شهد شهر آب الماضي انخفاضا في عدد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين مقارنة بالشهر الذي سبقه.
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" خلال آب ما مجموعه 12 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 4 اعتداءت منها فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة والقطاع 7 انتهاكات، في حين ارتكبت شركة فيسبوك انتهاكا واحدا، وذلك مقارنة بما مجموعه 20 انتهاكا وقعت خلال شهر تموز الذي سبقه.
ويعود هذا التراجع أساسا، الى محدودية الفعاليات والانشطة الميدانية التي عادة ما تشهد اعتداءات من قبل قوات الاحتلال للمشاركين وللصحافيين والصحافيات الذين يقومون بتغطيتها.
الانتهاكات الاسرائيلية:
انحصرت الاعتداءات الاسرائيلية التي سجلت خلال الشهر الماضي باربع اعتداءات تمثلت باعتقال الصحفي مصعب سعيد من منزله في بيرزيت برام الله، وإصابة الصحفي إبراهيم عبد المجيد أبو شعر، (وهو من غزة)، والصحفية مي فرحان شحادة (وهي من طولكرم)، باختناق شديد جراء قنابل غاز اطلقها الجيش نحوهما، ومنع مستوطن مسلح مصور وكالة "وفا" الفلسطينية للانباء، مشهور حسن محمود الوحواح من تغطية فعالية ضد الاستيطان في يطا بالخليل وتهديده بحضور الجنود الاسرائيليين دون ان يتدخلوا.
الانتهاكات الفلسطينية:
وقعت خلال شهر آب 7 انتهاكات فلسطينية 6 منها وقعت في قطاع غزة والرابع في الضفة، وهي: استدعاء المباحث العامة في غزة الصحفي الحر معين تيسير الضبة مرتين واجباره على توقيع تعهد بعدم نشر اي معلومات او صور حول عمل الجمعيات الخيرية في القطاع وذلك اثر نشره صورة وتعليقا ينتقد فيه تصرف احدى الجمعيات، ومنع الاجهزة الامنية في غزة تنظيم فعالية للمكتب الحركي للصحفيين، واستدعاء المباحث العامة في خانيونس الصحفي محمد الحداد ثلاث مرات والتحقيق معه حول كتاباته على فيسبوك، ومنع إدارد فضائية "معا" ظهور أحد الضيوف في برنامج "كلمتين وبس"، الذي تقدمه الاعلامية ناهد ابو طعيمة، وذلك بسبب ضغوط مورست على الفضائية من جهات في السلطة التنفيذية، ما دفع بالاعلامية ابو طعيمة لالغاء الحلقة احتجاجاً على ذلك.
تفاصيل الانتهاكات:
(2-8) استدعت المباحث العامة في غزة، الصحفي الحر معين تيسير الضبة مرتين، وحققت معه بشأن صور نشرها على حسابه الشخصي، وأجبرته على توقيع تعهد بعدم النشر عن الجمعيات الخيرية في غزة.
