عبر المحلل السياسي الفلسطيني حسن عبدو عن تخوفاته من أن يستفيد اليمين الاسرائيلي من عملية القدس كما جرى بعد أحداث الجريمة التى ارتكبت بحق المصلين في الحرم الابراهيمي، عندما تم اغلاق الحرم الابراهيمي عام 94 ،ولم يتم فتحه الإ بعد أن تم تقسيمه زمانياً ومكانياً" مضيفا " يجب وضع هذا التخوف في محله فلسطيناً وعربياً واقليمياً، والعمل على منع اليمبن الاسرائيلي المتطرف من تحقيق أهدافه التى أعلن عنها بوضوح، والتى تقضي بمراجعة كل الإجراءات الأمنية في المسجد الأقصى، وإعادة فتحه في ضوء معطيات وأنظمة أمنية جديدة" .
وأوضح عبدو لـ " سما" ، بأن الاغلاق للمسجد الاقصى هو من أهم الاحداث التى مرت في التاريخ بعد عام 67، لان الامر لم يتوقف على اغلاق الاقصى بحد ذاته، بل هناك استهداف واضح وحقيقي للمكان لتغيير معالمه".
وأضاف " لم يكن هناك مواقف عربية واسلامية جدية لمنع ذلك، ووجدت اسرائيل الموقف العربي ضعيف ولذلك فهي ماضية وستنفذ ماتريد ،وستكون القدس في خطر بكل معني الكلمة ، وعلى الجميع أن يقوم بدوره لحماية الاقصى قبل أن تنفجر الاوضاع تماما كما جرى في الانتفاضة الثانية بعد وصول شارون الى باحات المسجد الاقصى المبارك".
وقال "يجب عدم الوقوف عند مجرد الادانات او اظهار موقف ضعيف أمام اسرائيل لأن ذلك سيؤدي الى فتح أبواب جهنم على المنطقة العربية بأكملها فيما لو تم أى مساس للأقصى، وستصوب كل البنادق التائهة الى المسجد الأقصى، وبالتالي سيكون هناك انتفاضة واسعة ومواجهات عنيفة لا تقتصر على الجعرافيا التفلسطينية بل ستذهب لزعزعة الحالة الاقليمية كلها".
وفيما يتعلق بموقف الأردن من القرار الاسرائيلي بإغلاق المسجد الاقصي ، أكد عبدو" ان الأردن يعتبر نفسه وصياً نظرا للانفاقات الموقعة في هذا المجال،فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية، لذلك نجد الاردن له قبول في هذه المسألة ويشرف عليها ، كمان أن هناك تفويض قانوني فلسطيني للأردن فيما يتعلق بالاقصى والقدس المحتلة".
من جانبه، أوضح اكرم عطا الله، المحلل السياسي والمختص بالشؤون الاسرائيلية، بأن اسرائيل ستستخدم هذه العملية لتبرير وتمرير كل ما كانت عاجزة عن تحقيقه خلال الفترة الماضية.
وقال لـ " سما" إن اسرائيل واليمين الذي يسيطر بحكم قبضته على السلطة في اسرائيل ومنذ فترة يتقدم بمشاريع لتقسيم المسجد الاقصى من الناحية المكانية والزمانية وامعان السيطرة على القدس بكل السبل الممكنة".
وفيما يتعلق بالتصعيد الاسرائيلي القادم تجاه القدس عقب العملية البطولية، قال عطالله " إن هناك تصعيد قادم وهذا التصعيد سيكون واضح وجلى في مدنية القدس المحتلة، ولكنه لن يكون مرتبط بالعملية، كون الشهداء لا يتبعون الى قوي أو فصائل وطنية تابعة لقطاع غزة، والرد الاسرائيلي سيستثمر فعلياً في القدس المحتلة فقط".
وحول ادانة السلطة الفلسطينية للعملية، قال" السلطة الفلسطينة تحاول أن ترسل رسائل للخارج، ليست موجهة للمواطن الاسرائيلي أو الفلسطيني،لان السلطة تقول انها ضد أي حالة عنف في المنطقة وأنها تسعي لايجاد حلول من خلال طاولة المفاوضات مع الاسرائيليين وليس من خلال العمل المسلح، لذلك كان بإمكان السلطة أن تكون اكثر حيادية، كون تصريحات الادانة تثير غضب المواطن الفلسطينبي، لأن من قام بالعملية هم مواطنون من الداخل ضد اسرائيليين، بالتالي السلطة غير معنية بالامر ومن خرج لتنفيذ العملية لم يخرجوا من منطقة" بي" أو منطقة ""سي، فكان لها أن تتجاهل الموضوع تماما.
المحلل السياسي هاني حبيب،أوضح بأن تجربة ماجري قبل بضعة سنوات في الحرم الابراهيمي، وعمليات المقاومة في مدينة الخليل، هي سياسة فرض الأمر الواقع من قبل الاحتلال والعمل على تقسيم الحرم الابراهيمي لصالح المتدينيين اليهود، وتم التضييق على المسلمين في حقهم بالحرم الابراهيمي، فهناك تهديدات اسرائيلية كانت ومازالت مستمرة، هناك عملية تفصيل للمسجد الاقصى من ناحية العملية".
واعرب حبيب لـ " سما" عن خشيته من أن تستغل اسرائيل العملية ، من اتخاذ اجراءات وخطوات توضع بقوة الامر الواقع واختلال الموازين لصالح الدولة العبرية، لأن هناك مطالبات اسرائيلية وتيارات عنصرية متطرفة تدعو الى اخلاء الاقصى خاصة حائط البراق لصالح المتدينيين اليهود.
ايضا اعرب حبيب عن خشيته من اشتداد المقاومة اكثر واكثر لان من قام بتنفيذ العملية شبان من مناطق ال48 وهذه نقلة نوعية، وبالتالي ستقوم اسرائيل باتخاذ اجراءت عنصرية فاشية ضد أهلنا في مناطق 48 في مدينة ام الفحم.
واشار حبيب الى أن منع الصلاة في المسجد الاقصى هو أكبر تصعيد، لان رد الفعل في غزة سيقتصر على ادانات او بيانات والقيام بمظاهرات مساندة للاخوة الفلسطينيين في الشق الاخر من فلسطين،أما في الضفة المحتلة الوضع سيكون مختلف تماماً، قد يكون هناك امتداد لانتفاضة فلسطينة ثالثة، وبالتالي ستكون فعالية التحركات الفلسطينية اكثر تاثيراً على المستوطنين واسرائيل.