لم يتوقع الكثيرون أن ينجح آرسنال في التفوق على مانشستر سيتي بهدفين دون رد في نصف كأس الاتحاد الإنجليزي، عشاق الجانرز لم يكونوا متفائلين بمباراة الأمس بسبب ذكرياتهم السيئة ضد كتيبة بيب جوارديولا، سواء مع برشلونة أو بايرن ميونخ أو السيتي، لكن النتيجة على أرض الملعب كانت أكثر من مفرحة بالنسبة لهم.
على الجانب الآخر، التقطت جماهير ريال مدريد نبأ سقوط السيتي بنظرة تفاؤل وترقب، جزء من المدريديستا رفعوا من آمالهم في إمكانية التفوق على السيتي على مبدأ “لم لا؟! ” فيما ذهب جزء آخر لأكثر من ذلك متوقعًا تفوق حتمي لكتيبة المدرب زيدان على كتيبة بيب جوارديولا.
ريال مدريد بتاريخه العظيم، وقدرات تشكيلته الحالية الإيجابية في وسط الملعب وخط الدفاع، لا يوجد شك بأنه يملك فرصة التفوق على مانشستر سيتي، لكن هذا لا يعني بأن الفرصة كبيرة أو أن تأهله مضمون، لأن هناك اختلافات 3 جوهرية بين مباراة الريال ضد السيتي، مقارنة بمواجهة آرسنال أمس:
1- ريال مدريد يدخل لقاء العودة ضد مانشستر سيتي في معقله الاتحاد متأخرًا بنتيجة 1-2، مما يعني بأن الريال مطالب بتسجيل هدفين وعدم تلقي الأهداف حتى يعبر للدور التالي، أو تسجيل 3 أهداف وأكثر وتحقيق الانتصار بفارق هدف أو أكثر.
ما حصل أمس بين السيتي وآرسنال مختلف كليًا عن ذلك، رفاق دي بروين كانوا مطالبين بتسجيل الأهداف للتفوق على المدفعجية، لم يدخلوا اللقاء بتفوق مسبق، وهو ما يجعلهم مندفعين أكثر ويمنحون المنافس مساحات أكبر يستطيع استغلالها.
السيتي يستطيع ضد ريال مدريد أن يقدم مباراة واقعية، يستحوذ بشكل سلبي ليحرم ريال مدريد من الكرة، ويؤمن مناطقه بعدد أكبر من اللاعبين بدون اندفاع، لأنه ليس بحاجة لتسجيل الأهداف، كما سيعمل على رفع نسبة التوتر لدى لاعبي الريال، فكلما مر الوقت سيزداد القلق وربما تظهر الأخطاء لدى رجال زيدان.
2- ريال مدريد ليس آرسنال، لا أقصد التقليل من المدفعجية لكن المطلوب أن نكون واقعيين وواضحين، التجهيز لمواجهة الجانرز ليس كالتجهيز لمواجهة الريال، الإعداد النفسي والتكيكي والبدني لأي فريق قبل أن يواجه ريال مدريد يكون أفضل عن مواجهة آرسنال بسبب أن الملكي أحد أقوى فرق العالم في السنوات الأخيرة، لذلك طبيعي أن يكون مانشستر سيتي متجهز بشكل أفضل لملاقاة رجال زيدان.
3- مانشستر سيتي يطمح لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا كهدف رئيسي للموسم منذ عدة أشهر، والتعامل مع هذه البطولة مختلف تمامًا عن كأس الاتحاد الإنجليزي، صحيح أن جوارديولا ولاعبيه يرغبون أيضًا بنيل كأس الاتحاد، لكن الرغبة تكون أكبر بكثير مع الأبطال، خصوصًا أن لديهم إشباع من البطولات المحلية في الموسمين الأخيرين.
نيل الكأس ذات الأذنين هو حلم كل لاعب في عالم كرة القدم، واحدة من أعظم اللحظات في مسيرة أي نجم، لذلك لاعبي السيتي لن يفرطوا بسهولة بهذه الفرصة السانحة في الموسم الحالي خصوصًا بعد تفوقهم ذهابًا على ريال مدريد.
من هنا نقول ونعيد أن ريال مدريد حظوظه قائمة ضد السيتي، لكن الحظوظ ليس كبيرة، ومباراة السيتي ضد آرسنال لا يشترط أن تكون شبيهة بمواجهته المرتقبة ضد الريال.