ووفقا لمتابعة باحثة "مدى" فان الصحفي الحر معين تيسير أحمد الضبة (32 عاما) وهو من سكان حي الشجاعية، والذي يعمل صحفيا، فقد كان شاهد افراد جمعية خيرية عند العاشرة من صباح يوم الاحد (2/8/2020) يوزعون مساعدات (لحمة) سلموها لمجموعة من الاطفال، ويريدون التقاط صور لهؤلاء الاطفال وهم يحملون ورقة المساعدة (اللحمة)، وكان من بين هؤلاء الاطفال ابن اخيه، فاعترضهم على ذلك وقام بتصوير اعضاء الجمعية من الخلف ونشرها على صفحته على "فيس بوك" مستغربا من تصرفهم بتصوير الأطفال دون علم ذويهم. وبعد نحو نصف ساعة من نشره هذا الصورة، جاء أحد العاملين في تلك الجمعية الخيرية إلى منزل معين الضبة وهدده بالأمن الداخلي، وغادر.وعند حوالي الساعة الثانية والنصف من عصر ذات اليوم تلقى اتصالا من شخص عرف عن نفسه بانه من المباحث، وطلب منه الحضور إلى مركز المباحث في حي الشجاعية فورا، فتوجه للمركز الذي وصله حوالي الساعة الثالثة عصرا، وفور وصوله اخضع لتحقيق قيل له بانه بناء على شكوى من أحد العاملين بالجمعية الذين نشر صورهم عبر حسابه الشخصي. استمر التحقيق معه حوالي 45 دقيقة، وقبل مغادرته طلب منه توقيع تعهد يتضن في احد شروطه أن يقوم بإزالة كافة المتعلقة بعمل الجمعية الخيرية، وأن يعود مجددا لمركز المباحث يوم الأربعاء ٥/٨/٢٠٢٠. وفي الموعد الجديد توجه معين إلى مركز المباحث الذي وصله حوالي الساعة الثالثة عصراً، وكان برفقته محامي مركز "مدى" إحسان أبو شرخ، وعندما علم مدير مركز المباحث بوصول محامي مدى المركز، طلب من معين المغادرة فيما بقي محامي مدى الذي ما لبث هو الاخر ان غادر المركز وعندها، أعيد معين إلى غرفة التحقيق وتم استجوابه مجددا حول الصورة التي نشرها، واجبر على توقيع تعهد آخر (غير الذي وقعه في استدعائه بالمرة الأولى) ينص على التزامه بعدم نشر أي صور أو معلومات تتعلق بعمل الجمعيات الخيرية في غزة، ومن ثم اخلي سبيله عند حوالي الساعة الرابعة والنصف عصرا.
(15-8) أصيب الصحفي إبراهيم أبو شعر بحالة اختناق شديدة خلال تغطيته تظاهرة ليلية عند السياج الفاصل شرق غزة.
ووفقا لمتابعة باحثة مدى الغاز، فإن إبراهيم عبد المجيد أبو شعر، ( 36 عاما)، يعمل مراسلا صحفيا للتلفزيون الإيراني، وصل حوالي الساعة 10:15 من مساء يوم السبت الموافق ١٥/٨/٢٠٢٠ إلى المنطقة الحدودية شرق مدينة غزة/ منطقة ملكة، لتغطية ما يسمى عمليات "الإرباك الليلي" الاحتجاجية التي تنفذ ضمن فعاليات مسيرة العودة السلمية، وكان يرتدي الزي الصحفي. وعند حوالي الساعة 11:15 مساءا، وبينما كان يتواجد الصحفي أبو شعر على مسافة نحو 500 مترا من السياج الحدودي الفاصل، أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز بشكل عشوائي وبكثافة نحو المتظاهرين الذين قدر عددهم بالمئات، ما أسفر عن إصابة الصحفي شعر بحالة اختناق شديدة، حيث فقد الوعي لدقائق، وقدمت له طواقم اسعاف كانت في المكان الاسعافات اللازمة، وبعد نحو ربع ساعة غادر عائدا الى منزله، ولكن صبيحة اليوم التالي (الأحد١٦/٨/٢٠٢٠) ونتيجة استنشاقه كمية كبيرة من الغاز، عانى من اعراض ومضاعفات تمثلت بشعوره بضيق تنفس واضطراب في الجهاز التنفسي ما استدعى التوجه لطبيب خاص اعطاه بعض الادوية لعلاج آثار الاصابة.
(15-8) أغلقت ادارة شركة "فيس بوك" صفحة "بال بلس" PAL+ بدعوى "انتهاك معايير مجتمع موقع فيس بوك".
