أحيت سفارة دولة فلسطين لدى بولندا الذكرى الـ34 لإعلان وثيقة الاستقلال واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بحضور نائب وزير الخارجية البولندي بافو يابونسكي، وعدد من الوزراء، وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد في بولندا، وشخصيات رسمية وشعبية، وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية.
وأعرب يابونسكيفي في كلمة ألقاها بالمناسبة، عن تمنياته بان يعم السلام في فلسطين، مشيراً إلى أن بولندا من أوائل الدول التي اعترفت بفلسطين، وتقف بقوة الى جانب تطبيق قرارات الشرعية الدولية، داعياً في نفس الوقت إلى مواصلة الحوار من اجل الوصول الى السلام.
وقال: إن الشعب البولندي يعرف طبيعة العيش تحت الاحتلال، والقرنين الاخيرين من التاريخ البولندي كانا دمويين، والاحتلال كان يريدنا ان نفقد الامل ولكنا لم نستسلم، وعملنا من اجل التعليم والازدهار، ومن هذا المنطلق تنظر بولندا الى جميع الشعوب التي تناضل من اجل الحرية.
وختم نائب وزير الخارجية بالقول؛ سعيد بالتاريخ المشترك الذي يجمع شعبينا ويزداد قوة مع الوقت، ونعمل بكل طاقاتنا المشتركة لتعزيز الاواصر بين شعبينا والتعاون على مختلف الاصعدة.
من ناحيته عبر سفير دولة فلسطين محمود خليفة عن شكره وتقديره لما أكده الوزير من التزام وانحياز واضح الى جانب العدالة، وأكد عمق العلاقات الفلسطينية البولندية، التي بدأت عمليا في الأول من يناير عام 1923، ويعمل البلدان على تعزيز تطورها في شتى المجالات، بالتعاون مع كافة الوزارات المعنية في كل من فلسطين وبولندا.
واستعرض العلاقات المشتركة في المجالات السياسية الأكاديمية والاقتصادية والزراعية والسياحية والمعابر والحدود، والخدمة المدنية، ومكافحة الفساد، والاسناد الذي تقدمه المشاورات السياسية الدائمة بين وزارتي الخارجية في البلدين، وآخرها كان في منتصف تشرين الثاني في العاصمة وارسو، مشيراً الى العمل المتواصل لتوقيع مذكرة التفاهم المشترك خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطيني للقاء نظيره البولندي في بداية كانون الأول القادم.
وثمن السفير خليفة تصويت بولندا لصالح العديد من القرارات المتعلقة بفلسطين في الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان، وقال ان هذا التصويت هو تصويت من اجل تحقيق العدالة والقانون واحترام القيم والمواثيق الدولية.
وأكد الموقف الفلسطيني الساعي لتحقيق السلام الدائم والشامل، استناداً لقرارات الشرعية الدولية، السلام المبني على حل الدولتين، وهو ما اكده ويكرره الرئيس محمود عباس في كافة المحافل الدولية.
واوضح خليفة ان الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة أفرزت تحالفاً بين المتطرفين الاسرائيليين، الذين ارتكزت شعاراتهم خلال الحملات الانتخابية على استباحة حياة وأرض الفلسطينيين.
وأوضح سفير فلسطين ان الامور كما يتضح وكما يصرح الاسرائيليون انفسهم، تتجه نحو التصعيد الشديد في المنطقة، ما لم نشهد موقفا دوليا فاعلا و واضحا، ملتزم بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، لا يتصف بازدواجية المعايير، للوصول الى حل الدولتين بدل فلسفة ادارة الصراع التي يعمل بها بعض اعضاء المجتمع الدولي، حتى لا نجد انفسنا أمام اقبح نظام عنصري عرفه التاريخ.
واختتم خليفة كلمته بالقول، "إن الرئيس محمود عباس أكد في رسالة وجهها الثلاثاء، للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، التزام دولة فلسطين بالقانون الدولي والشرعية والدولية"، داعيا الى خطوات فاعلة لحماية حل الدولتين على حدود 4 حزيران عام 1967، ترسيخا للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.