أكد رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمدلله أن القرار الذي تم اتخاذه بالتشاور مع الرئيس محمود عباس وموافقته بالسماح لموظفي قطاع الصحة والتعليم الذين تم إحالتهم إلى التقاعد مؤخرا في قطاع غزة، الاستمرار بالعمل في وزاراتهم من أجل ضمان تقديم الخدمات للمواطنين في القطاع، يؤكد حرص سيادة الرئيس والحكومة على وضع مصلحة شعبنا فوق أي اعتبار، وأننا لم ولن نتخلى عن قطاع غزة، وعن واجباتنا تجاه أهلنا في قطاع غزة، وعدم الدخول في أي سجال يهدف إلى حرف الحكومة عن جهودها وخدمة أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده استجابة لتضحيات شعبنا ومعاناته.
كما جدد الحمدلله خلال جلسة الحكومة الاسبوعية اليوم الثلاثاء الدعوة لحركة حماس لاغتنام الفرصة، والتخلي عن تعنتها وغرورها، والتحلي بالمسؤولية والجرأة الوطنية، بالاستجابة لمبادرة سيادة الرئيس، مشددا على أن مواجهة تحديات المرحلة يستوجب من الجميع الارتقاء إلى أعلى درجة ممكنة نحو المصالح الوطنية العليا لشعبنا، لنرسم معا رؤية فلسطينية واحدة بإرادة وطنية صلبة وصادقة، كفيلة بإنجاز تطلعات شعبنا وطموحاته بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية، وترسيخ بناء مؤسسات دولة فلسطين، حتى نتمكن موحدين من إنجاز حقوقنا الوطنية المشروعة في إنهاء الاحتلال ونيل استقلالنا الوطني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس.
كما اكد الحمدلله على ان الحكومة ماضية في عملية إعادة إعمار قطاع غزة وفي بذل جهودها لحشد التمويل اللازم لهذه العملية، حيث استمع المجلس إلى تقرير من وزير الأشغال العامة والإسكان حول عملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى فتح مظاريف عطاءات (11) عمارة سكنية في منطقة حي الندى شمال قطاع غزة، منها (7) عمارات هدمت كلياً خلال العدوان الأخير على القطاع، وأربع عمارات جديدة البناء، بقيمة إجمالية تبلغ (3.5) مليون يورو بتمويل من المنحة الإيطالية، إضافة إلى وصول الدفعة الثامنة من المنحة الكويتية للإسكان بمبلغ (3.6) مليون دولار تغطي الدفعة الثالثة (534) مستفيدا، والتي سيبدأ العمل بها خلال الأسابيع القليلة القادمة، وبهذا يتبقى (2250) وحدة سكنية بحاجة إلى تمويل يقدر بحوالي (150) مليون دولار لإنجازها. كما تم فتح مظاريف عطاءات لمشاريع البنية التحتية بقيمة (15) مليون دولار من المنحة الكويتية. وأعرب المجلس عن شكره وتقديره للحكومة والشعب الإيطالي الصديق وللحكومة الكويتية والشعب الكويتي والصندوق الكويتي للتنمية على دعمهم ومساندتهم لأبناء شعبنا، مجددا الدعوة للدول العربية الشقيقة والدول المانحة الأخرى إلى سرعة تقديم ما التزمت به خلال مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد في القاهرة.
و رحب مجلس الوزراء ، بالزيارة الأولى التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى دولة فلسطين المحتلة. وأكد المجلس أن هذه الزيارة ولقاء رئيس الوزراء تكتسب أهمية بالغة في ذكرى مرور خمسين عاما على الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا منذ العام 1967، كما تصادف ذكرى مرور سبعين عاما منذ قرار الأمم المتحدة رقم (181) بتقسيم فلسطين، ونكبة الشعب الفلسطيني، وأكد المجلس مسؤولية الأمم المتحدة التاريخية ودورها تجاه قضية فلسطين، ووجوب انحيازها إلى جانب قيم الحق والعدالة الإنسانية.
ودعا المجلس الأمين العام للعمل من أجل تحقيق المُثُل العليا المُعّبر عنها في ميثاق الأمم المتحدة، كما دعا إلى تضافر الجهود من أجل حل قضية فلسطين حلا عادلا، بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وتجسيد دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم بناء على القرار (194)، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وملايين اللاجئين، وتمكينه من العيش بحرية وكرامة.
وطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها والعمل على تنفيذ قراراتها وإلزام قوة الاحتلال الإسرائيلي في الانصياع إلى قواعد القانون الدولي، وفرض العدالة الدولية التي غابت عن فلسطين طوال (70) عاما.
وأدان المجلس قيام أعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، بعد قرار سلطات الاحتلال بالسماح مجددا لهم بذلك، وقيام وزراء وأعضاء "كنيست" وحاخامات وبمشاركة أكثر من (300) مستوطن، بافتتاح كنيس في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، في عقار تمت السيطرة عليه عام 2015. وحذر المجلس من أن إسرائيل ستواصل استفزازاتها وإجراءاتها الانتقامية ومحاولاتها لتنفيذ مخططاتها للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، من خلال الاقتحامات والاعتداءات اليومية من قبل قوات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة بتشجيع وتحريض من حكومة الاحتلال، بهدف تهويد المسجد الأقصى المبارك، ومحو التاريخ العربي والإسلامي، وتغيير المعالم الثقافية والدينية والتاريخية والحضارية للمدينة المقدسة. ودعا المجلس إلى تحرك عربي وإسلامي جاد يتناسب مع الوقفة البطولية التي وقفها أبناء شعبنا دفاعاً عن المسجد الأقصى، ومع حجم المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها شعبنا وخاصة في المدينة المقدسة، والترفع عن البيانات والانتقال إلى الفعل الجاد والحازم لحماية القدس مدينة وشعباً ومقدسات.