وحسب متابعة باحثة مركز "مدى" الميدانية فإن مؤسس صفحة (+ PAL)، فادي الشيخ يوسف لاحظ يوم 14/8 انخفاضاً في اعداد المشاهدات والمتابعين للصفحة، ترافق مع وصول اشعار من شركة فيسبوك يحذر من اغلاق الصفحة، الامر الذي تم تنفيذه (اغلاقها) صباح اليوم التالي الموافق 15/8/2020. وبعدها بساعات قام مؤسس الصفحة وفريقه بتقديم طعن مباشر ضد هذا الاجراء والتواصل مع فريق الدعم في فيسبوك في محاولة منهم لاستعادة الصفحة، وبعد 4 أيام من المراسلات نجح الفريق باستعادة الصفحة، مع بقاء "المخالفات" عالقة ضدها، حيث رفضت ادارة فيسبوك إزالتها.
وحسب قول فادي يوسف فإن التهديد بإغلاق الصفحة من قبل إدارة فيسبوك بدأ منذ قيامهم بتغطية مسيرات العودة في قطاع غزة بتاريخ 30/3/2018، حيث كانت الصفحة تقوم بنقل حي ومباشر للأحداث والمستجدات ورصد لانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي، ومنذ من ذلك الوقت بدأت تصلهم اشعارات بحذف بعض المحتويات (كالفيديو الخاص بالشهيدة رزان النجار والشهيد ياسر مرتجى حيث قام الفيس بوك بتقيد وصوله بعد أن تجاوزت عدد المشاهدات المليون)، ثم قامت صفحة المنسق "الإسرائيلي" بالدخول على أحد الفيديوهات المباشرة وقامت بالتعليق عليه، الامر الذي تلاه قيام مواقع اسرئيلية باستهداف الصفحة عبر مواقعها، وخصوصا صفحة بال بلس الإنجليزية، والعمل على تقييد وصول المحتوى.
(20-8) أصيبت الصحفية مي شحادة بحالة اختناق شديدة جراء اطلاق احد جنود الاحتلال قنبلة غاز نحوها بينما كانت تغطي مسيرة ضد الاستيطان في طولكرم.
ووفقا لمتابعة باحث "مدى" فان عددا من الصحفيين، بينهم مي فرحان شحادة (29 عاما)، مراسلة موقع "أسوار برس" كانوا رافقوا مسيرة سلمية توجهت عند الحادية عشرة من صباح يوم 20/8/2020 الى قرية شوفة جنوب شرق طولكرم، تنديدا بمصادرة سلطات الاحتلال الاسرائيلية مئات الدونمات من الاراضي هناك، وكانت ترتدي الزي الصحفي. وبدأ المشاركون في المسيرة يتجمعون قرب الاراضي المصادرة، وهم يرفعون شعارات منددة بسياسة الاحتلال، فيما منعهم الجنود الذين تواجدوا في المكان من الوصول الى الاراضي المصادرة، وحين حاول المتظاهرون نحو الساعة 11:30 الوصول الى اراضيهم المصادرة، وكانت الصحفية مي شحادة معهم، بدأ الجنود باطلاق قنابل الصوت نحو المتظاهرين، فابتعدت الصحفية شحادة عنهم كي تكمل تغطيتها لهذا الحدث، فاطلق احد الجنود قنبلة صوت نحوها لكنها لم تصلها، فما كان من ذات الجندي إلا ان اطلق قنبلة غاز وبشكل مباشرة باتجاهها، فصرخ عليها احد المتظاهرين لتجنب الاصابة، وسقطت القنبلة بجانبها، ما أدى لاصابتها بحالة اختناق شديدة وسقطت الصحفي مي أرضا نتيجة كثافة الغاز، فسارع بعض المتواجدين لابعادها عن المكان، ومساعدتها لاستعادة وعيها مستخدمين الكحول، خاصة وان قوات الاحتلال كانت تحتجز سيارة الاسعاف وتمنعها من الوصول الى الصحفية مي التي ما لبثت ان عادت الى منزلها في عنبتا بمساعدة بعض زملائها الصحفيين.
