كيف تبتلع الحيتان كميات هائلة من المياه دون أن تختنق وتغرق ؟

السبت 22 يناير 2022 04:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
كيف تبتلع الحيتان كميات هائلة من المياه دون أن تختنق وتغرق ؟



وكالات/سما/
توصلت دراسة جديدة إلى الطريقة التي تستطيع من خلالها حيتان البالين العملاقة ابتلاع الكثير من المياه من دون أن تغرق وتموت خنقا، حيث كشف الباحثون عن الآلية التي تساعد هذه الحيتان في حل هذه المشكلة.
 
وتصنف أغلب الحيتان الضخمة ضمن فئة الحيتان البالينية، وتشير هذه التسمية إلى "البالين"، وهو نظام لتصفية الغذاء داخل أفواه الحيتان الضخمة، مثل الحوت الأزرق والأحدب، حيث تقوم الحيتان بفتح أفواهها الضخمة وابتلاع كيات هائلة من المياه مع العوالق والأسماك بداخلها ثم يقوم بدفع المياه إلى الخارج، وتبقى الحيوانات الأخرى عالقة في داخله، لكن الأمر الذي حير العلماء لعقود هو عدم غرق هذه الحيتان الضخمة بعد ابتلاعها هذه الكميات الهائلة من المياه، حيث تتنفس هذه الحيتان عن طريق الأنف والرئتين ومن الهواء.
وتوصل باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "Current Biology" العلمية إلى أن هذه الحيتان تمتلك "سدادة فموية ضخمة" في أفواهها تساعدها على تناول الطعام تحت الماء دون الغرق خلال هذه العملية.
 
وبحسب العلماء، عندما تبتلع هذه الحيتان المياه تقوم بإغلاق الممرات الهوائية العلوية (تجويف الأنف) ويغلق مدخل الحنجرة من خلال "كيس حنجرة" يحوّل مسار المياه.
ونوّه العلماء إلى أن هذه العملية تترك مسارا واحدا فقط من الفم إلى المعدة، يتيح لفئة الحيتان هذه تناول وجبتها من الأسماك بأمان من دون تعرضها للاختناق الناتج عن تسرب المياه إلى الرئة بعد ترشيحه من خلال ألواح البالين الموجودة في الفم والتي تشبه الشعيرات، بحسب مجلة "sciencealert" العلمية.
وتمتلك هذه الحيتان حنجرة تأخذ شكل العضو المجوف حيث تشكل ممرا هوائيا بالقرب من الرئتين ويحتوي على الحبال الصوتية، مما يسمح للحيتان بإصدار الأصوات.
 
 
أجرت الدراسة عالمة الأحياء البحرية، كيلسي جيل، وفريق من جامعة كولومبيا البريطانية، الذين أكدوا عدم رؤية هذه السدادة الفموية لدى أي حيوان آخر خلال عمليات التشريح.
 

"لقد اكتشفنا بنية في حيتان الزعنفة، والتي من المحتمل وجودها في جميع الحيتان التي تتغذى بالاندفاع، أو حيتان البالين. لقد أطلقنا عليها اسم المكونات الشفوية ووجدنا أنها تسد القناة بين الفم والبلعوم".

 
 
ونوه الباحثون إلى أن هذه الحيتان الضخمة عندما تندفع بسرعة كبيرة يدخل كيات ضخمة جدا من المياه إلى فم الحوت، لكن يتم حماية مدخل البلعوم من خلال هذه العملية وبالتالي حمياة الجهاز التنفسي.
 
 
وبيّن الباحثون أن هذه "السدادة" تشبه إلى حد ما، طريقة تحرك لهاة الإنسان للخلف لتسد الممرات الأنفية وتغلق القصبة الهوائية لدينا أثناء ابتلاع الطعام.
وتعد دراسة تشريح الحيتان أمرا غاية في الصعوبة بسبب ضخامة هذه المخلوقات وعدم القدرة على تشريحها ببساطة، التي غالبا تشرّح الحيتان الميتة على شاطئ البحر، لكنها تكون بحالة سيئة جدا، أما خلال هذه الدراسة، استعانت العالمة في بحثها بدراسة الأجزاء غير المرغوب فيها من الحيتان التي تم جمعها في مركز تجاري لصيد الحيتان في أيسلندا.
 
 
وفقا لمؤلف الورقة البحثة وعالم الحيوان، روبرت شادويك، فإن الجمع بين السدادة الشفوية للحيتان وإغلاق الحنجرة أمر أساسي لفهم كيفية تطور التغذية بالاندفاع، والتي بدورها سمحت للثدييات بالنمو إلى مثل هذه الأحجام الهائلة، بحسب المقال المشنور في "ديلي ميل".