على امتداد 54 سنة من الاحتلال والمستوطنات والأبرتهايد.. هآرتس: أهناك من يحلم بدولة فلسطينية؟

الإثنين 25 أكتوبر 2021 05:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
على امتداد 54 سنة من الاحتلال والمستوطنات والأبرتهايد.. هآرتس: أهناك من يحلم بدولة فلسطينية؟



القدس المحتلة / سما /

هآرتس - بقلم: روغل الفر                         "من غير المهم أي حكومة تدير إسرائيل في كل ما يقال عن الاحتلال، فهو في جميع الأحوال مستمر. استمر تحت حكم رابين وتحت حكم بيرس وشامير وبيغن وتحت حكم نتنياهو، واستمر تحت حكم باراك وتحت حكم بينيت – لبيد. استمر الاحتلال دون صلة بهوية الحكومة وناخبيها ومن يقفون على رأسها. واستمر أيضاً عندما كان يترأسها شخص أعلن عن رغبته في السلام مع الفلسطينيين، وعندما يعلن رئيس الحكومة على رؤوس الأشهاد بأنه سيمنع إقامة دولة فلسطينية بكل ثمن.

لذلك، يجب الانتباه إلى أن إعلان الحكومة عن منظمات مجتمع مدني في الضفة الغربية بأنها منظمات إرهابية يتساوق مع برامجها للبناء في الضفة بصورة تؤكد عملية قتل خيار الدولتين، الذي مات أصلاً. وعندما أعلن نفتالي بينيت بأنه لن تكون مفاوضات مع الفلسطينيين ولن تكون دولة فلسطينية.

إذا أخذنا في الحسبان أن الاحتلال والمستوطنات والأبرتهايد هي سياسة جميع حكومات إسرائيل في الـ 54 سنة الأخيرة فلا مناص إذن أن نستنتج بأنها سياسة إسرائيل، سياسة شعب إسرائيل. من يعارضون الاحتلال هم قلة ويتضاءلون وعاجزون سياسياً. من المهم مواصلة النضال ضد الاحتلال، فهذا واجب أخلاقي. ومن المهم الآن أيضاً الصراخ في وجه العملية التي يقودها بني غانتس ضد منظمات المجتمع المدني في الضفة، والعمل على إلغائها. ولكن يجب أيضاً رؤية الصورة الكبيرة، وهي أن الاحتلال قد نجح، ومشروع الاستيطان نجح، والأبرتهايد نجح. هذه حقائق ثابتة. لن تكون دولة فلسطينية. نقطة.

إذاً، ما الذي سيحدث؟ هذا غير معروف في الوقت الحالي. ربما دولة ثنائية القومية وربما فيدرالية وربما كونفيدرالية. ثمة استمرار للأبرتهايد في كل هذه النماذج، وثمة سيطرة كولونيالية عنيفة على شعب آخر، وهي الخيار الرائد. يبدو أن ليس للجمهور في إسرائيل -الذي اختار الاحتلال ويريد الاحتلال وهو معني بأن يضع على رأسه حكومات تستمر فيه وليكن ما يكون- أي محفز أو مصلحة في إنهاء الاحتلال، لا أيديويوجياً أو اقتصادياً أو أخلاقياً أو عملياً. ولأن إسرائيل تتميز وتتفوق بالاحتلال، فمن غير المتوقع أن محفزاً كهذا سيظهر من جهة الفلسطينيين، على شكل انتفاضة شعبية ضد الاحتلال. الفلسطينيون هزموا، أحياناً بأيدي أنفسهم وعلى الأغلب بأيدي إسرائيل. ولكن الخلاصة أنهم غير قادرين على محاربة الاحتلال. وفي الأصل، إذا ما بدأوا بانتفاضة دموية أخرى تؤلم مواطني إسرائيل، فسيظهر الاحتلال لهؤلاء المواطنين بأنه أكثر تبريراً ويقتضيه الواقع، وهو حيوي من أجل البقاء.

ليس للفلسطينيين سبيل لإقناع المحتلين بالكف عن الاحتلال، لا بالقوة ولا بالعقل. وهذا قد يفعله العالم فقط، الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين. ولكن هل سيتحد العالم حقاً من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي؟ في الوقت الحالي لا. فإسرائيل دولة قوية جداً، ولها علاقات أمنية واستخبارية واقتصادية متشعبة وعميقة مع جميع الدول التي تستطيع إجبارها على تحرير الفلسطينيين، أو، للأسف، جعل مواطنيها يفكرون بجدية بجدوى استمرار الاحتلال. بما في ذلك الدول العربية. في الولايات المتحدة وأوروبا تيارات سياسية مهمة ومصممة على وقف الاحتلال، لكنها في الوقت الحالي أضعف من أن تؤثر على الواقع.

لذلك، حين تقام الدولة ثنائية القومية أو الكونفدرالية أو ما لن يكون، فمن المتوقع استمرار الأبرتهايد والكولونيالية. هذا هو التنبؤ المعقول والرصين، ويجب النظر إليه مباشرة. إلى جانب استمرار مكافحة الاحتلال، يجب الاعتراف بفشله، في الحاضر والمستقبل. هذا مؤلم جداً ويثير اليأس. وهذا يجعل أي نضال ضد بنيامين نتنياهو باسم حماية “الديمقراطية” مضحكاً أحياناً، لكنه الواقع.