(22-8) منع مستوطن اسرائيلي الصحفي مشهور الوحواح من تغطية مسيرة سليمة نظمت في شرق يطا بمحافظة الخليل.
ووفقا لمتابعة باحث "مدى"، ففي حوالي الساعة 12:00 من منتصف نهار يوم السبت الموافق 22/8/2020، وصل عدد من الصحافيين، من بينهم مصور وكالة "وفا" الفلسطينية للانباء، الصحفي مشهور حسن محمود الوحواح (36 عاماً)، الى منطقة سدة الثعلة، الواقعة في منطقة مسافر مدينة يطا، جنوبي محافظة الخليل، وذلك لتغطية فعالية سلمية دعت لها القوى الوطنية بمشاركة عدد من الاهالي، تنديداً بقرار سلطات الاحتلال السماح لاحد المستوطنين بشق طريق في اراضيهم لصالح التوسع في مشاريع استيطانية بذريعة انها "أراضي دولة مصادرة". وفور وصول المشاركين الى المكان الذي كان عدد من جنود الاحتلال وصلوه، بدأ الصحفيون بتصوير وتوثيق ما يجري من اعتداء للمستوطنين على ممتلكات المواطنين هناك، فتقدم احد المستوطنين، وكان يضع مسدسا على جانبه، وبدأ بالصراخ على المصور الصحفي مشهور الوحواح، ومنعه من التصوير، وحين حاول الصحفي الوحواح الابتعاد عنه لإكمال عمله، اعترضه المستوطن وامسك بسلاح وهدده باللغة العبرية التي لا يعرفها الوحواح، مما اضطره للابتعاد عن الموقع تخوفًا من أي اعتداء عليه، خاصة وان الجنود الذين كانوا في المكان لم يتدخلوا لإبعاد المستوطن، بل انتشروا في المكان واعلنوا المنطقة عسكرية مغلقة، وطلبوا من المتظاهرين مغادرتها.
(24-8) منعت أجهزة الأمن في غزة المكتب الحركي للصحفيين من إقامة فعالية توقيع اتفاقية تفاهم بينه وبين المكتب الحركي للمحامين، في مقر نادي الزيتون الرياضي.
ووفقا لمتابعة باحثة "مدى" الميدانية فإن المكتب الحركي للصحفيين في غزة كان بصدد إقامة فعالية لتوقيع اتفاقية تفاهم مع المكتب الحركي ، في نادي الزيتون الرياضي بمدينة غزة، ولكن رئيس النادي تلقى اتصالا من اجهزة الامن التابعة لحركة حماس، أبلغته فيه بمنع اقامة الفعالية المقرر تنظيمها عند الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين الموافق 24/8/2020 في مقر النادي بين المكتب الحركي للصحفيين والمكتب الحركي للمحاميين دون ابداء أي أسباب، علما ان الاتفاقية تنص على تعاون بين الصحفيين والمحامين في منطقة شرق غزة، ليتم من خلالها تدريب وتوعية الصحفيين بالأمور القانونية وكيفية الاهتمام بها خلال قيامهم بعملهم الصحفي، مقابل ان يقوم الصحفيون بتدريب المحامين في بعض القضايا الإعلامية مثل صياغة الأخبار الخاصة بهم وتوزيعها من أجل نشر نشاطاتهم وفعالياتهم، وفقا لما ذكره أمين سر المكتب الحركي للصحفيين عاهد فروانة لباحثة "مدى".
(26-8) اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي الصحفي مصعب سعيد من منزله في بلدة بيرزيت شمال رام الله.
