غيب الموت التونسية سميرة العبيدي التي خيرت أن تموت في سويسرا موصية بحرق جثتها على الطريقة الهندية.
و سميرة العبيدي فهي زوجة الشيح صالح كركر أحد أبرز مؤسسي حركة الاتجاه الإسلامي سابقا (النهضة حاليا) التي ارتدت عن الدين الإسلامي رغم ثقافتها الدينية العميقة التي تمكنها من مقارنة الأديان.
موقفها من الإسلام السياسي المبني على التصفيات والعنف والإرهاب والاغتيالات بحسب وجهة نظرها، جعلها تعتنق ديانة هندوسية “الفيدية” معتبرة ذلك تبرؤا من الحركة الاسلامية. حسب ما ذكر موقع ارم نيوز الاماراتي.
ويرى البعض أن المعاناة التي عاشتها سميرة العبيدي مع زوجها الشيخ صالح كركر في المهجر بدءا بالمحاصرة الأمنية التونسية والفرنسية وصولا إلى تخلي رفاقه عنه ساهمت في موقفها باعتناق الهندوسية.
ففي1987 وبعد تمكنه من الفرار من تونس صدر بحق صالح كركر حكم غيابي بالإعدام شنقا ليجد نفسه لاجئا سياسيا في فرنسا مدة 24 سنة، قضي منها 188 سنة تحت الإقامة الجبرية بأمر من السلطات الفرنسية إلى أن رفعت عنه بعد سقوط نظام بن علي في 14 يناير 2011.
ولكن ما صدم كركر خلال إقامته الجبرية هو قرار حركة النهضة في أكتوبر 2002 فصله من الحركة التي كان يوما ما رئيسها.
عاد صالح كركر إلى تونس وهو يعاني من مرض عضال، وتوفي يوم 18 أكتوبر 2012 وقد نعته حركة النهضة في بيان لها ووصفته بالقيادي الكبير.
ونعى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، على صفحته الرسمية في فيسبوك، حرم القيادي السابق بالحركة صالح كركر، قائلا “بقلوب صابرة محتسبة، تلقينا نبأ وفاة السيدة سميرة العبيدي كركر زوجة القيادي السابق بحركة النهضة الدكتور المرحوم صالح كركر… وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأحرّ التعازي إلى عائلة الفقيدة داعين الله أن يتغمّدها بواسع رحمته وأن يسكنها فراديس جنانه وأن يرزق أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان”.
وقبل وفاتها توجه محمد كريم العبيدي شقيق سميرة العبيدي لشقيقته برسالة عبر يوتيوب، وذكرها بالقطيعة التي دامت بينهما مدة ثلاثين عاما ودعاها إلى الإفصاح عن مأساتها مع الحركة قبل أن تموت.