غزة / سما / مهرجان فلسطيني اكبر بكثير من ان يُنكر او يقوّض ذلك الذي حصل في استاد عمان الدولي الاردني في اللقاء الذي جمع منتخب “الفدائي” بنظيره السعودي الاثنين.
الحضور كان بينهم سياسيون ومناصرون للقضية وعشاق للرياضة، الا انهم توحدوا فيما يخصّ هتافات النصر والدعاء للاقصى والتزيّن بالكوفية الفلسطينية، وحتى في بعض اللقطات التي تحمل “خفة دم وروح رياضية”، فقد بدا الجمهور كله بما فيه مشجعي المنتخب السعودي وهم يهتفون لبقاء فلسطين حرة عربية.
وفي اللقاء الذي انتهى في التعادل السلبي قدم المنتخب الوطني الفلسطيني أداء مميزا رغم أن الأفضلية النسبية في اللقاء كانت للمنتخب السعودي.
الدكتور فاخر دعاس رئيس الحملة الوطنية لحقوق الطلبة، كتب مشاهداته من المباراة عبر صفحته على الفيسبوك، فجاءت اولاها انه شعر بالنشوة لمجرد قراءة اسم فلسطين على “بلوزة” اللاعبين فقال “بتحس كل ما تطلع على الاسم بكهربا بتمشي بجسمك”.
بالنسبة لدعاس ايضا حوّلت هتافات المشجعين المباراة إلى انتفاضة مصغرة، فقد هتف المشجعون “بالروح بالدم نفديك يافلسطين … عالقدس رايحين شهداء بالملايين .. الله، فلسطين، والقدس عربية”.
ملاحظات دعاس جاءت متعددة كان منها ان الجمهور لم يكن مهتما فعلا بنتيجة المباراة قدر ما اهتم لمشاهدة “منتخب فلسطيني يلعب باسم فلسطين”، وكأنه حلم يتحقق.
العلم الفلسطيني ارتفع في كل مكان كما ارتسم على وجوه الحضور، الى جانب اعلام بلدان عربية مختلفة.
الاعلامي رفعت النجار توقّع سلفا عبر صفحته على فيسبوك “انحياز ارض النشمي للفدائي”.. وهو ما ظهر جليا من هتافات الجمهور والحماسة العالية التي تمتع بها تجاه تواجد منتخب الفدائي على ارض العاصمة الاردنية.
وكانت الكوفية البيضاء قد شكّلت شبه زيّ رسمي في الاستاد، اذ ارتداها كل من فيه تقريبا بما في ذلك الوفد السعودي.
“خفة الدم” لم تغب ايضا عن المشهد، فقد انطلق بطريقة عفوية هتاف “اطعنه.. اطعنه” حين وقع لاعب فلسطيني عقب تعثّره بمنافس سعودي، ما يدلل على كون الفلسطيني اليوم استعاد الق صورته في اذهان الشعوب كمناضل وشرس.
الحضور تنوعوا في جنسياتهم بتنوع الموجودين على الاراضي الاردنية، ورغم الامطار التي هطلت منذ صباح الاثنين الا انهم جميعا كانوا موحدين تحت راية القدس وفلسطين.
وتنوعت الجماهير على المدرجات في الاقطار التي قدمت منها، الا انها اعتبرت ان شعور التواجد الفلسطيني على الارض وحده كان يكفي لزيادة الحماس والتشجيع، ناهيك عن كون المباراة كانت تحمل الكثير من الحماس رغم عدم وجود اهداف.
ووصلت الكرة إلى مرمى المنتخب الفلسطيني 3 مرات، فيما وصلت إلى مرمى المنتخب السعودي مرة واحدة.
وشهدت المباراة حضورا جماهيريا وصل الى حوالي 10 آلاف مشجع من الجماهير الفلسطينية والسعودية التي ازرت منتخبيها طيلة المباراة التي تخللها اهدار للعديد من الفرص الضائعة خاصة للمنتخب السعودي.
وقدم حارسا المرمى اداء مميزا فالحارس توفيق علي انقذ فرص اهداف محققة للمنتخب الاخضر، كما أنقذ الحارس السعودي خالد شراحيلي مرمى الاخضر من هدف محقق للفدائي من ضربة ركنية للاعب الفلسطيني.
وبهذه النتيجة يتصدر المنتخب السعودي المجموعة بـ13 نقطة فيما يأتي الفدائي في المركز الثالث برصيد 6 خلف الوصيف منتخب الامارات برصيد 7 نقاط، علماً أن مباراة الذهاب بين المنتخبين انتهت بفوز السعودية 3-2.
وبغض النظر عن النتيجة، فقد اعتبر الاردنيون والحضور “فلسطين العروبة” هي الفائزة في المباراة، فقد توحد الجمهور تماما تحت لواء الهتافات لها والشعور معها رغم الامطار .
وأشاد عبدالسلام هنية عضو المجلس الاعلى للشباب والرياضة بالمنتخب الوطني الفلسطيني الذي تمكن من اقتناص نقطة بتعادله مع المنتخب السعودي، مثنيا على الروح الوحدوية الثورية لجماهير المنتخب الفلسطيني في الاردن، ومشيرا ان اهازيج الانتفاضة التي اطلقها الجماهير لهو دليل على وحدة هذا الشعب في كل اماكن تواجده .
وشكر هنية الامير علي بن الحسين والاتحاد الاردني لكرة القدم واثنى على تنظيمهم الرائع للمباراة واكد على متانة اللقاءات مع المملكة العربية السعودية، مذكرا بأن مباراة المنتخب مع ماليزيا ستقام في الاردن الاسبوع المقبل .







