انتخابات .. قاطع الأعناق ..قاطع الأرزاق. في مشهد من الماضي لن يخيل على الشعب مرة أخرى ؛حتى لو كان لا يملك إلا الستر و الديون . رحمة الله على رجال ما وهنوا ولا استكانوا في سبيل تراب هذا الوطن وقضايا هذا الشعب الحر الكريم ؛ وببركة دمائهم الشريفة الطاهرة ، سيقهر كل من تأمروا عليه .
يروي الاستاذ جمال بدوي في كتابه "مسرور السياف وإخوانه" أن أحدهم . كان معارضا، لكنه لم يملك إلا الكلمة الصادقة، فقدم النصح للخليفة، وأشار عليه بما ينبغي عليه أن يفعله ليجتث جذور الفساد، ويتخلص من بطانته الفاسدة، ولم يبخل على الخليفة بمقترحات محددة لتنظيم الإدارة وضبط أموال الدولة. لكن الحاكم ، لم يكن ممن يستمعون النصح أو يتقبلون النقد، بل يعتبر كل نصيحة تطاولا على مقامه، وكان يأخذ بالشبهة عملا بوصية تقول "اتهمته فاقتله " والاتهام في ذلك العصر يعني الشك، فالشك في الولاء للنظام قرينة تكفي لقطع الرقاب دون تحقيق أو مساءلة!.
لقد رأيت أنه من المفيد أن نستخرج بعض من هذه الصفحات من تاريخنا و نقرأها جيدا ليكون لنا منها عبرة ؛ ونحذر الوقوع فى شرك الفساد والطغيان والانقسام والاستبداد مرة اخرى، و نحمي شعبنا وقضيته الشريفة العادلة من عبث هؤلاء ؛ فمن الحكمة ألا نطمئن الاطمئنان التام، لمن خدعونا سابقًا، حتى وإن كان خداعهم مرةً واحدة. ولسان أهلنا في مصر يقول "مفيش بعد حرق الزرع جيرة".. والسادة اصحاب الانتفاع الحصري وملاك توكيلات الانقسام وتوابعه، حرقوا كل فدادين الثقة التي كانت قائمة.. تماماً مثلما حرقوا ، كل مراكب الوحدة. منذ العام 2007 ، حتى تاريخه ؛ فكيف أصدقك وهذا أثر سيفك؟!.
فى زمن الانقسام ..الصفحة السوداء ؛ و مع الانتخابات " إذا تمت " نرى ان المسافات النفسية بين اشباه المسؤولين والناس تتسع، والتباعد الاجتماعي بينهم يزداد ، ودرجات الثقة ليست على النحو المطلوب، والمصداقية غائبة والثقة هي الضحية رقم واحد. ولسان حال المجتمع يردد مقولة "مالك بن دينار" للحاضرين الذين سرقوا مصحفه ثم أتوا إليه باكين ولاعنين من سرقه "كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟" كل هؤلاء يتباكون على تردي حالة الشعب و القضية.. فمن السبب فيها؟ و ليس بعيدا عن مبدأ سيب وأنا اسيب ، وطالما "ما سبتش مش هسيب" تقدم نفس الشخصيات للناس، منتجات منتهية الصلاحية تسبب التلبك الفكري والتسمم السياسي ومغص ثقافي.. والغريب أنهم كلهم يتباكون على حال الشعب والقضية! وعلى ما آل إليه. حال الناس!!.
نصف النخبة / ربع الزمرة الحاكمة، لا تريد أن تتخلص وتدفن جريمة من أكبر جرائمها، الانقسام المدمر ؛ ذلك "المخطط الصهيوني الاسود" والبؤس والبغاء السياسي والقسوة والجريمة والبلطجة ودفع الاتاوات (ضرائب تحت مساميات مشوهة ؛ فلا يجوز تكليف أى مواطن باى ضريبة مالم يقرها البرلمان) والحوادث والدم ، والاف الشباب والفتيات الباحثون عن عمل، والعجز التام في الخدمات وانهيارها والرشوة والفساد. بجانب العشوائيات الحزبية ، والاجرية القادمون على ظهر الفساد ، بحثا عن لقمة عيش. مغموسة بدم الفقراء مع الفوضى الهائلة المسيطرة على كل شيء.
كل ذلك جعلني أتساءل: كيف ابتُلينا نحن بحكام – اشباه - حكام - عجزة يتسمون بقصر النظر وضحالة الفكر؟ والإجابة على التساؤل عندي هي أنهم ـ بالمصري ـ أكلوها والعة، كما يقال عن الشيء "الجاهز" الذي يفوز ويحظى به المرء عن غير جدارة، حين تُغيب الرقابة والمساءلة والمحاسبة، وتعطل مكافحة الفساد المحصن والمحمي بشبكات المصالح العامة والخاصة. لكي تنفق على مزيد من القصور والمركبات والمركوبات لعليّة القوم ولإشباع مصالح البعض ، جنب الى جنبا مع السياسات الفاشلة التي تهدد قضايا الوطن المواطن في يومه وغده، وتهدد أبناءه في أساس وجودهم ومستقبلهم. و الذي يواجه اليوم مصيرا مجهولا، في ظل محاولات السادة الجدد تثبيت قواعد حكمهم / شبه الحكم الحالي والمستقبلي ؟". في مشهد من الماضي لن يخيل على الشعب مرة أخرى ؛حتى لو كان لا يملك إلا الستر والديون. فالتجارب التي خذلنا فيها هؤلاء كثيرة، ولم تأخذهم في المواطنين إلاًّ ولا ذمة.. في كثير من المواقف وفي عديد من القضايا . فكيف أصدقك وهذا أثر سيفك؟.