ووفقا لمتابعة باحث "مدى" فان قوة عسكرية اسرائيلية راجلة، تقدر بنحو 40 جنديا، اقتحمت عند حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم الاربعاء ٢٦ آب٢٠٢٠م ، منزل الصحفي الحر مصعب إبراهيم سعيد (29 عاماً) في بلدة بيرزيت شمال رام الله، بعد ان حاصرت المنزل وحطمت المدخل الرئيسي وحاولت تفجيره، وفتشت المنزل وعبثت بمحتوياته واعتقلت الصحفي مصعب، بعد ان تم احتجازه نحو نصف ساعة في احدى غرف المنزل، الامر الذي اعقبه تقييد يديه وابلاغ عائلته بانه قيد الاعتقال، وتم اقتياده الى الدوريات العسكرية الاسرائيلية التي وصلت الى منطقة قرب المنزل بعد ربع ساعة من اقتحامه. وفي اليوم التالي (الخميس 27/8/2020) علمت عائلة الصحفي مصعب سعيد بأن قوات الاحتلال نقلته إلى مركز توقيف "عتصيون" القريب من بيت لحم، وانه تم عقد جلسة محاكمة له في معسكر "عوفر" المقام في بيتونيا برام الله، وتم تمديد اعتقاله غيابياً لمدة 6 أيام، على أن تعقد له جلسة محاكمة جديدة يوم الثلاثاء (1/9/2020).
(27-8) منعت ادارة فضائية "معا"، ظهور أحد الضيوف في برنامج "كلمتين وبس"، الذي تقدمه الاعلامية ناهد ابو طعيمة، وذلك بسبب ضغوط مورست على الفضائية من جهات في السلطة التنفيذية، ما دفع بالاعلامية ابو طعيمة لالغاء الحلقة احتجاجاً ورفضاً منها على ذلك.
ووفقا لمتابعة باحث "مدى" فقد كان من المقرر أن تبث عند الساعة السابعة من مساء 27 أب/اغسطس، حلقة من برنامج "كلمتين وبس" الذي تقدمه الاعلامية ناهد ابو طعيمة، حول اصلاح جهاز القضاء واشكالياته واداء مجلس القضاء الاعلى الانتقالي، وكان من المفترض ان تستضيف الحلقة كلا من: آمنة حمارشة القاضية في المحكمة العليا، والمستشار أسامة الكيلاني قاضى المحكمة العليا السابق ورئيس نادي القضاة السابق، والمستشار القانوني في مؤسسة الحق أشرف أبو حية، ولكن وبسبب ضغوط مورست من قبل مسؤولين في السلطة التنفيذية على ادارة فضائية "معا "حول ظهور أحد ضيوف الحلقة، وهو المستشار اسامة الكيلاني، طالبت مقدمة البرنامج باستثنائه من المشاركة الامر الذي رفضته ابو طعيمة، وفضلت الغاء الحلقة على قبول مثل هذا التدخل، الذي يعد سابقة في تاريخ عمل معا، حيث لم يسبق أن مُنع أي ضيف من الظهور على شاشة معا، كما لم يسبق ان تم وضع "بلوك" على أي ضيف او موضوع، ما يشير الى ان الضغط الذي مورس على ادارة معا جاء من جهة ذات نفوذ قوي.
جدير بالذكر أن برنامج "كلمتين وبس" الذي تقدمه ابو طعيمة، اثار بمختلف حلقاته اهتماما وجدلا واسعين، وكان عرضة لحملات تشويه واساءة من قبل بعض الاوساط، نظرا لما تطرحه وتناقشه من قضايا لم تعجب بعض الاوساط واثارت حنقها الامر الذي وصل حدود تقديم شكوى لدى النائب العام، لكن ادارة "معا" تحملت هذه الضغوط ورفضت اصدار بيان للرأي العام تعلن فيه عدم تأييدها لاتفاقية سيداو، بعد ما كانت تعرضت له من هجوم، واكدت بانها ستبقى تدافع عن سيداو وعن حقوق النساء كنهج وهدف من اهدافها.
(28-8) استدعت المباحث العامة في خانيونس الصحفي محمد الحداد، بسبب كتاباته عبر صفحته على فيسبوك.
