ردود فعل فلسطينية شاجبة لقرار الفيفا ايقاف جبريل الرجوب

الأحد 26 أغسطس 2018 11:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ردود فعل فلسطينية شاجبة لقرار الفيفا ايقاف جبريل الرجوب



رام الله / سما /

بعد اعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الجمعة، إيقاف جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني للعبة لمدة عام، بسبب مطالبته المشجعين بحرق قمصان وصور النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة الإسباني اذا ما خاض المنتخب الارجنتيني مباراة ودية أمام منتخب اسرائيل في حزيران الماضي بمدينة القدس استهجن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، القرار داعيا في بيان صدر عنه الفيفا إلى إعادة النظر في القرار خاصة في ظل عدم الاستماع إلى الشهادات، وعدم النظر في الأدلة التي طلبها المستشار القانوني للواء الرجوب.

وأعرب عريقات عن أسفه في أن الادعاءات والضغوط التي مارستها مجموعات المستوطنين على "الفيفا" تنجح في الوقت الذي ناضلت فيه الأطر الفلسطينية من أجل لجم سياسة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في تسييس الرياضة واستغلالها لتبييض أعمالها غير القانونية بشكل يخالف القيم والمعايير العالمية التي تحكم مبادئ الرياضة.

وقال: "نستهجن ونستغرب الحكم على الرجوب في الوقت الذي يجب الحكم فيه على 6 فرق كرة قدم يلعبون ضمن الدوري الإسرائيلي على أرض دولة فلسطين المحتلة، وهم من مستوطنات استعمارية غير قانونية، وعلى كل ما تقوم به سلطة الاحتلال بشكل ممنهج ومتواصل بسلب أبناء شعبنا من الرياضيين في حقهم الطبيعي والقانوني في حرية الحركة والتنقل، وخصوصا الحق في الوصول إلى القدس وقطاع غزة، وإلى الخارج، واعتقالهم، وإعاقة دخول المواد والمعدات الرياضية من المعابر، وغيرها من الخروقات التي تنتهجها قوة الاحتلال بحق الرياضة الفلسطينية.

وشدد عريقات على أن الشعب الفلسطيني وأسرة الرياضة الفلسطينية ما زالوا يتمسكون بمبادئ الرياضة وقوانينها وعدم تسييسها، داعيا الجميع إلى الحذو حذوهم

ومن جانبه الرجوب في تصريحات لوكالة (فرانس برس) إن "هذا القرار غير صحيح وغير عادل"وأنه سيتم العمل على استئناف هذا القرار في محكمة الاستئناف التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، وإتخاذ كل الإجراءات القانونية في إطار قوانين (الفيفا)".

وأصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانا شحب واستنكر فيه قرار الفيفا وقال إن هناك نيّة مبيتة لإصدار حظر على أنشطة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب منذ اللحظة الأولى التي تم فيها بدء سلسلة الإجراءات في لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم منذ تاريخ2/2018 بطلب من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم وبعض المجموعات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.

ورأى الاتحاد أن قرار الفيفا "غير متجانس" مع "الإساءة المفترضة"، إذ يوقع العقوبة القصوى على تهمة لم تثبت، ولم يتم عقد جلسة استماع بشأنها، فضلًا عن كونه قد تم الإعلان عنه على موقع الفيفا قبل إخطار الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم رسميًا بساعات.

وجاء في بيان الاتحاد أنّ لجنة الانضباط قد بنت قرارها على ادّعاءات من مجموعة إسرائيلية من المستوطنين في الأراضي المحتلة، والذين يطلقون على أنفسهم "الرقيب الإعلامي الفلسطيني" (Palestine Media watch)، وهذه الادعاءات تتعلق بتصريحات منسوبة للواء جبريل الرجوب عبر وسيلة إعلام لبنانية منذ العام 2013.

