شهد شهر تشرين اول 2019 ارتفاعا كبيرا في عدد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، وبلغت نحو ضعف ما كان شهده شهر ايلول الذي سبقه.
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" ووثق ما مجموعه 103 اعتداءات ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ارتكبتها جهات اسرائيلية وفلسطينية اضافة لشركة فيسبوك خلال شهر تشرين اول، مقارنة بما مجموعه 53 خلال شهر ايلول الذي سبقه.
وجاء هذا الارتفاع بشكل اساسي نتيجة قرار اغلاق عشرات المواقع الالكترونية وصفحات الفيسبوك، اضافة الى مواصلة شركة فيسبوك انتهاكاتها المتمثلة بإغلاق المزيد من الصفحات الفلسطينية بدعوى "مخالفتها معايير فيسبوك" فضلا عن ارتفاع سجل في عدد الانتهاكات الاسرائيلية التي وقعت هذا الشهر.
الانتهاكات الاسرائيلية:
ارتفع عدد الاعتداءات الاسرائيلية بشكل ملحوظ خلال شهر تشرين اول، وبلغت 25 اعتداء مقارنة بما مجموعه 14 اعتداء اسرائيليا وقعت خلال شهر ايلول الذي سبقه.
وكما العادة فان معظم الاعتداءات الاسرائيلية جاءت ضمن الانواع الخطيرة على حياة الصحافيين/ات والحريات الاعلامية، حيث شملت ما مجموعه 12 حالة اعتداء بالضرب واصابة جسدية نتيجة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز التي استهدفت بها قوات الاحتلال صحافيين وصحافيات اثناء تغطيتهم احداثا متفرقة في الضفة وقطاع غزة ومدينة القدس المحتلة، اضافة الى 5 حالات اعتقال واحتجاز، اضافة الى مجموعة اخرى من الاعتداءات التي طالت الصحافيين والصحافيات التالية اسماؤهم: المصور الصحفي رامي محفوظ الخطيب (اعتداء ومنع تغطية)، ومصور تلفزيون فلسطين امير محمد عبد ربه (استدعاء واستجواب ومصادرة معدات)، مصور تلفزيون فلسطين في رام الله محمد راضي (عيار مطاطي في ركبته اثناء تغطيته اقتحاما للجيش في رام الله)، معتصم سقف الحيط (عيار مطاطي في الخاصرة اثناء تغطيته توغلا للجيش في نابلس كما وتعرض لاعتداء بالضرب اثناء تغطيته مسيرة ضد الاستيطان في ترمسعيا بمحافظة رام الله في حادث اخر منفصل)، مراسلة قناة الجزيرة مباشر سندس عبد الرحمن عويس ( استدعاء)، ومراسلة وكالة معا الاخبارية ميساء ابو غزالة (استدعاء)، مراسل تلفزيون فلسطين اسيد محمد صبيح (منع تغطية وتهديد بإطلاق قنابل الغاز عليه) وزميله مصور تلفزيون فلسطين نجيب حسين شروانة (اعتداء واصابة بالاختناق)، محمد دحلان (عيار مطاطي اصاب الكاميرا والحق بها اضرارا ادت لتعطلها)، واعتقال الصحافيين، مصور قناة الغد التلفزيونية حازم ناصر، وزميله مراسل القناة خالد بدير، ومراسل تلفزيون فلسطين امير شاهين، والمصور في هيئة مقاومة الجدار زاهر ابو حسين، والصحفي الحر محمود فوزي، ومصادرة معدات التصوير خاصتهم اثناء تغطيتهم فعالية ضد الاستيطان في منطقة الاغوار، والاعتداء بالضرب على ستة صحافيين/ات اخرين اثناء تغطيتهم اعتصاما تضامنيا مع الاسرى المضربين عن الطعام نظم في القدس وهم: مصورة جريدة "الحياة الجديدة" ديالا طلب جويحان، مراسلة قناة "الكوفية" في القدس نوال عماد إبراهيم حجازي، وزميلها مصور قناة الكوفية غسان محمد خضر أبو عيد، ومصور جريدة "القدس" محمود عليان، ومصور وكالة الانباء الفرنسية AFP أحمد غرابلة، ومصور وكالة الاناضول فايز حمزة فايز أبو ارميلة، الصحفية الحرة فاطمة محمد حسونة (اختناق واغماء وتقيؤ جراء الغاز المسيل للدموع)، مصور وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" مشهور حسن الوحواح (اعتداء بالضرب ومنع من التغطية)،
الانتهاكات الفلسطينية:
شهد شهر تشرين اول ارتفاعا كبيرا في عدد الانتهاكات الفلسطينية، كان ابرزها قرار حجب عشرات المواقع الاخبارية والصفحات الاعلامية على موقع فيسبوك، استنادا لقانون الجرائم الالكترونية.
وبلغ اجمالي عدد الانتهاكات الفلسطينية خلال هذا الشهر 59 اعتداء منها 49 عملية حجب لمواقع وصفحات اعلامية، الامر الذي شكل انتكاسة لتوجهات الحكومة الفلسطينية التي التزمت منذ تنصيبها في نيسان الماضي بدرجة عالية جدا بما اعلنته من توجهات حول حماية الحريات الاعلامية وحرصها على صيانتها ورفضها المساس بها.
وشملت الانتهاكات الفلسطينية العشرة الاخرى التي سجلت الى جانب عمليات حجب المواقع، احتجاز عناصر من شرطة حماس مراسل اذاعة صوت الشعب محمود عمر اللوح (احتجاز ومنع تغطية)، عز الدين ياسر ابو عيشة ( استدعاء اربع مرات متتالية واحتجازه لعدة ساعات في كل مرة من قبل الامن الداخلي، اعتقال الامن الوقائي في طوباس الصحفي محمود ابو حسن لمدة 15 يوما قبل ان يخلى سبيله بكفالة مالية، واعتقال الامن الوقائي بنابلس الصحفي رضوان عبد القادر قطناني لسبعة ايام قبل ان يخلى سبيله بكفالة مالية واستدعائه مرتين بعد اخلاء سبيله. واعتقال الامن الداخلي التابعة لحكومة حماس في غزة الصحفي بسام محمد محيسن (ما يزال معتقلا حتى اليوم 31/10/2019)، وزياد عوض (استدعاء واحتجاز استمر 10 ساعات).
انتهاكات شركة فيسبوك:
واصلت شركة فيسبوك خلال شهر تشرين اول 2019 اغلاق المزيد من الصفحات الخاصة بصحافيين/ات فلسطينيين، وبمواقع اعلامية فلسطينية، بدعوى مخالفتهم "معايير مجتمع فيسبوك" كما جاء في بعض الاشعارات التي وصلت بعض من طالتهم هذه العملية.
وكانت شركة فيسبوك حجبت (جزئيا او كليا) ما مجموعه 34 موقعا لصحافيين/ات ولمواقع اعلامية فلسطينية خلال شهر ايلول.
وشملت عمليات الحجب الكاملة والمؤقتة، او منع البث المباشر او التعليق لفترات متباينة ما مجموعه 19 صفحة لصحافيين/ات فلسطينيين ولمواقع اعلامية فلسطينية يتابعها الاف الاشخاص، هذا فضلا عن حجب وحظر عدد اخر من الصفحات الخاصة بمواطنين فلسطينيين اخرين (ليسوا صحافيين).