ووفقا لمتابعة باحث ""مدى"، فإن الصحفي الحر محمد إسماعيل الحداد (31عامًا)، سكان بطن السمين غربي خان يونس بقطاع غزة، تلقى مساء يوم الجمعة، الموافق 28/08/2020 استدعاء من جهاز المباحث العامة، للمقابلة يوم السبت 29/08/2020، لدى الجهاز في مقره الرئيس بالمحافظة، حيث وصلت سيارة تتبع جهاز المباحث منزله قرابة الساعة الحادية عشرة من مساء ذلك اليوم، وسلّمت شقيقه بلاغًا، ينص على حضوره عند الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي (السبت 29/8/2020) الى مركز المباحث/ قسم المصادر الفنية مصطحبا صورة عن بطاقة هويته الشخصية. وفي الوقت المحدد وصل الحداد المركز، وفور وادخل الى احدى غرف المقر فور وصوله للتحقيق معه. سأل الحداد المُحقق عن سبب تواجده، فأخبره بأنه تم على خلفية كتاباته عبر "فيس بوك" في صفحته الشخصية، متهما اياه بانه يحرض على الحكومة في غزة، وقال له المُحقق "هذا وقت مش مناسب للتعبير عن الرأي"؛ وبدأ (المحقق) يقرأ له منشورا يعتبره تحريضا ضد الحكومة وهو: "من المخجل أن نرى أن الفاسد والمستغل يُمجد في هذا الوقت"؛ فسأله الصحفي: أين الخلل؟!، فرد المُحقق: "أنت تتهمنا بالفساد"؛ وقرأ له منشورا اخر عن صفحته، يقول فيه: "يا حكومة غزة ويا شركة الكهرباء صدقًا الناس استوت فرفقًا مش عارفين ننام ونقعد ولا شي، البلاط علم على جسمنا، بدكم الشعب يصمد، بعينكم الله طلعوا المتخبي إشوي ولقدام بتعوض"؛ فرد الصحفي: أين التحريض في ذلك؟!، هذا رأي شخصي مني ولدي الحق بذلك. وقبل انتهاء المقابلة، طلب المُحقق من الصحفي إغلاق هاتفه وتسليمه له، ومغادرة الغرفة والانتظار في الخارج، وقد مكث ينتظر حتى الساعة 6.15 مساء (علما ان عملية التحقيق معه اقتصرت على نحو 10 دقائق)، وعندها جاء شرطيان وطلبا منه مرافقتهما سيرا على الاقدام الى غرفة التحقيق في مقر الشرطة المجاور لمقر المباحث، ففعل، وهناك اخذ محقق افادة منه حول نفس الموضوع، وحرر محضر توقيف له، وبكفالة زميل له غادر المقر قرابة الساعة 6.40 مساء، على ان يعود عند الثامنة من صباح اليوم التالي (الاحد 30/8/2020) كي يعرض على النيابة. وفي الموعد السالف، حضر الصحفي الحداد، وبقي ينتظر حتى الثانية والنصف من بعد الظهر، دون أن يحضر وكيل النيابة، فطلب منه مفتش التحقيق الحضور عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم التالي (الاثنين- 31/09/2020)، فذهب وأنتظر حتى 12.30 ظهرا حتى قابل الوكيل الذي بادر بسؤاله عن طبيعة تحريضه على الحكومة، وقرأ (الوكيل) كتابات الصحفي عبر "فيس بوك"، وقال: "ما فيها شيء"، وطلب منه مساندة الحكومة والوقوف مع بعض، وغادر بعد خمس دقائق من المقابلة، طلب منه الجلوس خارج الغرفة والعودة بعد عشر دقائق، وعند عودته، قال له الوكيل، "تابعت صفحتك ما فيها شيء، لكن أي شيء يخالف الحكومة أو تريد كتابته أخبرنا به، لا تكتبت شيء، وطلب منه التوقيع على تعهد بـ"احترام النظام العام وعدم تجاوز القانون"، وسلمه هاتفه، وغادر حوالي الساعة الواحدة من ظهر ذات اليوم.