قدمت دولة فلسطين، اليوم الأربعاء، وبعد أكثر من سنتين من العمل المتواصل، الاستعراض الوطني الطوعي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، خلال الاجتماع السياسي رفيع المستوى المتفرع عن الاجتماع السياسي عالي المستوى، الذي بدأ أعماله منذ التاسع من الشهر الحالي ويستمر حتى الثامن عشر منه، تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وقدم الاستعراض المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، نيابة عن الفريق الوطني الحكومي الذي لم يتمكن من الحضور والوصول إلى نيويورك نتيجة لرفض الحكومة الأميركية منحه تأشيرة الدخول.
وفي تقديمه للعرض الفلسطيني، أكد منصور أن عدم حصول الوفد الفلسطيني على التأشيرات اللازمة للوصول إلى الولايات المتحدة هو جزء من سياسة تهدف إلى أن يترك الفلسطينيون بالخلف، إلا أن هذه السياسة لم تنجح ولن يكتب لها النجاح.
يذكر أن عضو الفريق الوطني محمود عطايا من مكتب رئيس الوزراء المتواجد في رام الله ومن خلال وسائط وتكنولوجيا الاتصالات المختلفة بقي على تواصل مباشر مع بعثة دولة فلسطين في نيويورك، ليمدها بأي معلومات متخصصة للإجابة على الأسئلة التي يطرحها الحضور.
ويشار إلى أن أهداف التنمية المستدامة الـ17 تم الاتفاق عليها بعد سنوات عدة من التحضير على مستوى العالم بين مختلف المجموعات ذات المصلحة، والمفاوضات الحكومية في الأمم المتحدة، وفي السياق نفسه فقد تم الاتفاق على أن يتم استعراض التقدم الحاصل بتنفيذ هذه الأهداف بشكل سنوي تحت مظلة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وتعتبر هذه هي السنة الثالثة التي تتقدم الدول لتقديم استعراضها الوطني الطوعي ومع نهاية اليوم سيكون هناك 112 دولة قد أتمت تقديم استعراضاتها الوطنية على مدار ثلاث سنوات.
وتهدف الحكومات من تقديم الاستعراض الوطني الطوعي إلى إبراز الصور المختلفة لإنجازاتها والتحديات التي تجابهها في تنفيذ الأهداف الإنمائية الـ17، وإلى جانب ذلك تهدف إلى استغلال هذه المنصة التي يحضرها مئات المسؤولين الحكوميين لبناء الشراكات وتبادل الخبرات بينهم، حيث أن إحصائية المجلس الاقتصادي والاجتماعي أشارت إلى أنه قد حضر هذا العام 80 وزيرا من مختلف دول العالم، وكذلك تم تنفيذ العشرات من الفعاليات الجانبية التي تتناول الآليات والتحديات التي يواجهها منظمو هذه الفعاليات في طريقهم لإنفاذ أهداف التنمية.
وتأتي أهمية تقديم الاستعراض الوطني الطوعي من مجموعة أسباب، أولها أن كل دولة تقدم للعالم وتشرح التحديات الماثلة أمامها، وفي حالة دولة فلسطين فإن التحديات التي واجهتها وتواجهها في تنفيذ أهداف التنمية كثيرة ومعقدة، ليس أقلها عدم قدرة الفريق الوطني على الوصول إلى نيويورك للتواصل مع باقي الفرق الوطنية.
وقد أبرز الاستعراض الوطني الفلسطيني قدرة الفلسطينيين على تحقيق مجموعة من الإنجازات في تحقيق الأهداف الإنمائية الـ17على الرغم من التحدي المزمن الذي يعيشه الفلسطينيون والمتمثل بالاحتلال الإسرائيلي الذي يؤثر سلبا على كل مناحي الحياة الفلسطينية.
وحظي تقديم الاستعراض الفلسطيني بالكثير من التصفيق والترحيب من الحضور، وتبعه الكثير من الأسئلة المتعلقة جميعها تقريبا بتأثير الاحتلال الإسرائيلي والقدرة الفلسطينية على التعامل مع هذا التحدي.