أمّا فيما يتعلق بالتهديد المفترض لشخص اللاعب الأرجنتيني "ليونيل ميسي" فتساءل الاتحاد في بيانه عن مدى قانونية أن يقوم طرف ثالث، هو طرف غير محايد، وعلى نزاع لم يتم حله مع الاتحاد الفلسطيني أمام الفيفا، بالتقدم بشكوى بالنيابة عن ميسي الذي لم يتقدم لا هو ولا الاتحاد الأرجنتيني بذلك. وأعرب الاتحاد عن استغرابه من السرعة التي هرعت فيها الفيفا لإدانة رئيس الاتحاد الفلسطيني، أمام بطئها وترددها في ضمان حق أطفال فلسطين في اللعب على أراضيهم وحماية اللعبة من إجراءات الاحتلال. وأكد عضو المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الفلسطينية د. عبد القادر الخطيب أن هذه العقوبة كانت متوقعة، لأن اللواء الرجوب "أقام الدنيا ولم يقعدها" على دولة الكيان، وذلك في أعمال مؤتمر القمة العالمي لمناهضة العنصرية في الرياضة، الذي أستضافته جمهورية جنوب إفريقيا، قبل 4 سنوات. وحينها قال اللواء جبريل الرجوب: "إننا نتحاشى على الدوام ضمن حالة الفهم الإنساني للرياضة، الخلط بين السياسة والرياضة، بيد أن الواقع في فلسطين مختلف جدا، سيما إذا ما تحدثنا عن العنصرية والإقصائية التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، باستهدافها كافة شرائحه ومكوناته، وعلى رأسها المكون الرياضي، الذي يعاني من استهداف احتلالي مُتعمد". ورفع الرجوب الكرت الأحمر بيده أمام المؤتمر لإسرائيل، وسط تصفيق حاد من المؤتمر، في معرض حديثه عن الانتهاكات الإسرائيلية للرياضة الفلسطينية، مجددا تأكيده على أن العنصرية لها تفسير عملي واحد في القرن الحادي والعشرين، ونموذج لا ثان له، عنوانه ما تفعله إسرائيل لقتل روح التواصل الإنساني والعالمي بين الشباب الفلسطيني ونظرائه في شتى بقاع الأرض، من خلال قمع الرياضة الفلسطينية، وعرقلة أية محاولة للارتقاء بها.

من جانبه ندد رئيس اتحاد الجودو الفلسطيني معاوية القواسمة بقرار الفيفا المشؤوم المتعلق باللواء جبريل الرجوب وأهاب بجميع الاتحادات والهيئات العربية ذات العلاقة العمل الجاد والسريع على افشال هذا القرار نصرة للحق الفلسطيني.

وتساءل رئيس الاتحاد لمصلحة من هذا القرار ومن يقف خلفه، وادان بشدة بالغة قرار لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي التي لم تكلف نفسها بإجراء تحقيق عادل في الموضوع.

وأعلن رئيس الاتحاد معاوية القواسمة التفاف أسرة الجودو الفلسطينية بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام حول اللواء جبريل الرجوب.

وقال اتحاد كرة السلة في بيان له: إن هذا القرار المخيب للآمال والقوانين الدولية لحماية الرياضة والرياضيين في فلسطين يضع علامة استفهام كبيرة على حيادية الاتحاد الدولي الذي سبق له رفض التدخل في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي مغلقاً الباب امام محاولات اتحاد الكرة منع إقامة مباريات الأندية الإسرائيلية في الضفة الغربية، لاعتبارها مقامة على أراضٍ محتلة.

وقد ادان القرار نادي خدمات رفح، ونادي الزيتون، اللذان ابديا مساندتهما ووقوفهما الى جانب الرجوب الذي أحدث نقلة نوعية للرياضة الفلسطينية منذ توليه لقيادة دفة الحركة الرياضية, مبيناً أن الاحتلال يحاول عرقلة تلك النقلة من خلال الضغط على الفيفا. كما استنكر النادي الفلسطيني الامريكي، القرار الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم بحق اللواء جبريل الرجوب، رأس الهرم الرياضي الفلسطيني. واعتبر النادي أن ذلك القرار جاء انسياقا وراء حملة التحريض التي قامت بها الاوساط اليمينية الاسرائيلية بحق اللواء الرجوب، بعد تمكنه من الضغط لالغاء مباراة الارجنتين واسرائيل الودية.

وأكد النادي أن ذلك القرار انما هو دليل واضح على الانحياز الكبير داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، لصالح اجندات الاحتلال الاسرائيلي. ودعا النادي كافة المؤسسات الرياضية الفلسطينية الى العمل بشكل جماعي من اجل الضغط على الاتحاد الدولي للعبة لالغاء ذلك القرار الظالم .