الغارات الامريكية على شرق سوريا وغباء المراهنة على “القديس” جو بايدن..محمد النوباني

السبت 27 فبراير 2021 12:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
الغارات الامريكية على شرق سوريا وغباء المراهنة على “القديس” جو بايدن..محمد النوباني



كان واضحاً لكل ذي بصر وبصيرة قبل الغارات الجوية الثلاث التي أمر الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن بشنها على مواقع عسكرية تابعة لفصائل مقاومة مؤيدة لإيران في شرق سوريا ،حسب البيان العسكري الامريكي، ليل أمس الخميس، انه لن يكون اقل إجراماً من سلفه دونالد ترامب في التعامل مع القضايا التي تتعلق بضمان أمن إسرائيل وخدمة المصالح الامربكية في المنطقة حتى لو أوحى بغير ذلك لذر الرماد في العيون ولترميم صورة امريكا البشعة التي ظهرت من دون مساحيق تجميل في عهد ترامب وادت الى عزلة امريكا حتى عن اقرب حلفائها في العالم.
وأذكر أنني شخصياً كنت كتبت اكثر من مقال تمنيت فيه فوز دونالد ترامب على جو بايدن في الإنتخابات الرئاسية الاخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة الامريكية  ليس خباً بترامب طبعاً وإنما ليكمل عملية الهدم التي بدأها لاركان هذه الدولة الظالمة متمنياً بأن يكون ميخائيل جورباتشوف امريكا ومحذراً بأن فوز بايدن سيطيل  في عمر امريكا من ناحية وسيعيد الحياة إلى مراهنات بعض النخب السياسية والثقافية العربية والفلسطينية على أمريكا كوسيط نزيه مزعوم مع إسرائيل.
ولكي ندخل في صلب موضوعنا فألسياسة الامريكية لا تتغير،كما يروج ويعتقد بعض المنبطحين و  السذج من العرب بتغير الساكن الجديد في البيت الابيض لأن  من يحكم امريكا هم بارونات المال الصهاينة من آل روتشيلد وروكفلر ومورغان، الذين يشكلون الثقل الاكبر في الدولة الامريكية العميقة التي تضم في ثناياها إحتكارات النفط والسلاح ومجموعات الضغط “اللوبيات ” والبنوك والكنائس وغيرهم، ولأن الرئيس هناك يدير سياسات ولا يصنع سياسات كما في بلداننا العربية وديكتاتوريات العالم الثالث.
وإذا كان مفهوماً لنا بأن بعض الفلسطينيين والعرب، كانوا يتمنون من صميم قلوبهم فوز جو بايدن في الإنتخابات الرئاسية الاخيرة التي شهدتها امريكا كما أسلفنا ليستروا عوراتهم ويبرروا  امام شعوبهم بأن سبب إرتمائهم  في الحضن الامريكي هو البحث عن حلول لقضايا شعوبهم ،التي تملك ٩٩% من اوراق الحل،’كما كان يردد المقبور السادات،وليس حماية عروشهم فإن من غير المفهوم وغير المستوعب يلجأب بعض  المحللين السياسيين العرب بحين او بسوء نية ،’فالامر سيان للترويج لفرية مفادها ادأن سياسات بايدن ستكون مختلفة عن سياسات سلفة وتحديداً إزاءالحرب في اليمن والملف النووي الأيراني والصراع العربي-الإسرائيلي و القضية الفلسطينية والحرب في سوريا وعلى سوريا..
وفي هذا الإطار فقد جرى تصخيم  بعض التصريحات والمواقف  الإيجابية “شكلاً” التي صدرت عنه وعن بعض اقطاب إدارته تجاه الحرب في اليمن ومقتل خاشقجي ووقف تصدير السلاح إلى السعودية وإستئناف الدعم المالي الامريكي للسلطة الفلسطينية وإمتناع بايدن لاكثر من من شهر عن التحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتسويق فرية مفادها بأنه سيكون حمامة سلام وبابا فاتيكان كاثوليكي رقم (٢).ً
ولكن ولكي نفهم ما يحدث اليوم بشكل افضل فإن بايدن الذي  لا يقل سوء وإجراماً وعداء لقضايا الشعوب عن ترامب سوف يعمل خلال فترة حكمه الممتدة لاربع سنوات على ترميم الاضرار التي الحقتها سياسة سلفه بسمعة امربكا على المستوى الدولي وهذا ما فعله بالعودة الى المعاهدات والاتفاقات التي إنسحبت منها الولايات المتحدة فيل عهد ترامب وبإصلاح الاضرار التي الحقها بعلاقات واشنطن مع حلفائها الاوروبين.
أما على صعيد قضايا الشرق الاوسط فسوف يعمل على البحث عن طرق جديدة ناعمة لإحتواء ايران لانه يدرك إستحالة إسقاط الثورة الايرانية لا من الداخل ولا بواسطة عدوان خارجي،وواهم من يعتقد بانه يوف يقدم اي شيئ يرضي الشعب الفلسطيني لأن جل ما سيفعله هو العودة ألى سياسة هنري كيسنجر في إدارة الازمات واطفاء الحروب والتفاوض على المفاوضات دونما حلول،.
وأما بخصوص اليمن فبما السعودية فشلت فشلاً ذريعاً في حربها في اليمن وسمعتها وسمعة من يدعمها وتحديداً امربكا باتت في الحضيض وهناك معارضة متنامية  لتلك الحرب في اوساط الحزب الديموقراطي الامريكي فإن القضية اليمنية قد تشهد بعض الانفراجات
في الختام فإن  الغارات التي امر جو بايدن بشنها  بالامس في شرق سوريا تؤكد المؤكد وهو أن جو بايدن ،خادم لدولة الامريكية العميقة وبالتالي الصهيونية، ورغم كل المحاولات الجارية لأنسنته،’لن يكون سوى وحش ومجرم حرب والايام بيننا كما يقول عبد الباري عطوان .
كاتب فلسطيني