معاريف: أين أخطأ رافعو هاشتاغ “حياة العرب مهمة” في إسرائيل؟

السبت 02 أكتوبر 2021 06:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: أين أخطأ رافعو هاشتاغ “حياة العرب مهمة” في إسرائيل؟



القدس المحتلة /سما/

معاريف - بقلم: د. أوريت ميلر كُتّاب              "يخيل في السنوات الأخيرة أن العنف والجريمة في الوسط العربي داخل إسرائيل والتي أصبحت ظاهرة سائدة، انتقلت من “الساحة الخلفية” في الدولة إلى مقدمة المنصة، وبالتالي نشهد مزيداً من التغطية الإعلامية، واستيقاظاً للاحتجاج. هكذا يحصل في الأيام الأخيرة بعد عطلة نهاية أسبوع أخرى مضرجة بالدماء في الوسط العربي.

حسب المعطيات، فإن 98 من أبناء الوسط العربي قتلوا منذ بداية العام 2021. ويتضمن هذا العنف تصفيات في وضح النهار، وإطلاق نار على السيارات في محاور سير مركزية وفي أعراس، وإطلاق النار على موظفين عموميين عرب، والعنف العائلي ضد النساء والأطفال. كما ينبغي أن نأخذ بالحسبان المواطنين الذين أصيبوا بالخطأ برصاصات طائشة أو بالصدمة.

في الأيام الأخيرة، رفعت إلى الشبكات الاجتماعية حملة احتجاج تحت هشتاغ “حياة العرب مهمة”. شعار هو تداعٍ لحركة الاحتجاج الأمريكية “حياة السود مهمة”، احتجاجاً على مقتل جورج فلويد على أيدي شرطي. نعم، حياة العرب مهمة مثلما هي حياة كل بني البشر. ولكن استخدام هذا الشعار المحدد يجعله أداة مناكفة لشرطة إسرائيل، ويعرض العرب في الدولة كضحية لعنف شرطي. يمكن الادعاء بأن الشرطة فشلت في التصدي للعنف في الوسط العربي بسبب غض النظر وعدم الاكتراث أو عدم تخصيص ما يكفي من المقدرات، ولكنها ليست سبب العنف أو من يغذيه.

العنف المتفشي في الوسط العربي يهدد بضرب الوسط نفسه، بل المجتمع كله. هذه ليست ظاهرة هامشية، بل وباء أصاب الدولة. ففي كل يوم تقريباً يصدر تقرير عن جريمة قتل عنيفة في المجتمع العربي. في أثناء الاضطرابات إبان حملة “حارس الأسوار” في أيار الماضي، أحرقت محطات الشرطة التي فتحت في المدن العربية بهدف القضاء على العنف على أيدي المحتجين، والجمهور العربي أسير في أيدي عصابات عنيفة تنغص حياته.

لقد حان الوقت كي يبدأ المجتمع العربي بمراجعة داخلية جذرية. كل بلدة في الوسط العربي ملزمة بتنظيف ساحتها من كل وسائل القتال وتسلمها إلى الشرطة. ثانياً، الأهالي في الوسط ملزمون بعقد حوار مهم وعميق مع أولادهم حول الحفاظ على القانون. ثالثاً، على كل أبناء الوسط التعاون بشكل وثيق مع سلطات الحكم في صالح القضاء على العنف.

من جانب الدولة، يجب تنفيذ تجنيد مكثف لقوات حفظ النظام لخوض حملة تفتيشات وتنظيف للوسائل القتالية من بيت إلى بيت، وتنفيذ اعتقال واسع لكل من يشارك في العنف. كما أنه يجب إعادة فتح محطات الشرطة التي أحرقت ومطالبة منتخبي الجمهور العرب في الكنيست أن يساهموا في القضاء على العنف في المجتمع العربي بدلاً من زيادة اللهيب فيه.