شهد شهر تموز 2019 ارتفاعا في عدد الاعتداءات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، مقارنة بشهر حزيران الذي سبقه فيما واصلت شركة فيسبوك اغلاق المزيد من الصفحات التابعة لمواقع ومؤسسات اخبارية وصحافيين بدعوى "انتهاك معايير فيسبوك".
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" ووثق خلال شهر تموز ما مجموع ما مجموعه 38 اعتداء (مقارنة بـ29 اعتداء سجلت خلال حزيران الذي سبقه)، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 18 اعتداء منها فيما ارتكبت جهات فلسطينية 4 اعتداءات في حين ارتكبت شركة فيسبوك 16 انتهاكا اخر تمثلت باغلاق صفحات تخص صحافيين ومؤسسات اعلامية يتابعها عشرات الالاف.
الانتهاكات الاسرائيلية
تراجع عدد الانتهاكات التي ارتكبتها قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر تموز، وانخفضت من 28 اعتداء وقعت خلال شهر حزيران الى 18 اعتداء خلال تموز ولكنها لم تتغير من حيث النوع حيث ان معظمها بقيت ضمن الانواع شديدة الخطورة على حياة الصحافيين/ات وعلى الحريات الاعلامية.
وتعتبر إصابة المصور الصحفي سامي جمال مصران بشظايا عيار ناري متفجر في عينه أشدها خطورة ومأساوية حيث تسببت له بجراح خطيرة وادت لفقدانه البصر بعينه تلك كليا، علما ان الصحفي سامي وفي حادث منفصل وقع مطلع ذات الشهر اصيب بعيار مطاطي دون ان يتسبب له باذى (اصاب الدرع الواقي).
ومن أبرز الاعتداءات الاسرائيلية الاخرى، اصابة المصور محمد عاطف العربيد (عيار ناري في الفخذ)، والصحافية صافيناز بكر اللوح (عيار مطاطي في كتفها)، والمصور محمود زكريا ابو مسلم (عيار مطاطي في ساقه)، ومراسل قناة الغد خالد صالح بدير (قنبلة غاز مباشرة في البطن) ومصور وكالة الانباء الفرنسية جعفر زاهد اشتية (عيار مطاطي اعلى الفخذ)، وعمر اسماعيل العمور (قنبلة غاز مباشرة في ظهره)، وآيات خالد عرقاوي (قنبلة غاز مباشرة في الخاصرة)، واعتداء جنود الاحتلال على الصحافيين عبد الحفيظ ذياب الهشلمون مصور وكالة الانباء الاوروبية، ومشهور حسن الوحواح مصور وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بالضرب، واعتقال مدير هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني في طولكرم احمد جمعة بعجاوي بعد دهم وتفتيش منزله.
وبجانب الاعتداءات الإسرائيلية فقد اغلقت شركة فيسبوك ما لا يقل عن 16 صفحة خاصة بصحافيين ومؤسسات اعلامية، وذلك امتدادا وترجمة لتفاهمات كانت توصلت لها الحكومة الاسرائيلية مع "فيسبوك" تقوم على حذف المحتوى الذي ترى فيه اسرائيل "تحريضا" علما ان "فيسبوك" كانت اغلقت في شهر ايار الماضي 65 صفحة لصحافيين ومواقع اعلامية فلسطينية بدعوى نشر مواد "تحرض على العنف".
الانتهاكات الفلسطينية
بقيت الانتهاكات الفلسطينية عند مستويات متدنية جدا، ولم تسجل هذا الشهر سوى اربعة انتهاكات (3 منها وقعت في الضفة وانتهاك واحد في غزة) وهي: اعتقال جهاز الامن الوقائي الصحفي ثائر زياد الفاخوري لستة ايام بعد ان دهم وفتش منزله ومخزنا لشركة يمتلكها، وتعرض الصحافي المستقل سامي سعيد الساعي لحملة تشهير وتهديدات (ليست من جهات رسمية بل من مواطنين) اثر نشره مقطع فيديو لاشخاص كانوا يعيقون حركة السير في طولكرم عبر قيامهم بعمليات تشحيط في احد شواراع المدينة. واستدعاء النيابة العامة ومحكمة خانيونس الصحفي ايهاب عمر الفسفوس وذلك ضمن ملاحقته ارتباطا بنشره مقطع فيديو في ايلول من العام الماضي 2018 يُظهر (الفيديو) تعرض ابن اخيه لعملية اعتداء وتعذيب من شرطة خانيونس.