أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" تقريره السنوي حول حال الحريات الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال العام 2020، وما تعرضت له من انتهاكات، والتي شهدت تراجعاً مقارنة بالعام الذي سبقه 2019، خاصة الانتهاكات الفلسطينية.
وشهد العام 2020 ما مجموعه 408 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 215 منها، بينما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة وغزة 96 انتهاكا في حين ارتكبت شركات التواصل الاجتماعي 95 انتهاكا، وارتكبت جهات اخرى انتهاكين، علما أن ما ارتكبته شركات التواصل الاجتماعي يندرج معظمه بصورة غير مباشرة ضمن الانتهاكات الاسرائيلية حيث جاء استجابة لمطالب اسرائيلية.
ويرى مركز "مدى" ان هذا التراجع النسبي في عدد الانتهاكات يعود لثلاثة عوامل رئيسة هي: توقف المسيرات الشعبية عند حدود غزة وتقلص الفعاليات الشعبية بالضفة الغربية، واجراءات الاغلاق التي رافقت مساعي مكافحة كورونا، وما ترتب على ذلك من انحسار فرص الاحتكاك الميداني مع قوى الامن، اضافة الى خشية الصحافيين/ات من اغلاق صفحاتهم من قبل شركات التواصل الاجتماعي وما قاد له ذلك من رقابة ذاتية.
وشكلت الانتهاكات الاسرائيلة وتلك التي ارتكبتها شركة فيسبوك مجتمعة نحو 76% من مجمل الانتهاكات التي سجلت العام الماضي، مقابل نحو 24% هي مجموع الانتهاكات التي ارتكبتها جهات فلسطينية في الضفة وغزة.
وشملت مجمل الاعتداءات التي رصدها ووثقها مركز "مدى" ضد الحريات الصحفية خلال العام الماضي ما مجموعه 250 شخصاً، منهم 230 صحافيا (ذكور)، و20 صحافية (اناث)، و 6 مؤسسات اعلامية يعمل فيها عشرات الصحافين والصحافيات.
ونجم التراجع في عدد الانتهاكات في المقام الاول عن انخفاض الانتهاكات الفلسطينية التي انخفضت باكثر من نصف ما كانت عليه، وكذلك انتهاكات فيسبوك ضد وسائل الاعلام والصحفيين، رغم انها ازدادت (انتهاكات فيسبوك) ضد حرية التعبير بين عموم الفلسطينيين.
وانحصرت الاعتداءات الاسرائيلية في الضفة الغربية، حيث وقع نحو 98% منها (210 انتهاكات) في الضفة، مقابل 5 انتهاكات فقط في قطاع غزة.
وكما السنوات الماضية فقد جاءت معظم الاعتداءات الاسرائيلية، ضمن الانواع الخطيرة على الحريات الاعلامية وحياة الصحافيين/ات، وفي المقدمة منها الاعتداءات الجسدية التي بلغت 77 اعتداء، أي ما نسبته 36% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية، علما ان 29 صحافيا/و ممن طالتهم اعتداءات الاحتلال الجسدية خلال العام الماضي أصيبوا باعيرة نارية ومعدنية ومطاطية وبقنابل غاز مباشرة اطلقت على اجسادهم.
وتوقف التقرير عند عمليات استهداف المؤسسات الاعلامية واثرها الخطير وبعيد المدى في تقويض القدرة العامة على استمرارية العمل الاعلامي في فلسطين، وتكريس اجواء دافعة لتجنب العمل في هذا المجال، ولفت الى استمرار اغلاق مكتب تلفزيون فلسطين بالقدس للعام الثاني على التوالي ومنعه والعاملين معه من اي نشاط او تغطية بالقدس، فضلا عن استهداف مؤسسات اخرى.
وانخفضت الانتهاكات الفلسطينية خلال العام 2020 بنحو 52% عما كانت عليه في العام الذي سبقه، وجاءت موزعة على 37 انتهاكا سُجلت في الضفة الغربية و 59 في قطاع غزة، علما ان عمليات الاستدعاء والاستجواب شكلت الكتلة الاكبر منها (حوالي 39% منها)، وهو ما يُعزا أساسا الى حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني التي سيقود انهاءها إلى توقف جزء مهم من هذه الانتهاكات.
وفي الوقت الذي يجدد فيه مركز مدى ترحيبه بمرسوم الرئيس محمود عباس ياجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، فانه يؤكد ان ذلك سيساهم في انهاء الانقسام وبالتالي انخفاض الانتهاكات الفلسطينية بشكل واسع.