هل يصبح الاغتراب اقتراب؟.. بقلم: جلال نشوان

الثلاثاء 16 مارس 2021 08:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل يصبح الاغتراب اقتراب؟.. بقلم: جلال نشوان



غزة /سما/

كنا  نسمع زفرات المتشائمين  الذى مقتوا ايقاع الحياة  البطييء الذى عشناه ومازال يعايشنا منذ أربعة عشر عاما خيم جحيم الانقسام على ربوع حياتنا وقلبها رأسا على عقب ،  سنوات عجاف عاش الفلسطينى وكأنه غريب فى  وطنه ، غدا الاحباط واليأس  وحشا كاسرا فتك بالجميع ، علاقاتنا الاجتماعية تفككت وتهاوت ، وأصبح الوطن حزينا  متألما ، شباب تمرد على الواقع المر   ولا مفر !!!! فمنهم من غادر وفلسطين لا تفارق مخيلته ، ومنهم من استقر به الحال فى  دول أوروبية ومنهم من عاد يجر اذيال الالم والوجع  ، وترافق كل ذلك  مع انسداد سياسى صاغته قوى الشر  والعدوان التى أعدت وجبة سياسية بشعة كان هدفها تدمير كل شيء الا ان شعبنا توحد فى وجه الطوفان وخرج شامخا  قويا  وعزيزا 
واليوم تدففت شرايين الحياة فى كل أوصال شعبنا ، فالجميع يشارك وعلى موعد مع العرس الديمقراطى الانتخابات ،حتى غدا  الجميع فى سباق مع الزمن ، القوى السياسية الفاعلة تحاور الناس ،وتغير  ايقاع الحياة ،فمن اليأس والاحباط الى حراك سياسى هائل انخرط فيه الجميع 
ورغم الفرحة التى تنتاب الجميع ،يخرج البعض ليشكك فى العملية برمتها ،ولكن الشباب المتوهج وتعطشه للمشاركة يجعل المشهد يزداد جمالا وتالقا  وابداعا ،الأمر الذى يجعلنا نعيش الأجواء الديمقراطية التى غابت سنوات عنا  
المحتل المجرم يراقب المشهد عن كثب ويصر على تدخله فى كل شيء ،والمجتمع الدولى الذى انتصر لقضيتنا ومعاناتنا ينتظر  من  ان نتجاوز المرحلة بأمان 
الفلسطينى يعيش غربة حقيقية ،أطاحت باحلامه ، فالارهاصات متعددة وقاسية ، تسرق الأرض فى جنح الظلام ،فما ان يعود المزارع من أرضه ،ليعود لها فى الصباح الباكر ،يحد الآليات والمجنزرات الصهيونية تجوب أرضه ،وابناؤنا  يستشهدون على حواجز الموت ،والانقسام يضرب كل مناحى حياتنا 
لله درك ايها  الفلسطينى ،يا أيوب العالم ...غربتك لن تطول لان شعبنا دائما  مبدع فى خلق الجديد ، ستشرق الشمس على ربوع ديارنا وستجرى الانتخابات فى موعدها باذن الله وسينتخب شعبنا ممثليه لانه هو صاحب القرار وسينتهى الانقسام وسيتبوأ  شبابنا زمام المبادرة ويسنوا  القوانين والتشريعات تحت قبة المجلس التشريعى وسيظل الفلسطينى مصدر ثراء للانسانية كلها 
ويبقى السؤال هل يصبح الاغتراب اقتراب ؟