقات للحفاظ على الحد الرئيس في معادلة صراعنا ضد المشروع الاستعماري الصهيوني .. وهذا الحد هو الشرعية الفلسطينية .. والتي يدونها تصبح قضيتنا الوطنية ( ــ قضية رغيف خبز ــ ) وليست قضية شعب يناضل لاسترداد حقوقه التاريخية الثابتة الغير قابلة للتصرف .. الذي لا تزول ولا تضعف بالتقادم .   ( 13 ) حقاً إن أي قانون في هذا العالم .. ليست له أنياب سامة .. إنما هو دعوة للفلتان بكل أشكاله . أعي أن الكثيرين يشاركونني أن فقدانك أمراً لا يُعوض بسهولة ويسر .. لكن ما دامت المرأة الفلسطينية تتزوج وتحمل وتلد .. فإن الغد الأفضل آتٍ .. فالأطفال الأجمل لم يولدوا بعد ، وأفيدكم يا قائد الثورة أن فقراء القوم الذين لم يستطيعوا الإنجاب الطبيعي وكنت تساعدهم ( أيما مساعدة في هذا الأمر وتبنيه ) .. ، لأنك لم ترى فيه مسألة إنجاب طفل فحسب .. بل وأيضا رأيت فيها قضية إستراتيجية بعيدة الغور وبعيدة المدى وعميقة التأثير .. إنها إنفجار القنبلة ( الديموغرافية ) السكانية في خاصرة المشروع الاستعماري الصهيوني .. ، . يا قائد الثورة إن أولي الأمر من القائمين على هذا الموضوع المهم .. قد أوقفوا الصرف المالي عليه .. لأنهم إعتبروا ذلك إسراف في المال العام .. ، ولم يقرءوا أنه قتلاً عمداً لياسر عرفات جديد قادم من أحد الأرحام الفقيرة ( !!! ) .   الرحمة ، لأرواح شهداء الحرية عبر التاريخ والأمم والشعوب الرحمة ، لروحك وروح إخوانك يا قائد الثورة أقوى الحضور بين الأحياء .   أبو علي شاهين