الجريمة في المجتمع العربي تسأل منصور عباس: ماذا رأيت في بينيت؟

الأربعاء 22 سبتمبر 2021 10:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجريمة في المجتمع العربي تسأل منصور عباس: ماذا رأيت في بينيت؟



القدس المحتلة / سما /

صحيفة هآرتس الاسرائيلية تكتب: الجريمة في الوسط العربي تسأل منصور عباس: ماذا رأيت في بينيت؟

تطلق لجنة رؤساء السلطات العربية صرخة يائسة، وثمة ضرورة للإنصات لصرختها. “المجتمع العربي لا يزال يعيش هجمة عنف بربرية من منظمات الجريمة” – هكذا جاء في رد الفعل على عمليتي إطلاق النار الأخيرتين، اللتين وقعتا أول أمس. يدور الحديث هذه المرة عن شاب ابن 24 قتل بالنار في زرزير، وبعد بضع ساعات من ذلك عن شاب آخر، ابن 25 قتل بالنار، وغيره خمسة آخرون أصيبوا -كلهم في حفل عرس في الطيبة. في الحالتين كانت خلفية هذا الفعل نزاعات مجرمين. من ناحية أغلبية الجمهور اليهودي في إسرائيل، هؤلاء شبان بلا أسماء، بلا عائلات ثكلى، وليس هناك حساب عام على أفعال إطلاق النار نفسها ولا صدى سياسي أو إعلامي. كل أعمال القتل هذه منقطعة عن كل صلة.

منذ بداية السنة قتل 88 عربياً في ظروف ترتبط بالعنف والجريمة، منهم 73 كانوا مواطنين إسرائيليين. العرب في إسرائيل يعيشون في ظل هجمات منظمات الجريمة كأمر اعتيادي. أول أمس، لم يكن أي شيء استثنائياً… يوم آخر اعتيادي في البلدات العربية. مشروع خاص لضياء حاج يحيى في “هآرتس” تابع بعد نهاية الأسبوع من آب، حين قتل فيها أيضاً شابان، ونُقل آخرون إلى المستشفيات وعانى سكان كثيرون من العنف ومن جرائم الممتلكات. حاول الحاج يحيى إعطاء لمسة لواقع الحياة الذي لا يطاق والذي يعيشه مواطنو إسرائيل العرب.

لقد اختير رئيس الوزراء نفتالي بينيت الأسبوع الماضي ليكون واحداً من المئة شخص المؤثرين في العالم عام 2021 في مجلة “تايم”. من اختير ليعلل هذا الاختيار هو شريكه في الائتلاف رئيس الموحدة “راعم” منصور عباس. وكتب يقول: “بينيت ألقى بذاته إلى عاصفة النار السياسية كي يعقد علاقات كانت تعد متعذرة في الماضي”. لقد حظي بينيت بالثناء عن حق، وليس رأفة به. ولكن إنجازه لا يتلخص في تشكيل حكومة بشراكة حزب عربي. على بينيت أن يدفع بتغييرات بنيوية إلى الأمام في موقف الدولة والمجتمع تجاه المواطنين العرب، وعلى رأسها تجند كل المنظومات للقضاء على الجريمة في بلداتهم.

على حكومة إسرائيل أن تؤكد بأنها ملتزمة بالأمن الشخصي للمواطنين العرب التزاماً مماثلاً نحو المواطنين اليهود. حكم بلدات المثلث كحكم تل أبيب. على بينيت أن يقف على رأس هذه المعركة علناً، ويجند كل الوزارات الحكومية. لهذه المسألة أولوية وطنية واضحة. يجب تخصيص المقدرات وإخراج خطط مكافحة العنف إلى حيز التنفيذ فوراً، وشن حرب إبادة على الجريمة المنظمة، وتنظيف الوسائل القتالية من الشوارع، ومكافحة العنف ضد النساء. ومن المهم تخفيض معدلات البطالة العالية في المجتمع العربي، التي تدفع في حالات عديدة إلى البطالة والجريمة.